|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 76917
|
الإنتساب : Jan 2013
|
المشاركات : 164
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ابومحمد العلوي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 31-07-2013 الساعة : 05:54 PM
7ـ معنى مولى يعني الاولي
قال الشيخ أبي الفتح محمد بن علي لكراجكي ( دليل النص بخبر الغدير على امامة امير المؤمنين عليه السلام ـ تأليف الشيخ أبي الفتح محمد بن علي لكراجكي ـ تحقيق: علاء آل جعفر ـ سلسلة الكتب العقائدية (28) ـ إعداد مركز الأبحاث العقائدية )
..اعلم ان لفظة «مولى» في اللغة تحتمل عشرة أقسام, ومنها :
اولا ـ الاولى
وهو الاصل الذي ترجع إليه جميع الأقسام ، قال الله تعالى: ((فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير)) (سورة الحديد 57: 15).
يريد سبحانه هي أولى بكم على ما جاء في التفسير( تفسير الطبري 27: 131، الكشاف 4: 64، زاد المسير الكبير للرازي ـ 29: 227.) وذكره أهل اللغة( معاني القرآن ـ للفراء ـ 3: 134، معاني القرآن ـ للزجاج ـ 5: 125، الصحاح ـ ولي ـ 6: 2528). وقد فسره على هذا الوجه أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي( عاصر من علماء اللغة: الأصمعي وأبا زيد ، وله معهم مناظرات متعددة ، كان يرجحه الباحثون في كثير منها عليهما.
توفي نحو سنة 210 هـ ، وقيل: لم يحضر جنازته أحد لأنه كان شديد النقد لمعاصريه. انظر: فهرست النديم: 59، تأريخ بغداد 13: 254، معجم الادباء 9: 154 تذكرة الحفاظ 1: 371.) في كتابه المعروف
بالمجاز في القرآن (مجاز القرآن 2: 254.)، ومنزلته في العلم بالعربية معروفة ، وقد استشهد على صحة تأويله ببيت لبيد(بن ربيعة العامري):
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه * مولى المخافة خلفها وامامها(21).
يريد أولى المخافة ، ولم ينكر على أبي عبيدة أحد من أهل اللغة.
ثانيا ـ مالك الرق
قال الله سبحانه: ((ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء)) [ إلى قوله تعالى ] ((وهو كل على مولاه))( النحل 16: 75ـ 76).
يريد مالكه ، واشتهار هذا القسم يغني عن الإطالة فيه.
ثالثا ـ المعتق ( أحكام القرآن ـ للقرطبي ـ 5: 166، الصحاح ـ ولي ـ 6: 2529، وفي الحديث: نهى عن بيع الولاء وعنه هبته).
رابعا ـ ابن العم ( مجاز القرآن ـ1: 125، أحكام القران ـ للجصاص ـ 2: 184، تفسير الطبري 5: 32. وقال الفضل بن عتبه بن ابي لهب :
مهلا بني عمنا مهلا موالينا * (لا تنشروا بيننا) (في المصادر: لا تظهرن لنا) ما كان مدفونا( انظر: مجاز القرآن 1: 125، أحكام القرآن ـ للجصاص ـ 2: 184، تفسير الطبري 5: 32.)
خامسا : الناصر، قال الله عز وجل ((ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم))(سورة محمد(ص) 11:47.).
يريد لا ناصر لهم (تفسير الطبري 30:25، زاد المسير 400:7، التفسير الكبيرـ للرازي ـ 50:28 ، أحكام القرآن ـ للقرطبي ـ 166:5).
سادسا : المتولي لضمان الجريرة ومن يحوز الميراث .
قال الله عز وجل: ((ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والاقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا))( النساء 33:4).
وقد أجمع المفسرون على أن المراد بالموالي ها هنا من كان أملك بالميراث ، وأولى بحيازته(معاني القرآن ـ للزجاج ـ 46:2 ، تفسير الطبري 32:5، مجاز القرآن 124:1، تفسير الرازي 84:10 ، أحكام القرآن ـ للقرطبي ـ 167:5 ، تفسير ابن جزي:118 ، زاد المسير 71:2).
