|
محـــــاور عقائدي
|
رقم العضوية : 20228
|
الإنتساب : Jul 2008
|
المشاركات : 3,427
|
بمعدل : 0.56 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
كربلائية حسينية
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 09-06-2013 الساعة : 10:38 PM
السفياني يحكم سوريا والأردن نحو سنة
النعماني/299 ، عن عيسى بن أعين ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: السفياني من المحتوم وخروجه في رجب ، ومن أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهراً ، ستة أشهر يقاتل فيها ، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ، ولم يزد عليها يوماً). والنعماني/304 ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعُدُّوا له تسعة أشهر . وزعم هشام أن الكور الخمس: دمشق وفلسطين والأردن وحمص وحلب . والنعماني/300 ، عن معلى بن خنيس ، وفيه: ومن المحتوم خروج السفياني في رجب ، وفي/302 ، عن خلاد الصائغ ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: السفياني لابد منه ، ولا يخرج إلا في رجب ، فقال له رجل: يا أبا عبد الله إذا خرج فما حالنا ؟ قال: إذا كان ذلك فإلينا . وكمال الدين:2/651، عن عبد الله بن أبي منصور البجلي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اسم السفياني فقال: وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كور الشام الخمس: دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين ، فتوقعوا عند ذلك الفرج ، قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا ، ولكن يملك ثمانية أشهر لايزيد يوماً . وإعلام الورى/428 ، كرواية كمال الدين ، وكذا منتخب الأنوار /177 ، وإثبات الهداة:3/721 ، والبحار:52/206 .
وفي كمال الدين:2/650، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أمر السفياني من الأمر المحتوم وخروجه في رجب ، وجامع الأخبار/142 ، وعنه إثبات الهداة:3/721 ، والبحار:52/204 .
وفي غيبة الطوسي/278، عن عمار الدهني، قال أبو جعفر عليه السلام :كم تعدون بقاء السفياني فيكم؟ قال قلت: حمل امرأة تسعة أشهر، قال: ما أعلمكم ياأهل الكوفة). ومثله الخرائج:3/1159، وعنه إثبات الهداة:3/730 ، والبحار:52/216.
غيبة الطوسي/273، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن السفياني يملك بعد ظهوره على الكور الخمس حمل امرأة ، ثم قال: أستغفر الله حمل جمل ، وهو من الأمر المحتوم الذي لابد منه ) . وعنه إثبات الهداة:3/729 ، والبحار:52/215.
أقول: أشكل صاحب إثبات الهداة على التردد في هذا النص وهو محق لأن التردد والتحير فيه واضح ، ولايصدر ذلك عن المعصوم عليه السلام ، كما أن الجَمَل كماذكر اللغويون إسم لمذكر الإبل خاصة ، وقيل هو البازل المتقدم في السن .
الناجون من اتِّبَاع السفياني في بلاد الشام
النعماني/300، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول: إتقوا الله واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع والإجتهاد في طاعة الله ، فإن أشد ما يكون أحدكم اغتباطاً بما هو فيه من الدين لو قد صار في حد لآخرة وانقطعت الدنيا عنه ، فإذا صار في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم والكرامة من الله والبشرى بالجنة ، وأمن مما كان يخاف ، وأيقن أن الذي كان عليه هو الحق ، وأن من خالف دينه على باطل وأنه هالك . فأبشروا ثم أبشروا بالذي تريدون ، ألستم ترون أعداءكم يقتتلون في معاصي الله ويقتل بعضهم بعضاً على الدنيا دونكم ، وأنتم في بيوتكم آمنون في عزلة عنهم . وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم ، وهو من العلامات لكم ، مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقاً كثيراً دونكم . فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك ؟ قال: يتغيب الرجال منكم عنه فإن حنقه وشرهه إنما هي على شيعتنا ، وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى ، قيل: فإلى أين مخرج الرجال يهربون منه؟ فقال: من أراد منهم أن يخرج يخرج إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان ، ثم قال: ما تصنعون بالمدينة وإنما يقصد جيش الفاسق إليها ، ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم ، وإنما فتنته حمل امرأة: تسعة أشهر ، ولايجوزها إن شاء الله). وعنه البحار:52/140 .
النعماني/304 ، عن الحارث الهمداني ، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: المهدي أقبل ، جعد ، بخده خال ، يكون مبدؤه من قبل المشرق ، وإذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر ، يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق يعصمهم الله من الخروج معه . ويأتي المدينة بجيش جرار ، حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به وذلك قول الله عز وجل في كتابه: ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب). وعنه البحار:52/252 ، عن النعماني ، وينابيع المودة/427 ، مختصراً ، عن المحجة . ومعنى ذلك أن حملة السفياني على الشيعة في الشام تبدأ في شهر رمضان ، بعد شهرين من خروجه .
فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا
الكافي:8/274 ، عن الفضل الكاتب قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأتاه كتاب أبي مسلم فقال: ليس لكتابك جواب أخرج عنا ، فجعلنا يسارُّ بعضنا بعضاً فقال: أي شئ تسارُّون ؟ يا فضل إن الله عز ذكره لا يعجل لعجلة العباد ، ولإزالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله ، ثم قال: إن فلان بن فلان حتى بلغ السابع من ولد فلان ، قلت: فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك ؟ قال: لا تبرح الأرض يا فضل حتى يخرج السفياني ، فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا ، يقولها ثلاثاً ، وهو من المحتوم). وعنه وسائل الشيعة:11/37 ، والبحار:47/297 .
إثبات الوصية/226،عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لا يكون ما ترجون حتى يخطب السفياني على أعوادها ، فإذا كان ذلك انحدر عليكم قائم آل محمد من قبل الحجاز). وعنه إثبات الهداة:3/580 .
الكافي:8/264، عن عيص بن القاسم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عليكم بتقوى الله وحده لا شريك له وانظروا لأنفسكم ، فوالله إن الرجل ليكون له الغنم فيها الراعي فإذا وجد رجلاً هو أعلم بغنمه من الذي هو فيها يخرجه ويجئ بذلك الرجل الذي هو أعلم بغنمه من الذي كان فيها ! والله لو كانت لأحدكم نفسان يقاتل بواحدة يجرب بها ثم كانت الأخرى باقية فعمل على ما قد استبان لها ! ولكن له نفس واحدة إذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة، فأنتم أحق أن تختاروا لأنفسكم .
إن أتاكم آت منا ، فانظروا على أي شئ تخرجون ؟ ولا تقولوا خرج زيد فإن زيداً كان عالماً وكان صدوقاً ولم يدعكم إلى نفسه ، إنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه ، إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه ، فالخارج منا اليوم إلى أي شئ يدعوكم؟ إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام ؟ فنحن نشهدكم أنا لسنا نرضى به ! وهو يعصينا اليوم وليس معه أحد ، وهو إذا كانت الرايات والألوية أجدر أن لا يسمع منا ، إلا مع من اجتمعت بنو فاطمة معه ، فوالله ما صاحبكم إلا من اجتمعوا عليه . إذا كان رجب فأقبلوا على اسم الله عز وجل ، وإن أحببتم أن تتأخروا إلى شعبان فلا ضير ، وإن أحببتم أن تصوموا في أهاليكم فلعل ذلك أن يكون أقوى لكم . وكفاكم بالسفياني علامة).
وفي علل الشرائع/577 ، عن العيص بن القاسم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إتقوا الله وانظروا لأنفسكم فإن أحق من نظر لها أنتم ، لو كان لأحدكم نفسان فقدم إحداهما وجرب بها واستقبل التوبة بالأخرى كان ! ولكنها نفس واحدة إذا ذهبت فقد ذهبت والله التوبة ، إن أتاكم منا آت يدعوكم إلى الرضا منا فنحن ننشدكم أنا لا نرضى، إنه لايطيعنا اليوم وهو وحده فكيف يطيعنا إذا ارتفعت الرايات والأعلام) ! وعنه البحار:46/178 ، وفي:52/301 ، عن الكافي .
الكافي:8/264 ، عن سدير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام : يا سدير الزم بيتك وكن حلساً من أحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار ، فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك) . وعنه وسائل الشيعة:11/36 ، والبحار:52/303، و270 ، ورواه برواية أخرى فيها: قلت: جعلت فداك هل قبل ذلك شئ؟ قال: نعم وأشار بيده بثلاث أصابعه إلى الشام ، وقال: ثلاث رايات: راية حسنية ، وراية أموية ، وراية قيسية ، فبينا هم إذ قد خرج السفياني فيحصدهم حصد الزرع ما رأيت مثله قط ) !
محاولاتهم إحراج الإمام الصادق والإمام الرضا عليهما السلام
في النعماني/253، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قبل هذا الأمر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح ، فكيف يقول هذا هذا؟!)وإثبات الهداة:3/735 ،والبحار:52/233 .
