عرض مشاركة واحدة

ابو مصطفى البهادلي
عضو جديد
رقم العضوية : 76794
الإنتساب : Dec 2012
المشاركات : 23
بمعدل : 0.01 يوميا

ابو مصطفى البهادلي غير متصل

 عرض البوم صور ابو مصطفى البهادلي

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : ابو مصطفى البهادلي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-07-2013 الساعة : 04:26 PM


[الخاتمة]
لا تعجب .. نعم لا تعجب من خُلق علي بن أبي طالب عليه السلام، فكثير منّا لا يتصور –أو لا يستطيع ان يدرك- هذه الآداب القرآنية، في حال الحرب، والعدو يبادر مبتدأً بمنع الماء، فتغلب عدوك ثم تبادر فتبعث إليه: هلم إلى الماء فنحن وأنت فيه سواء!! قال ابن خلكان([1]): قال الشيخ نصر الله بن مجلي مشارف الصناعة بالمخزن -وكان من ثقات أهل السنة-: رأيت في المنام علي بن أبي طالب عليه السلام؛ فقلت له: يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ثم يتم على ولدك الحسين عليه السلام يوم الطف مَا تَمَّ؟ فقال: اما سمعت أبيات ابن الصيفي في هذا؟ فقلت: لا ، فقال: إسمعها منه، ثم استيقظت فبادرت إلى دار حيص بيص([2]) فخرج إلي فذكرت له الرؤيا، فشهق وأجهش بالبكاء وحلف بالله إن كانت خرجت من فمي أو خطي إلى أحد، وإن كنتُ نظمتها إلا في ليلتي هذه ثم أنشدني:
ملكنا فكان العفو منا سجية* وحللتم قتل الأسارى وطالما
فحسبكم هذا التفاوت بيننا* فلما ملكتم سال بالدم أبطح
غدونا على الأسرى نمن ونصفح*وكل إناء بالذي فيه ينضح

وهكذا كان علي عليه السلام حتى مع قاتله عبد الرحمن بن ملجم يوصي به خيراً .. في ذات اللحظات إلى أُصيب فيها، وحرارة السيف السيف ما بردت، وشدة الألم وقسوته ما هدأت، وبعد أن أمكن الله من ابن ملجم وقد أُحضر بين يديه، ففتح أمير المؤمنين عليه السلام عينيه ونظر إليه وهو مكتوف وسيفه معلق في عنقه، فقال له بضعف وانكسار صوت ورأفة ورحمة: يا هذا لقد جئت عظيماً، وارتكبتَ أمراً عظيماً، وخطباً جسيماً، أبئس الامام كنت لك حتى جازيتني بهذا الجزاء؟ ألم أكن شفيقاً عليك، وآثرتك على غيرك، وأحسنت إليك، وزدت في إعطائك؟
ثم التفت عليه السلام إلى ولده الحسن عليه السلام وقال له: ارفق يا ولدي بأسيرك وأارحمه، وأحسن إليه وأشفق عليه، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أم رأسه، وقلبه يرجف خوفاً ورعباً وفزعاً، فقال له الحسن عليه السلام: يا أباه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرفق به؟! فقال له: نعم يا بني نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب إلينا إلا كرماً وعفواً، والرحمة والشفقة من شيمتنا لا من شيمته، بحقي عليك فأطعمه يا بني مما تأكله، واسقه مما تشرب، ولا تقيد له قدماً ، ولا تغل له يداً.([3])

--------------------------
هوامش
([1]) أنظر: الكنى والألقاب للشيخ القمي قدس سره: ج1ص 338.
([2]) هو الأمير شهاب الدين أبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي التميمي البغدادي المتوفى سنة 574 ه‍، وإنما قيل له: (حيص بيص) لأنه رأى الناس يوما في حركة مزعجة وأمر شديد، فقال: ما للناس في حيص بيص؟ فبقي عليه هذا اللقب، ومعنى هاتين الكلمتين الشدة والاختلاط، تقول العرب: وقع الناس في حيص بيص، أي: في ضيق وشدة، وهما اسمان جعلا واحداً، وبنيا على الفتح مثل جاري بيت بيت. (هامش سير أعلام النبلاء للذهبي: ج19 ص563، تحقيق وتخريج وتعليق: شعيب الأرنؤوط).
([3]) المجلسي. بحار الأنوار: ج42 ص288.


من مواضيع : ابو مصطفى البهادلي 0 سلسلة البحوث المنبرية : علي والقرآن
0 سؤال: موقع بيع الكتب الشيعية؟؟؟
0 القتل اسرع من ركض البراذين، ومن السيل إلى صِمره
رد مع اقتباس