[الرجل الحر]

و لا يسع الباحث في هذا المجال و المراقب للأحداث بعد خروج قوات الإحتلال الأميركي من العراق إلا أن ينتقد القصور و التقصير في الأداء على الجانب الجماهيري في كل المجالات الفكرية و العقائدية و الإجتماعية التي من المفترض أن نشاهدها لدى تلك التشكيلات التي أثبتت جدارة في مقارعة أقوى جيوش العالم و أكثرها تقدماً .. خصوصاً و أنها لم تقم بأية عملية تقييم للأداء و الشخصيات التي لربما دخلت في دوائرها لضرورات القتال و التعبئة العامة و الخاصة ,, فمن المجحف أن يكون من قيادات تشكيل جهادي كبير كعصائب أهل الحق شخصيات يعتزون بآبائهم المعروفين بكونهم من أقذر قيادات حزب البعث الكافر و أكثر البعثيين إجراماً بحق الشعب العراقي .. و ماهذا إلا فشل في عملية التنقية التي لا بد لها أن تمر بعوامل المرحلية بعد خروج الإحتلال الأميركي ,, كما لا بد و أن تحاسب الكثير من الشخصيات المحسوبة على بعض التشكيلات الجهادية الشيعية على الإنفجار المادي و الثراء الفاحش الذي جعل من البعض أن يتحولوا من مقاتلين بسطاء في الأهوار أو ساحات المقاومة ضد الأميركان إلى ملاك لشركات كبرى في أغلى مناطق بغداد في الجادرية و العرصات و الكرادة و لبيوت مبالغ في أسعارها في الحنانة في النجف الأشرف و كربلاء المقدسة و شارع فلسطين ببغداد و محافظة بابل ...
من كل ما تقدم لا يمكن القول بأن أداء التشكيلات التابعة لولاية الفقيه في العراق ما بعد خروج الإحتلال هو أداء مرضٍ و بمستوى طموح جماهير ولاية الفقيه في العراق فلا تزال تلك التشكيلات بإمكاناتها المادية و البشرية و اللوجستية الضخمة بحاجة لمراجعة حساباتها و تنقية طرق حركاتها في المجتمع من خلال وضع الدراسات التي قد يتقدم بها أعضاؤها أو منظرين مستوردين من خارج حدودها ,, فلا بد لها من الخروج من نشوة النصر ما بعد جلاء العسكر الأميركي عن العراق و الولوج بثقل كبير إلى الساحة العراقية و الإعتماد أكثر على مناهج مدنية و كوادر شبابية و تشكيلات ظل مدربة على قيادة الميدان ..