عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-04-2013 الساعة : 07:42 AM


قال الأميني:
هلم معي نقرأ هذه الصحائف السوداء المحشوة بالمخازي وشية العار، المملوة بالموبقات والبوائق، فننظر هل في الشريعة البيضاء، أو في نواميس البشرية، أو في طقوس العدل مساغ لشئ منها؟
دع ذلك كله هل تجد في عادات الجاهلية مبررا لشئ من تلكم الهمجية؟
وهل فعل أولئك الأشقياء الأشداء في أيامهم المظلمة فعلا يربو مخاريق ابن هند؟
لا.
وإنك لا تسمع عن أحد ممن يحمل عاطفة إنسانية ولا أقول ممن يعتنق الدين الحنيف فحسب يستبيح شيئا من ذلك، أو يحبذ مخزاتا من تلكم المخازي، وهل تجد معاوية وهذه جناياته من مصاديق قوله تعالى: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود. الآية؟ (19)
فهل ترى ابن أبي سفيان خارجا عنهم؟
فليس هو من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا ممن معه، ولا رحيما بهم، أو أن من ناواه وعاداه وسبه وآذاه وقتله وهتكه خارجون عن ربقة الاسلام؟
فهو شديد عليهم وهم خيرة أمة محمد المسلمة، تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا.
فالحكم للنصفة لا غيرها.
كأن هاهنا نسيت ثارات عثمان وعادت تبعة أولئك المضطهدين محض ولاء علي أميرالمؤمنين (عليه السلام) وقد قرن الله ولايته بولايته وولاية رسوله، وحبهم لمن يحبه الله ورسوله، وطاعتهم لمن فرض الله طاعته، وودهم من جعل الله وده أجر الرسالة.
فلم يقصد معاوية وعماله أحدا بسوء إلا هؤلاء، فطفق يرتكب منهم ما لا يرتكب إلا من أهل الردة والمحادة لله ولرسوله.
فكان الطريد اللعين ابن الطريد اللعين مروان، وأزني ثقيف مغيرة بن شعبة، وأغيلمة قريش الفسقة في أمن ودعة، وكان يولي لأعماله الزعانفة الفجرة أعداء أهل بيت الوحي: بسر بن أرطاة، ومروان بن الحكم، ومغيرة بن شعبة، وزياد بن أبيه، وعبد الله الفزاري، وسفيان بن عوف، والنعمان بن بشير، والضحاك بن قيس، وسمرة بن جندب، ونظرائهم، يستعملهم على عباد الله وهو يعرفهم حق المعرفة ولا يبالي بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
من تولى من أمر المسلمين شيئا فاستعمل عليهم رجلا وهو يعلم أن فيهم من هو أولى بذلك وأعلم بكتاب الله وسنة رسوله فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين (20).
فكانوا يقترفون السيئات، ويجترحون المآثم بأمر منه ورغبة، ولم تكن عنده حريجة من الدين تزعه عن تلكم الجرائم، فأمر بالإغارة على مكة المكرمة وقد جعلها الله بلدا آمنا يأمن من حل بها وإن كان كافرا، ولأهلها وطيرها ووحشها ونباتها حرمات عند الله، وهي التي حقنت دم أبي سفيان ومن على شاكلته من حامل ألوية الكفر والالحاد، فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يرعاها كل الرعاية يوم الفتح وغيره، فما عامل أهلها هو وجيشه الفاتح إلا بكل جميل، وكان (صلى الله عليه وآله) يقول:
إن هذا بلد حرم الله يوم خلق السموات والأرض، وهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وأنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها ولا يختلى خلاها (21).
وقال (صلى الله عليه وآله) وسلم: إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما، ولا يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول اللهفقولوا له: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب (22).