وفي الكافي:8/331 ، عن المعلى بن خنيس ، قال: ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم وسدير ، وكتب غير واحد إلى أبي عبد الله عليه السلام حين ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس ، بأنا قد قدرنا أن يؤول هذا الأمر إليك فما ترى؟ قال: فضرب بالكتب الأرض ثم قال: أفٍّ أف ، ما أنا لهؤلاء بإمام ، أما علموا أنه إنما يقتل السفياني). وعنه الإيقاظ/265، والبحار:47/297 و351، و:52/266 ، والكشي/353 ، وفيه: ما أنا لهؤلاء بإمام ، أما علموا أن صاحبهم السفياني) !
أقول: ينبغي الإلتفات الى الضغوط التي كان الأئمة عليهم السلام يواجهونها من شيعتهم ومن الطامعين في الحكم ، الذين يريدون الإذن منهم بالعمل السياسي والثورة باسمهم عليهم السلام لأن النبي صلى الله عليه وآله بشر بالمهدي عليه السلام ودولته ! فكانوا يرفضون ذلك ويوضحون للأمة أن من شروط المهدي عليه السلام خروج السفياني قبله !
تأثير أحاديث السفياني على أتباع الأمويين
من الطبيعي أن يبادر الأمويون وأتباعهم بعد سقوط دولتهم ، الى استغلال أحاديث السفياني ، بحجة أن النبي صلى الله عليه وآله قد أخبر بظهور هذا الحاكم القوي ، ولا يهمهم أن يكون طاغية ملعوناً ! وبالفعل فقد ادعى كثيرون من بني أمية وغيرهم أنه السفياني الموعود ، وقاد عدد منهم حركات ضد العباسيين وكان لهم أتباع مقاتلون ! وقد ذكر صاحب كتاب خطط الشام عدة ثورات باسم السفياني:
منها:1/154، ثورة علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، الذي خرج في الشام سنة 195 ، في خلافة الأمين وكان يعرف بأبي العميطر .
ومنها: ثورة سعيد بن خالد الأموي بعد أبي العميطر .
ومنها: ما ذكره/164، ثورة المبرقع بالشام أيضاً سنة 227 ، في خلافة المعتصم.
وفي:2/185 ، ثورة عثمان بن ثقالة الذي ثار في عجلون بالأردن سنة 816 ، وادعى أنه السفياني الموعود .
وفي:1/161، قول المأمون العباسي وأما قضاعة فسادتها تنتظر السفياني وخروجه فتكون من أشياعه ! إلى غير ذلك من ادعاء السفيانية .
من ناحية ثانية ، نلاحظ على أحاديث المصادر السنية أن فيها مبالغات في شخصية السفياني حتى زعم بعضها له صفات غيبية وكأنه مبعوث من الله تعالى كما فعلوا في أحاديث الدجال ! فقد روى ابن حماد:2/699، و1/279، و283عن علي عليه السلام أنه قال: السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان رجل ضخم الهامة بوجهه آثار جدري وبعينه نكتة بياض ، يخرج من ناحية مدينة دمشق في واد يقال له وادي اليابس يخرج في سبعة نفر ، مع رجل منهم لواء معقود يعرفون في لوائه النصر يسير الرعب بين يديه على ثلاثين ميلاً ، لايرى ذلك العلم أحد يريده إلا انهزم).
ومن مبالغاتهم في السفياني وإعطائه صفات غيبية زعمهم أن السفياني: (يؤتى في منامه فيقال له قم ، وأنه يحمل بيده ثلاث قصبات لا يقرع بهن أحداً إلا مات.. يؤتى السفياني في منامه فيقال له: قم فاخرج ، فيقوم فلا يجد أحداً ! ثم يؤتى الثانية فيقال له مثل ذلك ثم يقال له الثالثة: قم فاخرج فانظر من على باب دارك ، فينحدر في الثالثة على باب داره فإذا هو بسبعة نفر أو تسعة نفر معهم لواء ، فيقولون نحن أصحابك فيخرج فيهم ويتبعه ناس من قريات وادي اليابس ، فيخرج إليه صاحب دمشق ليلقاه ويقاتله ، فإذا نظر إلى رايته انهزم ووالي دمشق يومئذ وال لبني العباس!(ابن حماد:1/280). هذا وقال بعض أهل الخبرة: الوادي اليابس: يمتد من درعا قرب حدود سوريا مع الأردن الى قرب نابلس داخل فلسطين.
