|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50367
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 299
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
د. حامد العطية
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 31-07-2013 الساعة : 08:35 PM
الأخ العزيز الفاضل مصحح المسار حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمضان مبارك وتقبل الله منكم صيامكم، أنت محق يا عزيزي في موقفك الذي يدعو إلى التدرج في النظر من العام إلى الخاص، وكما تفضلت فلا بد من نظرة عامة شاملة كما لوكان الناظر في مركبة فضائية منها يرى العالم كله والمنطقة المحيطة بالعراق وما يدور فيها من أحداث قبل أن يهبط إلى الأرض ليتعرف على الوضع العراقي، ومن تلك المنصة العالية يمكن رؤية الاضطراب العام في المنطقة وما يمكن أن يتولد منه من تأثيرات سلبية على العراق ووضعه الداخلي، كما لن تفوته رؤية الأساطيل الأمريكية والغربية التي تجوب مياهه ويستنتج وجود مصالح وغايات من ورائها وهي كلها عوامل يمكن أن تلقي بظلالها على الوضع العراقي الداخلي، قد تعرقل خطط ومشاريع قادته لإعادة اعماره وتنمية اقتصاده وتطوير مجتمعه.
ومن دون شك فإن أي زائر فضائي يصل إلى الأرض ويذهب بصره تلقاء العراق سيتعجب من وضعه البائس، ومن الخلافات السياسية والانقسامات الاجتماعية التي تعصف بأبناءه، وتدفع البعض منهم إلى استعمال العنف الوحشي، وسيزداد عجبه عندما يطلع على كتابهم المقدس ويقرأ فيه: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، وسيهزأ بهم لأنهم لم يستفيدوا من هذه الموعظة الربانية الخالدة.
لو درسنا تجارب العالم التنموية لتوصلنا إلى نتيجة وهي تعدد مساراتها، فلا توجد طريقة واحدة مثلى، وحتى التجارب المتشابهة مثل اليابانية والكورية الجنوبية ليست متطابقة تماماً، ولكل منها خصوصياتها، وبالتالي لا توجد وصفة جاهزة للتنمية، وفي الوقت نفسه لا نحتاج لدراسات يستغرق اعدادها سنين قبل أن نختار مساراً معيناً، ولنفرض أن الحكومة العراقية أناطت بشركة صينية أو كورية جنوبية او أوروبية تطوير خدمات الكهرباء، وهذا المشروع بحد ذاته يجب أن ينفذ بحيث يكون يؤرة للتنمية، من حيث تطوير القوى العاملة التي ستستلم إدارة وتشغيل المشروع المكتمل وخلق الفرص للمستثمرين المحلين لإنشاء مشاريع تتكفل بتقديم الخدمات اللازمة للمشروع أثناء وبعد تنفيذه، وكذلك نقل التكنولوجيا للعراقيين، وهكذا يكون لكل مشروع نتائج تنموية أبعد من نطاقه المحدد، وهي أشبه بالتموجات التي يحدثها إلقاء حجر في بركة ماء راكد، والاقتصاد العراقي اليوم أشبه بهذه البركة، والمطلوب إلقاء المزيد من أحجار التنمية فيها لتوليد طاقة ذاتية كافية لحركة الاقتصاد إلى أمام، أو ما يعرف بإنطلاقة التنمية.
وما أردت إيصاله من فكرة مقترحة من خلال المقال وتعليقاتي المطولة هو التوصل إلى نتيجة بأن افضل وأنجح حل للوضع العراقي المتأزم والمضطرب قد لا يكون سياسياً بالضرورة وإنما اقتصادياً، وتصور معي يا أخي لو أن الساسة قرروا وتعاهدوا على التوقف عن الجدال والمناكفات السياسية ليتفرغوا تماماً للتنمية وإعادة الإعمار، أي تجميد السياسة وتوجيه كل الاهتمام والطاقات للإقتصاد،عندما يصبح الاقتصاد الشاغل الرئيسي فلن يجد الإرهابيون قاعدة واسعة يحتمون وسطها ويلوذون بحماها.
ومع الأسف لقد أضاع العراقيون فرصة كبيرة ووقتاً ثميناً في تخبطهم وتيههم خلال السنوات الماضية، فلو حقق جنوب العراق نمواً متواضعاً شبيهاً بما حققه الأكراد في إقليمهم وقيل للسنة بأن التنمية في مناطقهم بإنتظار استقرار مناطقهم ونبذهم للإرهاب لانقلبوا على الإرهابيين، لكن ما حصل هو الفشل الذريع للحكومة في تحقيق الحد الأدنى من التنمية في كل المناطق الخاضعة لها بدرجة أو أخرى وبعد مرور سنوات عديدة وصرف مئات المليارات من الدولارات، وبالامس خرج علينا رئيس الوزراء العراقي ليقر بذلك ويتهم وزراءه الأقربين بالغباء وغير ذلك.
وبعد فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ودمتم بكل خير
|
|
|
|
|