وأمر ابن هند بالاستحواذ على مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله) وإخافة أهلها والوقيعة فيهم واستقراء من يوجد فيها من شيعة علي أميرالمؤمنين صلوات الله عليه وللمدينة المنورة في الاسلام حرمتها الثابتة، ولنبيه (صلى الله عليه وآله) فيها قوله الصادق: المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا، من أحدث فيها حدثا (23) أو آوى حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، ذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل (24).

وقوله (صلى الله عليه وآله) : لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء (25).

وقوله (صلى الله عليه وآله) : لا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء (26).

وقوله (صلى الله عليه وآله) : أللهم إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حرما وإني حرمت المدينة حراما ما بين مأزميها، أن لا يهراق فيها دم، ولا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا تخبط فيها شجرة إلا لعلف (27).

وقوله (صلى الله عليه وآله) : من أراد أهل هذه البلدة بسوء (يعني المدينة) أذابه الله كما يذوب الملح في الماء. وفي لفظ سعد: من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله. الخ (28).

وقوله (صلى الله عليه وآله) : المدينة حرم من كذا إلى كذا، لا يقطع شجرها، ولا يحدث فيها حدث، من أحدث حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (29).

وقوله (صلى الله عليه وآله) : أيما جبار أراد المدينة بسوء أذابه الله تعالى كما يذوب الملح في الماء. وفي لفظ: من أراد أهل هذه البلدة بدهم أو بسوء (30).

وقوله (صلى الله عليه وآله) فيما أخرجه الطبراني برجال الصحيح: أللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل(31).

وقوله (صلى الله عليه وآله) : من أخاف أهل المدينة أخافه الله يوم القيامة، وغضب عليه، ولم يقبل منه صرفا ولا عدلا (32).

وقوله (صلى الله عليه وآله) فيما أخرجه النسائي: من أخاف أهل المدينة ظالما لهم أخافه الله، وكانت عليه لعنة الله (33). وفي لفظ ابن النجار: من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

وقوله (صلى الله عليه وآله) : من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي. أخرجه أحمد في مسنده 3: 354 بالإسناد عن جابر بن عبد الله: إن أميرا من أمراء الفتنة قدم المدينة وكان قد ذهب بصر جابر فقيل لجابر: لو تنحيت عنه فخرج يمشي بين ابنيه فنكب فقال: تعس من أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابناه أو أحدهما: يا أبت! وكيف أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد مات؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أخاف... الحديث.
قلت: الأمير المشار إليه هو بسر بن أرطاة كما في وفاء الوفاء للسمهودي 1: 31 وصحح الحديث.

وقوله (صلى الله عليه وآله) فيما أخرجه الطبراني في الكبير: من آذى أهل المدينة آذاه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل منه صرف ولا عدل. وفاء الوفاء 1: 32.

نعم: إن بسرا لم يلو إلى شيئ من ذلك وإنما أوتمر بما سول له معاوية من هتك الحرمات بقتل الرجال، وسبي النساء، وذبح الأطفال، وهدم الديار، وشتم الأعراض ، وما رعي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا ولا ذمة في مجاوري حرم أمنه، وساكني حماه المنيع فخفر ذمته كما هتك حرمته، واستخف بجواره، وآذاه بإباحة حرمه حرم الله تعالى، والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم (34) وإن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة (35) فيالها من جرأة تقحم صاحبها في المحادة لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله) ودينه القويم.
كما أن يزيد كان يحذو حذو أبيه في جرائمه الوبيلة وشن الغارة على أهل المدينة المشرفة، وبعث مسلم بن عقبة الهاتك الفاتك إلى هتك ذلك الجوار المقدس بوصية من والده الآثم.
قال السمهودي في وفاء الوفاء 1: 91.وأخرج ابن أبي خيثمة بسند صحيح إلى جويرية بنت أسماء: سمعت أشياخ المدينة يتحدثون: إن معاوية ر.. لما احتضر دعا يزيد فقال له: إن لك من أهل المدينة يوما فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة فإني عرفت نصيحته.
فلما ولي يزيد وفد عليه عبد الله بن حنظلة وجماعة فأكرمهم وأجازهم فرجع فحرض الناس على يزيد وعابه و دعاهم إلى خلع يزيد فأجابوه فبلغ ذلك يزيد فجهز إليهم مسلم بن عقبة. الخ.
وأخرجه البلاذري في أنساب الأشراف 5: 43 بلفظ أبسط من لفظ السمهودي.