والملاحظة الثالثة ، أن أحاديثهم عن السفياني أكثرها مراسيل من أقوال تابعين وغالباً ما تكون مأخوذة من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام ، لكنها أحياناً خيالية ، وقد تغرق في التخيل ! وهذه مجموعة منها :
ابن حماد:1/278،و279,288، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يملك السفياني حمل امرأة . وعقد الدرر/86 . وفي/76 ، عن أرطأة قال: إذا اجتمع الترك والروم وخسف بقرية بدمشق وسقط طايفة من غربي مسجدها رفع بالشام ثلاث رايات: الأبقع والأصهب والسفياني ، ويحصر بدمشق رجل فيقتل ومن معه ، ويخرج رجلان من بني أبي سفيان فيكون الظفر للثاني ، فإذا أقبلت مادة الأبقع من مصر ظهر السفياني بجيشه عليهم فيقتل الترك والروم بقرقيسيا حتى تشبع سباع الأرض من لحومهم).
وفي/76، عن أبي قبيل قال: السفياني شر ملك ، يقتل العلماء وأهل الفضل ويفنيهم ، يستعين بهم ، فمن أبى عليه قتله . وفي/80 قال: يقتل السفياني من عصاه ، وينشرهم بالمناشير ويطبخهم بالقدور ، ستة أشهر ! وفي/84 ، عن ابن عباس قال: يخرج السفياني فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويغلي الأطفال في المراجل).والمراجل: القدور الكبيرة ، الأبقع: في وجهه بقع . الأصهب: إسم للأسد والأصفر الوجه. مادة الأبقع: أنصاره.
وفي البدء والتاريخ:2/177: وفيما خبر عن علي بن أبي طالب في ذكر الفتن بالشام قال: فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد على أثره ليستولي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي . وقد قال بعض الناس إن هذا قد مضى وذلك خروج زياد بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بحلب وبيضوا ثيابهم وأعلامهم وادعوا الخلافة فبعث أبو العباس عبد الله (بن محمد) بن علي بن عبد الله بن عباس أبا جعفر إليهم فاصطلموهم عن آخرهم . ويزعم آخرون أن لهذا الموعود شاباً وصفه لم يوجد لزياد بن عبد الله ، ثم ذكروا أنه من ولد يزيد بن معاوية بوجهه آثار الجدري ، وبعينه نكتة بياض ، يخرج من ناحية دمشق ويثيب خيله وسراياه في البر والبحر فيبقرون بطون الحبالى وينشرون الناس بالمناشير ويطبخونهم في القدور ، ويبعث جيشاً له إلى المدينة فيقتلون ويأسرون ويحرقون ثم ينبشون عن قبر النبي صلى الله عليه وآله وقبر فاطمة عليها السلام ، ثم يقتلون كل من اسمه محمد وفاطمة ويصلبونهم على باب المسجد فعند ذلك يشتد غضب الله عليهم فيخسف بهم الأرض وذلك قوله تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ. أي من تحت أقدامهم) . ومثله خريدة العجائب/258 .
معركة قرقيسيا
قرقيسيا ، مدينة صغيرة عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات ، وهي اليوم أطلال قرب مدينة دير الزور السورية ، وتقع عند الحدود السورية العراقية ، وهي قريبة نسبياً من الحدود السورية التركية . وفي معجم البلدان للحموي:4/328: (قيل سميت بقرقيسيا بن طهمورث الملك . قال حمزة الأصبهاني: قرقيسيا معرب كركيسيا وهو مأخوذ من كركيس وهو اسم لإرسال الخيل المسمى بالعربية الحلبة ، وكثيراً ما يجئ في الشعر مقصوراً ). انتهى.
وقد وردت روايات عن معركة عظيمة تقع فيها ، وبعضها حددت وقتها بأنها بين بني العباس وبني أمية ، وبعضها ربطتها بالسفياني الذي يكون في زمن الإمام المهدي عليه السلام ، وبعضها ذكرت أن سببها كنز يظهر في مجرى الفرات ويقع الخلاف عليه بين السفياني والأتراك..
ومن رواياتها: في الكافي:8/295:أن الإمام الباقر عليه السلام قال لمُيَسَّر: يا مُيَسَّرُ كم بينكم وبين قرقيسا؟ قلت: هي قريب على شاطئ الفرات فقال: أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ، ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير ، تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء ، يهلك فيها قيس ولايدعى لها داعية . قال: وروى غير واحد وزاد فيه وينادي مناد هلموا إلى لحوم الجبارين ). وفي/278: عن حذيفة بن منصورعن الإمام الصادق عليه السلام قال: إن لله مائدة وفي رواية مأدبة ، بقرقيسياء يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين).
وفي /303 ، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام : إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء ، يشيب فيها الغلام الحَزَوَّر ، يرفع الله عنهم النصر ويوحي إلى طير السماء وسباع الأرض إشبعي من لحوم الجبارين ، ثم يخرج السفياني) . وعنه إثبات الهداة:3/739، والبحار:52/246و251.
