عرض مشاركة واحدة

د. حامد العطية
عضو برونزي
رقم العضوية : 50367
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 299
بمعدل : 0.05 يوميا

د. حامد العطية غير متصل

 عرض البوم صور د. حامد العطية

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : د. حامد العطية المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-07-2013 الساعة : 06:15 AM


أخي العزيز الأستاذ س البغدادي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام في الصميم يقنع العقل ويحرك المشاعر وهي الدليل على أن كاتبها إنسان ذو وطنية متيقظة وعقل نير وأحاسيس مرهفة.
يبدو العراق اليوم كما وصفته كياناً عاجزاً، يعاني من شتى العلل والأوجاع، ويخشى عليه من الاندثار، ولكنه ليس مثيلاً للكائن الحي، في قصر عمره، والنظرية الخلدونية في مرور الأمم بمراحل النهوض ثم الضعف والاضمحلال تنطبق على الامبراطوريات لا الدول، والعراق الدولة الوحيدة في العالم على ما أعلم التي كانت موحدة وتحولت إلى الفدرالية باختيارها، وهذا اختيار خاطيء بل خطيئة عظمى في تقديري، وكان يمكن الاكتفاء بمنح الإقليم الكردي وضعاً خاصاً، كما ساهم النظام السياسي التحاصصي في تعميق الانقسامات داخل الكيان العراقي سياسياً واجتماعياً.
في تقديري المتواضع يجب أن يكون العراق موحداً وقوياً سياسياً واقتصادياً قبل أن يكون له أي دور في المنطقة، والطريق إلى ذلك ينبغي أن يكون عبر المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مجتمعة، فالمطلوب تغيير النظام السياسي من خلال تعديل أو اعادة كتابة الدستور للتخلص من نقاط الضعف فيه مثل الفدرالية والمحاصصة والتوافق وتداخل الصلاحيات، كما أن التقسيم الإداري الحالي للعراق بحاجة إلى إعادة نظر، فهو تقسيم إداري قديم، اعتمد عندما كانت صلاحيات ونشاطات الإدارة المحلية تقليدية ومحدودة، ولا تتعدى الأمن والخدمات البلدية، وقد يكون لتقليل عددها من خلال اندماج بعضها ( ثلاث محافظات جنوبية مثلاً) مزايا مساعدة في التنمية السياسية والاقتصادية والادارية.
المطلوب أن تكون كل القطاعات في العراق قوية ومنيعة، ولكن لو اعترى قطاع بعض الضعف فيمكن تعويض ذلك بفضل قوة قطاع آخر، فلو كان في العراق قائد كارزماتي فذ بقوة الإمام الخميني طيب الله ثراه فسيكون من السهل على العراق وأهله تجاوز مشكلات ونقاط ضعف في مجالات أخرى مثل الاقتصاد، وفي ظل غياب ذلك أرى بأن المدخل الرئيسي للحفاظ على الكيان العراقي والتطوير هو الاقتصاد، فهو الجبيرة الكبرى، التي يمكن الاستفادة منها في معالجة الكسور في القطاعات الأخرى، وهنا قد لاتكفي العلاجات السريعة والمرحلية، مثل زيادة الرواتب كما يفعل حكام السعودية والخليج.
لو كان التنوع الإثني والديني والطائفي واللغوي سبباً كافياً لتفكك الدول لما بقيت دول عديدة موحدة مثل الهند والصين وامريكا وبلجيكا وكندا. والخلاص للعراق من الوهن وخطر التقسيم في ظل القيادة الفذة يكمن في الاقتصاد، فلو انطلق الاقتصاد إلى الأمام لسحب بقية القطاعات وراءه.
دمتم بكل خير ودامت عطاءاتكم الفكرية المميزة.


من مواضيع : د. حامد العطية 0 هل تتسع طائرة المالكي المتوجهة إلى واشنطن لنصف مليون؟
0 هل السيد حسن نصر الله مندهش من شيعة العراق أيضاً؟
0 الإمام الحسين مضغة في أفواهكم
0 لماذا حضر ميكي ماوس وسانتا كلوز حفل تخرج جامعة المثنى؟
0 جريمة الأمير السعودي وتأسيس الحزب العلوي اللبناني
رد مع اقتباس