|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50367
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 299
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
د. حامد العطية
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 30-07-2013 الساعة : 08:47 PM
الأخ العزيز الفاضل طيار عراقي وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن ما تفضلت به من مقترحات وأفكار قيمة هي الوصفة السحرية أو الذهبية للتنمية، أي القيادة الرشيدة الملهمة والقوى البشرية الواعية ذات الهمم العالية، والملتزمة بالقيم السامية وأخلاق العمل البناءة، أو كما لخصتها أنت بدقة: بناء الإنسان، فالقوى البشرية كما يردد المختصون وغير المختصين هي الغاية والوسيلة، وعندما تتولى القيادة الرشيدة زمام الأمور ويقبل الناس على العمل، ينتج الازدهار والابداع، والبريطاني تشرشل مصيب في كلامه لكن البريطانيين بعد الحرب الثانية لم يكونوا كما توقع تماماً فقد توالت عليهم النكسات الواحدة بعد الأخرى مثل خسارتهم لما تبقى من مستعمراتهم ومشاركتهم في العدوان الثلاثي على مصر وأزمة أيرلندا الشمالية والاضرابات العمالية وتدني أداء المؤسسات الحكومية، وغيرها من الأزمات التي فشلت القيادة في ايجاد الحلول الناجعة لها، وهكذا تدهورت مكانة بريطانيا في أوروبا والعالم، إلى حد ظهور دعوات من إقليمي سكوتلندا وويلز للانفصال عنها. في حالة العراق لا توجد لدينا قيادة فذة، ولسنا متأكدين من ظهورها، لو صبرنا سنين أخرى، وهنا يأتي دور التكنوقراط والمستثمرين للتعويض عن ذلك، ولا ننسى أن القادة عادة ما يكتفون بالخطب ولكن الذين ينتجون هم المديرون والعاملون في المؤسسات، والمطلوب من القيادة بالحد الأدنى، سواءً كانت ملهمة أم لا، تقديم رؤية للمستقبل، ويمكن الاستعانة بدور الاستشارة المحلية والعالمية من أجل ذلك، وقد تبين لي من الدراسة التي أعددتها لنيل شهادة الماجستير في الجامعة الأمريكية في بيروت عن مجلس الإعمار العراقي أهمية وجود هذه الرؤيا، ففي السنوات القليلة التي عمل فيها المجلس تركزت الجهود على البنى التحتية مثل السدود والطرق والمواصلات، ولم تحصل قطاعات أخرى مهمة مثل الاسكان على نصيبها، مما عرض المجلس لانتقادات مجحفة بعض الشيء بأنه يخدم مصالح الاقطاعيين وأصحاب الأراضي ولا يستجيب لاحتياجات المواطنين ثم حدث انقلاب 1958م، ولو كان للمجلس رؤية واضحة لمستقبل العراق ونجح في ايصالها للعراقيين وحصل على تفهمهم ودعمهم لها لربما كان الوضع مختلفاً تماماً. أين تبدأ انطلاقة التنمية المستدامة في بلد مثل العراق؟ تبدو الصناعات النفطية هي المرشحة الأقوى لوفرة الاحتياطات النفطية ووجود تراكم لخبرات محلية، كما أن ايجاد نموذج ناجح للتنمية، يكون الحافز لانتشار التنمية مفيد، والمثال على ذلك شركة أرامكو في السعودية، التي أصبحت نواة للتنمية في السعودية، ومصدراً لنقل وتطوير الخبرات والمهارات المحلية، وكان وما زال التوظف فيها والعيش في مجمعها السكني المرفه حلم معظم السعوديين بعد تخرجهم، ويمكن تصور التأثير القوي لوجود مثل هذا النموذج في العراق، ولو نجحت الحكومة في التطوير الشامل لمنطقة أو مدينة مثل البصرة أو الناصرية لنتج عن ذلك مد تطويري يجتاح العراق، وقد يكون ذلك كافياً لاقناع كثير من المؤيدين والمتعاطفين مع الإرهابيين إلى تغيير اتجاهاتهم ومواقفهم رغبة في وصول التنمية إلى مناطقهم ومدنهم. ودمتم بكل خير
|
|
|
|
|