ومن رواياتها التي ربطتها بخروج السفياني وظهور الإمام المهدي عليه السلام : ما رواه المفيد رحمه الله في الإختصاص/255: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام : يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها: أولها اختلاف ولد فلان ، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي ، ومناد ينادي من السماء ، ويجيؤكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، ويعقبها مرج الروم ، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة ، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب ، فأول أرض تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني ، فيلقى السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لايكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين .
ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل ، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً ، فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوى المنازل طياً حثيثاً ومعهم نفر من أصحاب القائم ، وخرج رجل من موالي أهل الكوفة فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة .
ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة ، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج من المدينة ، فيبعث جيشاً على أثره فلا يدركه ، حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران عليه السلام ، وينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء يا بيداء أبيدي القوم ، فيخسف بهم البيداء فلا يفلت منهم إلا ثلاثة ، يحول الله وجوههم في أقفيتهم وهم من كلب ! وفيهم نزلت هذه الآية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا...الآية.. قال: والقائم يومئذ بمكة ، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيراً به ينادي: يا أيها الناس إنا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم ونحن أولى الناس بالله وبمحمد...الخ) .
ونقل ابن حماد:1/285، قولاً لأرطاة ربط معركة قرقيسيا بالسفياني وجعل أطرافها الترك والروم ! قال: إذا اجتمع الترك والروم وخسف بقرية بدمشق وسقط طائفة من غربي مسجدها ، رفع بالشام ثلاث رايات الأبقع والأصهب والسفياني ، ويحصر بدمشق رجل فيقتل ومن معه ويخرج رجلان من بني أبي سفيان فيكون الظفر للثاني . فإذا أقبلت مادة الأبقع من مصر ظهر السفياني بجيشه عليهم فيقتل الترك والروم بقرقيسيا حتى تشبع سباع الأرض من لحومهم). لكن هذه الرواية مجرد كلام مقطوع !
كما يوجد عدة روايات ربطتها بالكنز المختلف عليه ، من أوضحها: ما رواه ابن حماد:1/239،ونحوه 335،و:2/611، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ينحسر الفرات عن جبل من ذهب وفضة فيقتل عليه من كل تسعة سبعة . فإن أدركتموه فلا تقربوه... الفتنة الرابعة ثمانية عشر عاماً ، ثم تنجلي حين تنجلي وقد انحسر الفرات عن جبل من ذهب ، تنكب عليه الأمة فيقتل من كل تسعة سبعة) . وفي/82: عن علي قال: ( يظهر السفياني على الشام ، ثم يكون بينهم وقعة بقرقيسيا حتى تشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم ، ثم يفتق عليهم فتق من خلفهم فتقبل طائفة منهم حتى يدخلوا أرض خراسان ، وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان فيقتلون شيعة آل محمد بالكوفة ، ثم يخرج أهل خراسان في طلب المهدي). وعنه الحاكم:4/501 ، وعقد الدرر/87 ، عن الحاكم بتفاوت ، وكنز العمال:11/284 ، عن ابن حماد ، وفيه: وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان في طلب المهدي .
أقول: لايعرف المقصود بالفتنة الرابعة في هذا الحديث لأن روايات عدد الفتن متعارضة ، نعم يسهل تمييز الفتنة الأخيرة المتصلة بظهور المهدي عليه السلام .
أما نصوص هذه المعركة فأكثرها مراسيل واقوال اشخاص وليست أحاديث نبوية ! لكن إن صحت فيحتمل أن يكون الكنز المذكور مصدر نفط أو منجم ذهب وفضة تكتشف هناك ، وتكون موضع خلاف بين الدول الثلاث .
أما الطرف المقابل للسفياني في هذه المعركة فأكثر الأحاديث تذكر أنه الترك ويمكن أن يكونوا أهل تركيا الفعلية ، لأن النزاع على ثروة عند حدود سوريا وتركيا وقد ذكرت بعض الروايات أنهم قبل خروج السفياني ينزلون الجزيرة التي هي جزيرة ربيعة أو ديار بكر القريبة من قرقيسيا . وقد يكون المقصود بهم الروس أو غيرهم الذين يسمَّوْن أمم الترك ، فقد روي أن أول لواء يعقده المهدي عليه السلام يكون لقتال الترك والمقصود بالجزيرة هنا المنطقة الواقعة قرب الموصل المسماة بهذا الإسم ، وتسمى أيضاً ديار ربيعة . أما الرملة التي تنزل فيها قوات الروم فقد تكون رملة فلسطين ، أو رملة مصر . والله العالم .
|
|
|
|
|