|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 70835
|
الإنتساب : Feb 2012
|
المشاركات : 312
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ايمن النجفي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 13-07-2013 الساعة : 11:41 PM
بالنسبة إلى عدم سجود الإمام علي ( صلوات الله عليه ) لصنم قط في حياته, فإن الكل يعلم بأن الإمام (عليه السلام) قد تربى في أحضان رسول الله (صلى الله عليه وآله)
منذ نعومة أظفاره ولم يقل أحد بأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يعبد الأصنام فكيف يعلّم عليّاًً عبادتها، هذا أولاً.
ثانياً: كان كثيراً ما يقول صليت قبل الناس سبع سنين أو خمس سنين أو ست سنين بحسب روايات السنّة أنفسهم، ومن المعلوم بأنه (عليه السلام) قد أسلم وهو في العاشرة من عمره الشريف ولم يتأخر إسلام الناس كخديجة وزيد بن حارثة عن الإمام سوى سويعات أو أياماً قلائل، فهذا يعني بأن الإمام قد صلى وتحنث وتعبد مع النبي (صلى الله عليه وآله) قبل البعثة بسبع سنين، مما يعني أن عليّاً (عليه السلام) منذ كان عمره ثلاث سنوات أي منذ أدرك ما حوله هو موحد لله تعالى عارف به فلا يمكن أن يعبد صنماً أو يسجد لصنم قط.
وقد روى عبادة علي (عليه السلام) وصلاته
الحاكم
وابن أبي شيبة
والنسائي
في خصائصه
وابن أبي عاصم في السنّة
والطيالسي وأحمد في مسنده
وأبو يعلى
والبزار
والطبراني
وقال عنه الهيثمي في مجمع زوائده وإسناده حسن. وقال في الحديث : (اللّهمّ لا أعرف عبداً من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك - ثلاث مرات - لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعاً), وقد روي أن خديجة (عليها السلام) قد صلت مع النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) في اليوم الثاني من البعثة فمن ذلك نستخلص بأن عبادة علي وصلاته لله تعالى كانت مع الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) قبل البعثة بسبع سنين وهذا واضح جداً.
وهذا الأمر غير مستبعد أبداً فقد روى مسلم وغيره بأن أبا ذر صلى قبل الإسلام سنتين وفي رواية أبي نعيم في حليته وابن الجوزي في (صفة صفوته): صليت قبل الإسلام بأربع سنين.
وفي رواية أخرى لمسلم في صحيحه (ج 7 / 153) عن أبي ذر قال: ... وقد صليت يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بثلاث سنين قلت: لمن ؟ قال: لله . قلت: فأين توجّه؟ قال: أتوجه حيث يوجهني ربّي... إلى آخر الرواية.
فالإمام (عليه السلام) أفضل من أبي ذر (رض) بالاتفاق فلا يستبعد بعد ثبوت ذلك لأبي ذر أن يثبت للإمام (عليه السلام) خصوصاً وأنه تربى في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو صبي صغير بالاتفاق, ومن كان عند النبي (صلى الله عليه وآله) ومن يقول: (صليت قبل أن يصلي أحد من هذه الأمة سبع سنين) يثبت لنا أنه لم يسجد لصنم قط في حياته ولم يعرف الأصنام وعبادتها قطعاً.
وهذا ثابت أيضاً عندنا وعندهم، فقد روى الجميع في تفسير قوله تعالى :
(( واجنبني وبنيَّ أن نعبد الأصنام ))
في أثناء قوله:
(( وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبنيَّ أن نعبد الأصنام * ربّ إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم * ربّنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربّنا ليقيموا الصلاة ))
قال ابن جرير الطبري في (جامع البيان ج 13 / 299) ومعنى ذلك: أبعدني وبنيَّ من عبادة الأصنام...، وكذلك كان مجاهد يقول...:
(( وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبنيَّ أن نعبد الأصنام ))
قال: فاستجاب الله لإبراهيم دعوته في ولده قال: فلم يعبد أحد من ولده صنماً بعد دعوته. واستجاب الله له (... وجعل من ذريته من يقيم الصلاة...) ومن الواضح أن الدعاء هنا لإسماعيل وذريته.
ومن رواياتنا الإمامية كما عن الطوسي في (الأمالي) و(العمدة) لابن البطريق و(كنز الفوائد) وغيرهم.
وكذلك من روايات العامّة عند الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل)
وابن المغازلي الشافعي في (المناقب)
قال النبي (صلى الله عليه وآله): (فانتهت الدعوة إليََّ وإلى علي لم يسجد أحد منا لصنم قط فاتخذني الله نبياً وعلياً وصياً).
وروي من طرق العامّة عن عبد الله بن مسعود وفيه: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أنا دعوة أبي إبراهيم).
وكذلك روى أتباع أهل البيت (عليه السلام): أن من شروط الإمامة العصمة وجاء عن المعصومين قولهم في تفسير الآية الكريمة (لا ينال عهدي الظالمين) أي : من عبد صنماً أو وثناً لا يكون إماماً.
رواه الشيخ الكليني في (الكافي ج 1 / 175) والصفار في (بصائر الدرجات) والمجلسي في (بحار الأنوار ج 11 / 55) عن بصائر الصفار و (ج 25 / 206) عن اختصاص الشيخ المفيد.
وهكذا كان من المسلم به عند علماء السنّة وأئمتهم الاطباق على ذلك وإطلاق عبارة (كرم الله وجهه) على علي (عليه السلام) دون سائر الصحابة، وهذا مما يشهد لما سقناه من أدلة على عدم سجود علي (عليه السلام) لصنم قط.
والحمد لله تعالى الذي جعل ذلك يظهر على ألسنتهم دون ألسنتنا لأننا لا نستعمل هذه الصيغة أصلاً وهم من ابتكرها واستعملها واشتهرت عندهم فلا تكون هذه العبارة من وضع الرافضة أو دسهم في كتبهم وعقائدهم فزالت التهمة عنا وثبتت الحجة وهذه الخصيصة والفضيلة عندهم وعليهم ولله الحمد .
اضافة كان لا بد منها . .
|
|
|
|
|