[الشيخ الهاد]

الطريق الثاني عشر : مرسل أبي صالح السمان
حدثنا عبد الله (في فضائل الصحابة 1: 175، رقم: 177. ت: وصي عباس) قال:
حدثني أبي، قثنا يحيى بن آدم قثنا أبو بكر، يعني: ابن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر على الموسم، فلما سار بعث عليا في أثره بآيات من أول براءة، فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله، ما لي؟!. قال: «خير، أنت صاحبي في الغار، وصاحبي على الحوض» ، قال: فقال أبو بكر: رضيت.

قلت أنا الهاد: مرسل حسن في الشواهد؛ فإسناده ممّا يحتمل إذا اعتبر من وجوه أخرى شرط أن تكون ناهضة، وقد مضى في الطرق الآنفة بأسانيد جياد رجوع أبي بكر إلى النبي كئيباً منكسراً، بعضها صحيح الإسناد وبعضها الآخر حسن كما هو صريح بعض أئمة أهل السنّة آنفاً، أمّا الاحتجاج به على ما سوى ذلك فدونه خرط القتاد كما لا يخفى ..

ونشير -كما نبهنا شيخنا النجف دام فضله- إلى أنّ ابن حبّان قد رواه (في صحيحه 15 : 16، رقم: 6644. ت: شعيب الأرنؤوط) موصولاً لكن في طريقه من هو متهم متروك وإن مدحه البعض..؛ قال:
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان بعسكر مكرم، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبو ربيعة (متهم بالكذب متروك، مدحه البعض)، حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، أو أبي هريرة، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه، فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي رضي الله عنه، فعرفه، فأتاه، فقال: ما شأني؟ قال: خير، إن النبي صلى الله عليه وسلم بعثني ببراءة، فلما رجعنا ... .

قلت أنا الهاد: في إسناده أبو ربيعة، وهو متروك الحديث، بل متهم بالكذب. وقد قال شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف.

وفي الجملة : فالمرسل وإن كان -لذاته- ليس بحجة ، لكنه ينفع في الشواهد المصرحة برجوع أبي بكر ، لكن لا يمكن الاحتجاج به فيما سوى ذلك دون دليل . والكلام هو الكلام فيما أخرجه ابن حبّان عن أبي سعيد ، كما أفاض شيخنا النجف دام فضله .

أخوتي الأفاضل : شيخنا النجف ، الفاضل مصطفى أسعد ، الفاضلة خادمة فاطمة ، بقية الأخوة الأفاضل : إنّ لصفيحتنا المتواضعة شرف أنه تلامسها حروفكم الشريفة ، وملاحظاتكم المنيفة..؛ فإني سردت الطريق الثاني عشر بمعونة تنبيهاتكم أيها الأطهار ، فلله دركم وعليه أجركم ..