عرض مشاركة واحدة

د. حامد العطية
عضو برونزي
رقم العضوية : 50367
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 299
بمعدل : 0.05 يوميا

د. حامد العطية غير متصل

 عرض البوم صور د. حامد العطية

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : د. حامد العطية المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-07-2013 الساعة : 06:11 AM


أخي العزيز الأستاذ المؤرخ وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل الشكر لك على ملاحظاتك الموفقة، وكما تفضلت فإن من الضروري تحري الجوانب الثقافية في الموضوع، حتى تكون المقارنة موضوعية ونتائجها منطقية وصائبة، واتفق معك تماماً حول وجود تباين بين العراق والنماذج الثلاثة المطروحة في المقال، في الثروة وخصائص السكان والسجل التاريخي القريب، وهي كلها تدعو لتوخي الحذر في المقايسة، وقد اخترت هذه الدول الثلاث على سبيل المثال، ولتقريب الموضوع للأذهان.
يعتبر الكثيرون الصومال دولة فاشلة، وهي بالتأكيد منقسمة ويصطرع فرقاء فيها على السلطة ومناطق النفوذ، واقترن اسمها مؤخراً بالقرصنة، ولكنها ليست آيلة للزوال، وعلى الرغم من كل مشاكلها السياسية والأمنية والمجاعات المتكررة فقد حققت معدلاً متواضعاً من النمو الاقتصادي في الأعوام القليلة الماضية، نتيجة الاستغلال الأفضل لمواردها القليلة من ثروة حيوانية ضخمة وقطاع زراعي نشط وتحويلات مغتربيها، ولكن أن ينتهي العراق وبثرواته الطبيعية الضخمة وقدرات شعبه الكبيرة وتاريخه العريق شبيهاً بالصومال هي الكارثة بعينها، والقصد من ذلك ليس إلا التخويف من العواقب الفادحة لاستمرار النهج الحالي من الشلل السياسي والاضطراب الأمني والفساد والهدر.
أما عمان فهي دولة خليجية، تشترك مع العراق في خلفيتها الثقافية وفي تركيبتها القبلية إلى حد ما، لكن سكانها أكثر تمازجاً من الشعب العراقي، على الرغم من وجود التنوع الإثني والطائفي فيها، لكن هذا التنوع لم يفرخ أزمات كما هو الحال في العراق، وفيما عدا ذلك فالفوارق بين العراق وعمان كثيرة، في الثروة وعدد السكان والكفاءات وغيرها، لذا فالمؤمل تحقيق العراق مستويات أعلى من النمو والرقي مقارنة بدولة عمان بعد ربع قرن من اليوم، عمان هي منتصف الطريق بين الصومال الفاشل والدول الناجحة الأكثر تطوراً ونمواً مثل كوريا الجنوبية، وتوقف العراق عند هذه النقطة الوسط فشل كبير أيضاً، وإن كان أقل قسوة من المصير الصومالي، وهو ما لا نرجوا حدوثه.
أقل ما نصبو إليه ونتمناه أن يكون العراق بعد ربع قرن من الآن وبتعداد سكان يتجاوز ستين مليوناً وموارد طبيعية متناقصة شبيهاً بالنموذج الكوري الجنوبي القادر على التنمية المستدامة وتوفير متطلبات سكانه من فرص العمل ووسائل العيش الكريم، وهذا يتطلب البدأ من اليوم بالإعداد السليم لذلك.
من كان يصدق يا أخي العزيز أن مصر في أيام الخديوي محمد علي كانت متقدمة على اليابان اقتصادياً وصناعياً ولا مقارنة بين الدولتين اليوم إذ اليابان في مقدمة الدول الصناعية ومصر منشغلة بتوفير رغيف الخبز لشعبها، علماً بأن اليابان كانت وما زالت أفقر من مصر في مواردها الطبيعية وكثافتها السكانية أعلى.
مع خالص شكري وعظيم امتناني لتفضلكم بالمشاركة في هذا الحوار
ودمتم بكل خير


من مواضيع : د. حامد العطية 0 هل تتسع طائرة المالكي المتوجهة إلى واشنطن لنصف مليون؟
0 هل السيد حسن نصر الله مندهش من شيعة العراق أيضاً؟
0 الإمام الحسين مضغة في أفواهكم
0 لماذا حضر ميكي ماوس وسانتا كلوز حفل تخرج جامعة المثنى؟
0 جريمة الأمير السعودي وتأسيس الحزب العلوي اللبناني
رد مع اقتباس