قال الأخطل(الأغاني 8: 280):
فأصبحت مولاها من الناس بعده * وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا
وهذان القسمان أيضا معروفان.
سابعا: الإمام السيد المطاع( الصحاح 2530:6) ، وسيأتي الدليل عليه في الجواب عن السؤال الرابع إن شاء الله تعالى .
فقد اتضح لك بهذا البيان ما تحتمله لفظة «مولى» من الأقسام ، وأن «أولى» أحد محتملاتها في معاني الكلام ، بل هي الأصل وإليها يرجع معنى كل قسم ، لأن مالك الرق لما كان أولى بتدبير عبده من غيره كان لذلك مولاه.
والمعتق لما كان أولى بميراث المعتق من غيره كان مولاه.
والمعتق لما كان أولى بمعتقه في تحمله لجريرته، وألصق به من غيره كان مولاه.
وابن العم لما كان اولى بالميراث ممن هو أبعد منه في نسبه ، وأولى أيضا من الأجنبي بنصرة ابن عمه ، كان مولى .
والناصر لما اختص بالنصرة وصار بها أولى ، كان لذلك مولى .
واذا تأملت بقية الأقسام وجدتها جارية هذا المجرى ، وعائدة بمعناها إلى «الأولى»، وهذا يشهد بفساد قول من زعم أنه متى اريد بمولى «أولى» كان ذلك مجازا، وكيف يكون مجازا وكل قسم من أقسام «مولى» عائد إلى معنى الأولى ؟! وقد قال الفراء(يحيى بن زياد بن عبد الله الأسلمي الديلمي الكوفي , انظر: معجم الادباء 20: 9/ 2، الانساب 247:9، شذرات الذهب 19:2.) في كتاب «معاني القرآن» أن الولي والمولى في كلام العرب واحد( معاني القرآن 59:3.)
الجواب عن السؤال الثالث:
فاما الحجة على ان المراد بلفظة «مولى» في خبر الغدير «الأولى» فهي أن من عادة أهل اللسان في خطابهم ، إذا أوردوا جملة مصرحة وعطفوا عليها بكلام محتمل لما تقدم به التصريح ولغيره ، فإنهم لا يريدون بالمحتمل إلا ما صرحوا به من الخطاب المتقدم .
مثال ذلك: ان رجلا لو أقبل على جماعة فقال: الستم تعرفون عبدي فلانا الحبشي؟ ثم وصف لهم أحد عبيده وميزه عنهم بنعت يخصه صرح به، فإذا قالوا: بلى، قال لهم عاطفا على ما تقدم: فاشهدوا أن عبدي حر لوجه الله عزوجل، فأنه لا يجوز ان يريد بذلك ألا العبد الذي سماه وصرح بوصفه دون ما سواه، ويجري هذا مجرى قوله: فاشهدوا أن عبدي فلانا حر، ولو أراد غيره من عبيده لكان ملغزا غير مبين في كلامه.
واذا كان الأمر كما وصفناه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يزل مجتهدا في البيان ، غيرمقصر فيه عن الإمكان ، وكان قد أتى في أول كلامه يوم الغدير بأمر صرح به ، وقرر أمته عليه ، وهو أنه أولى بهم منهم بأنفسهم، على المعنى الذي قال الله تعالى في كتابه: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)( الأحزاب 6:33) ثم عطف على ذلك بعد ما ظهر من اعترافهم بقوله: «فمن كنت مولاه فعلي مولاه» وكانت «مولاه» تحتمل ما صرح به في مقدمة كلامه وتحتمل غيره، لم يجز أن يريد إلا ما صرح به في كلامه الذي قدمه، وأخذ إقرار أمته به دون سائر أقسام «مولى»، وكان هذا قائما مقام قوله «فمن كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه»، وحاشى لله أن لا يكون الرسول صلى الله عليه وآله أراد هذا بعينه.
ووجه آخر:
وهو أن قول النبي صلى الله عليه وآله: «فمن كنت مولاه فعلي مولاه» لا يخلو من حالين: إما أن يكون أراد «بمولى» ما تقدم به التقرير من «الاولى»، أو يكون أراد قسما غير ذلك من أحد محتملات «مولى».
