عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية مصحح المسار
مصحح المسار
عضو فضي
رقم العضوية : 71598
الإنتساب : Mar 2012
المشاركات : 1,992
بمعدل : 0.45 يوميا

مصحح المسار غير متصل

 عرض البوم صور مصحح المسار

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : مصحح المسار المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-07-2013 الساعة : 04:49 PM


الطبيب ... ( 3 )

في الساعة الثانية بعد منتصف الليل عندما كان البرد يصول ويجول منفـــــردا
في الأزقة المظلمة ويطبق بحرفية حظرا ًللتجول ؛ صرخت أمها صرخة مؤلمة
جعلتها تنتفض من فراشها مذعورة ولما وصلت إليها وجدتـــــها قد همدت دون حراك .
وبسرعة وارتباك ارتدت ما رأته مناسبا ًوهبت تبحث بين دوامة البرد والظلام
عن سيارة أجرة لتقل أمها إلى المستشفى ، تركت نفسها كي يبتــــلعها شارع طويل مع نباح متقطع لكلاب تتخفى بين حاويات النفايات وعندما وصلت
إلى مفترق الطرق لمحت ضوء سيارة أجرة قادمة دلفت فيها صاعدة قالت :-
بسرعة أرجوك عندي مريضة أريد نقلها إلى المستشفى ...
فسمعت عبارة أسرع من سائق السيارة :- آسف يا عزيزتي فأنا لا أنقل
المرضى !!...
بعد أن وصلت البيت ساعدها سائق آخر على حمل والدتها وإيصالها إلى
المستشفى ولكنه لم ينس َأن يأخذ أجرته كاملة .
نقلوها على سرير متحرك إلى غرفة الطواريء برفقة البياض ورائحة المنظفات
والأضواء اللامعة على الأرضية المرمرية ؛ وفي احدى الردهات وضـــــــعوها على عجل ، كان هناك طبيب يرتدي نظارة تتأرجح على سلسلة برونزية وببطء شديد كان يتابع المرضى مع معاون ٍله .
قالت له :- صارخة أرجوك دكتور أرجوك تعال معي لترى ما أصاب أمي ...
دكتور .... فلم يلتفت لها إطلاقا ً؛ عاودت النداء بتضرع وقد فقدت شيئا ً
ما حسها في الكلام ... إلتفت إليها ببرود من ثم أدار وجهه مستمرا ًفي
جولته من ثم خرج .
جاء معاونه فنظر إلى إمها من ثم ذهب هو الآخر ؛ بعد ذلك جاء هذا المعاون
وفحصها بعجل من ثم كتب على قصاصة من الورق وسلمها لها ؛ لم تفهم
شيئا ًوحيال سؤالها اتضح لها أنه دواء سيساعد أمها على استعادة الوعي
وبين الردهات وتلابيب البياض والأضواء والإلتماع حققت نزهتها ولما عادت
وجدت قطعة بيضاء من قماش حريري تغطي أمها ، فتحت كلتا يديها من
ثم استدارت وهي ترتعش وقد تملكها غضب هستيري :- بياض وأي بياض
يمنح صاحبه مبضع كي يجعله ثريا ًباللحم والجسد ، عظيما ًفي استلاب
الدينار والدرهم من آهات وأوجاع بني جنسه ، شهادة عليا ونظارة زجاجية
لجهل مدقع تخمر في البصيرة وأصم الاسماع ؛ أحياء بين الردهات والموت
يتراقص بين الأضواء والأرضية اللامعة ...
... رب عالم قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه ... هناك من البشر من يصبح
حصالة للثراء والجاه ينتقد غيره وهو يعيش جاهلية جديدة


توقيع : مصحح المسار
إلى أمي وأبي فـــــــــي ســِــفر
العطاء والعطف والحـــــــــنان
صفحة تتجدد وتُمجّــــــدوبِــــر ٌ
على الموعد؛؛؛ لكم مني ...
تحـــــية ومــــــودة وســــــــلام
من مواضيع : مصحح المسار 0 قصيدة (( سامرُنا رمضان)) تقبل الله صيامكم وقيامكم
0 صيدتي المتواضعة في ذكرى أربعينية الحسين ع سفينةُ الفوز
0 ومضة حسينية
0 **قصيدة (( يم جف عباس المكطوعة)) بعامية أهل العراق**
0 دليل أحزان ... قصيدة في ذكرى محرم الحسين عليه السلام
رد مع اقتباس