هامش:
(1) كذا جاء في غير موضع من لفظ الحديث.
(2) أخرجه أبو الفرج مسندا حذفنا إسناده روما للاختصار.
(3) الأغاني 15: 44 - 47، تاريخ ابن عساكر 3: 223، الاستيعاب 1: 65، النزاع والتخاصم ص 13، تهذيب التهذيب 1: 435، 436.
(4) هذه بطون من الأنصار.
(5) تاريخ الطبري 6: 77 - 81، كامل ابن الأثير 3: 162 - 167، تاريخ ابن عساكر 3: 222، 459، الاستيعاب 1: 65، 66، تاريخ ابن كثير 7: 319 - 322، وفاء الوفاء 1: 31.
(6) صحابي توجد ترجمته في معاجم الصحابة.
(7) صحابي مترجم له في المعاجم.
(8) صحابي ترجم له أصحاب فهارس الصحابة.
(9) صحابي مذكور في عد الصحابة.
(10) والصحيح: ولا يزال مصلتا دون الجار.
(11) ويقال؟: ابن أبي أرطاة.
(12) إلى آخر الأبيات التي مرت في صفحة 17، 18.
(13) شرح أبي الحديد 1: 116 - 121.
(14) تاريخ الطبري 6: 132.
(15) شرح ابن أبي الحديدا: 361.
(16) مرت تلكم الأحاديث وستأتي في مسند المناقب ومرسلها.
(17) تاريخ ابن عساكر 5: 418، شرح ابن الحديد 4: 7، 72.
(18) مروج الذهب 2: 69، المحاسن والمساوي للبيهقي 1: 39، قال المسعودي والبيهقي: صاحب الرحبة هو علي بن أبي طالب، شرح ابن أبي الحديد 1: 286 نقلا عن ابن الجوزي.
(19) سورة الفتح 29.
(20) مجمع الزوائد 5: 211.
(21) صحيح البخاري: باب لا يحل القتال بمكة 3: 168، صحيح مسلم 4: 109.
(22) صحيح البخاري: باب لا يعضد شجر الحرم 3: 167.
(23) قال القاضي عياض: معنى قوله: من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا. الخ. من أتى فيها إثما أو آوى من أتاه.
(24) صحيح البخاري 3: 179، صحيح مسلم 4: 114، 115، 116، مسند أحمد 1: 81، 126، 151، ج 2: 450، سنن البيهقي 5: 196، سنن أبي داود 1: 318.
(25) صحيح البخاري 3: 181.
(26) صحيح مسلم 4: 113.
(27) صحيح مسلم 4: 117، سنن أبي داود 1: 318، واللفظ لمسلم.
(28) صحيح مسلم 4: 121، 122.
(29) صحيح البخاري 3: 178، سنن البيهقي 5: 197.
(30) وفاء الوفاء للسمهودي 1: 31.
(31) وفاء الوفاء 1: 31 وصححه.
(32) وفاء الوفاء 1: 31، فيض القدير 6: 40.
(33) وفاء الوفاء 1: 31.
(34) سورة التوبة: 61.
(35) سورة الأحزاب: 57.

العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني رحمه الله تعالى


توقيع : alyatem

اللهم صل على محمد وآل محمد
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء



قال الامام الخميني رحمه الله:
مقدار الصبر على المصاعب والآلام والتضحيات والفداء والحرمان
يتناسب وعظمة حجم الغاية وقيمتها ورفعة مكانتها
من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء
رد مع اقتباس