فإن كان أراد الأول، فهو ما ذهبنا عليه واعتمدنا عليه، وإن كان أراد وجها غير ما قدمه من أحد محتملات «مولى» فقد خاطب الناس بخطاب يحتمل خلاف مراده، ولم يكشف فهم فيه عن قصده، ولا في العقل دليل عليه يغني عن التصريح بمعنى ما نحا إليه، وهذا لا يجيزه على رسول الله عليه وآله إلا جاهل لا عقل له.
الجواب عن السؤال الرابع.
واما الحجة على أن لفظة «أولى» تفيد معنى الامامة والرئاسة على الامة، وفهو انا نجد أهل اللغة لا يصفون بهذه اللفظة إلا من كان يملك تدبير ما وصف بأنه أولى به، وتصريفه وينفذ فيه أمره ونهيه. ألا تراهم يقولون: إن السلطان أولى بإقامة الحدود من الرعية، والمولى أولى بعبده، والزوج أولى بأمرأته، وولد الميت أولى بميراثه من جميع أقاربه، وقصدهم بذلك ما ذكرناه دون غيره.
وقد أجمع المفسرون على أن المراد بقوله سبحانه: ((النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم))( الأحزاب 6:33) أنه أولى بتدبيرهم والقيام بامورهم، من حيث وجبت طاعته عليهم(تفسير الطبري 77:21، الجامع لأحكام القرآن ـ للقرطبي ـ 122:14، التفسير الكبير ـ للفخر الرازي ـ 195:25، زاد المسير ـ لابن الجوزي ـ 352:6.).
وليس يشك أحد من العقلاء في أن من كان أولى بتدبير الخلق وأمرهم ونهيهم من كل أحد منهم، فهو امامهم المفترض الطاعة عليهم.
ووجه آخر:
ومما يوضح ان النبي صلى الله عليه وآله أراد أن يوجب لأمير المؤمنين عليه السلام بذلك منزلة الرئاسة والامامة والتقدم على الكافة فيما يقتضيه فرض الطاعة، أنه قررهم بلفظة «أولى» على أمر يستحقه عليهم من معناها، ويستوجبه من مقتضاها، وقد ثبت أنه يستحق في كونه أولى بالخلق من أنفسهم أنه الرئيس عليهم، والنافذ الأمر فيهم، والذي طاعته مفترضة على جميعهم، فوجب أن يستحق أمير المؤمنين عليه السلام مثل ذلك بعينة، لأنه جعل له منه مثل ما هو واجب له، فكانه قد قال: من كنت أولى به من نفسه في كذا وكذا فعلي أولى به من نفسه فيه.
ووجه آخر:
وهو انا اذا اعتبرنا ما تحتمله لفظة «مولى» من الأقسام، لم نر فيها ما يصح أن يكون مراد النبي صلى الله عليه وآله إلا ما اقتضاه الإمامة والرئاسة على الأنام، وذلك أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن مالكا لرق كل من ملك رسول الله صلى الله عليه وآله رقه، ولا معتقا لكل من أعتقه، فيصح أن يكون أحد هذين القسمين المراد، ولا يصح أن يريد المعتق لا ستحالة هذا القسم فيها على كل حال.
ولا يجوز أن يريد ابن العم والناصر، فيكون قد جمع الناس في ذلك المقام ويقول لهم: من كنت ابن عمه فعلي ابن عمه!! أو: من كنت ناصره فعلي ناصره!! لعلمهم ضرورة بذلك قبل هذا المقام، ومن ذا الذي يشك في أن كل من كان رسول الله صلى الله عليه وآله ابن عمه فإن عليا عليه السلام كذلك ابن عمه، ومن ذا الذي لم يعلم أن المسلمين كلهم انصار من نصره النبي صلى الله عليه وآله!! فلا معنى لتخصيص أمير المؤمنين عليه السلام بذلك دون غيره.
ولا يجوز أن يريد ضمان الجرائر واستحقاق الميراث ، للاتفاق على أن ذلك لم يكن واجبا في شيء من الأزمان
وكذلك لا يجوز أن يريد الحليف، لأن عليا عليه السلام لم يكن حليفا لجميع حلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله.
فاذا بطل ان يكون مراده عليه السلام شيئا من هذه الأقسام ، لم يبق إلا أن يكون قصد ما كان حاصلا له من تدبير الأنام، وفرض الطاعة على الخاص والعام، وهذه هي رتبة الإمام، وفيما ذكرناه كفاية لذوي الافهام.
فصل وزيادة
فأما الذين ادعوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله إنما قصد بما قاله في أمير المؤمنين عليه السلام يوم الغدير ان يؤكد ولاءه في الدين، ويوجب نصرته على المسلمين، وان ذلك على معنى قوله سبحانه: (والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)( التوبة 71:9) وإن الذي أوردناه من البيان على ان بلفظة «مولى» يجب أن تطابق معنى ما تقدم به التقرير في الكلام، وأنه لا يسوغ حملها على غير ما يقتضي الإمامة من الأقسام، يدل على بطلان ما ادعوه في هذا الباب، ولم يكن أمير المؤمنين عليه السلام بخامل الذكر فيحتاج إلى أن يقف به في ذلك المقام يؤكد ولاءه على الناس، بل قد كان مشهورا، وفضائله ومناقبه وظهور علوّ مرتبته وجلالته قاطعا للعذر في العلم بحاله عند الخاص والعام(ذكر ابن حجر في إصابته 2: 507 ـ بعد سرده لجانب من فضائله ومناقبه عليه السلام ـ: «ومناقبه كثيرة، حتى قال الإمام أحمد: لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي».
على أن من ذهب في تأويل الخبر إلى معنى الولاء في الدين والنصرة، فقوله داخل في قول من حمله على الإمامة والرئاسة، لأن إمام العالمين تجب موالاته في الدين، وتتعين نصرته على كافة المسلمين، وليس من حمله على الموالاة في الدين والنصرة يدخل في قوله ما ذهبنا إليه من وجوب الإمامة ، فكان المصير إلى قولنا اولى.
...وأما الذين غلطوا فقالوا: إن السبب في ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الغدير انما هو كلام جرى بين أمير المؤمنين وبين زيد بن حارثة، فقال علي عليه السلام لزيد: أتقول هذا وأنا مولاك؟! فقال له زيد: لست مولاي، إنما مولاي رسول الله صلى الله عليه وآله، فوقف يوم الغدير فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، إنكارا على زيد، واعلاماً له أن عليا مولاه( العقد الفريد 5: 357 )!
فإن .. زيدا قتل مع جعفر بن أبي طالب عليه السلام في أرض مؤته(مؤتة ـ بالضم ثم واو مهموزة ساكنة، وتاء مثناة من فوقها، وبعضهم لا يهمزه ـ قريه من قرى البلقاء في حدود الشام، وقيل: مؤتة من مشارف الشام، وبها كانت تطبع السيوف وإليها تنسب المشرفية في السيوف.انظر: معجم البلدان 5: 219.)
من بلاد الشام قبل يوم غدير خم بمدة طويلة من الزمان ( نقلت كافة كتب التاريخ والسير والحديث بلا أي خلاف بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث بعثة إلى مؤتة في جمادى الاولى من سنة ثمان للهجرة، واستعمل عليهم زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله ابن رواحة، واستشهدوا هناك في تلك السنة واحد بعد الآخر.
انظر: تأريخ الامم والملوك ـ للطبري ـ 3: 36، الكامل في التأريخ ـ لابن الاثير ـ مروج الذهب ـ للمسعودي ـ 3: 30/ 1493، المغازي ـ للواقدي ـ 2: 755، السيرة النبوية ـ لابن هشام ـ 4: 15، السيرة النبوية ـ لابن كثير ـ 3: 455، معجم البلدان ـ للحموي ـ 5: 219.)، وغدير خم إنما كان قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله بنحو الثمانين يوماً،... وواقعة الغدير كانت في حجة الوداع.
كما ان كل كتب التأريخ نذكر أن هذه الحجة كانت في السنة العاشرة من الهجرة النبوية، وهي لا تختلف أيضا في أن وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت في السنة الحادية عشر...(انتهى).
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.
|
|
|
|
|