[الشيخ الهاد]

الأدلة المزعومة على دعوى أنّ أبا بكر كان أميراً وعليّ كان مأموراً

كلّ ما سنسرده من الأدلة المزعومة على هذه الدعوى الصلعاء، بل الفرية العمياء، معلّة من جهات ..
الأولى : المعارضه القطعيّة بما تواتر عن النبي : لا يؤدي إلا أنا أو رجل مني = عليّ ، فهو متواتر لكونه عن جمع من الصحابة يستحيل تواطؤهم على الكذب عادة .
الثانية: المعارضة بما استفاض أن أبا بكر رجع خائباً كئيباً .
الثالثة : مُعلّة إسناداً بالتدليس .
الرابعة : ما رواه أبو هريرة أحدّ أدلة هذه الدعوى، ولا يخفى أنّه قد كذبه ثلاثة من الصحابة، كما قد ترك حديثه بعض أئمة التابعين من أصحاب أبي حنيفة ، لذلك التكذيب ولغيره .
الخامسة : أنّه كما هو المحتمل قوياً ، كان في البحرين مؤذنا للعلاء الحضرمي ، كما جزم بذلك سيدنا عبد الحسين شرف الدين وأبي رية وغيرهما ، وهو قول قويّ لا تخفى قوته .

فهاك لترى ..

الطريق الأوّل : حميد عن أبي هريرة
أخرج البخاري (في صحيحه1 : 82، رقم: 369. دار طوق النجاة . ت: زهير الناصر) قال :
حدثنا إسحاق، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أن أبا هريرة، قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر، نؤذن بمنى: أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.
قال حميد بن عبد الرحمن: ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، فأمره أن يؤذن ببراءة، قال أبو هريرة: فأذن معنا عليّ في أهل منى يوم النحر: «لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان».اهـ.

قلت أنا الهاد: وهذا الإسناد ضعيف بالإرسال والتدليس والإدراج واللعب على الذقون.

قال الحافظ ابن حجر (في الفتح8: 319) :
هذا القدر من الحديث (ثم أردف إلى لفظ قال أبو هريرة) مرسل؛ لأنّ حميداً لم يدرك ذلك، ولا صرح بسماعه له من أبي هريرة.

إلى أن قال ابن حجر : وكأن حميد بن عبد الرحمن حمل قصة توجه علي من المدينة إلى أن لحق أبا بكر عن غير أبي هريرة، وحمل بقية القصة كلها عن أبي هريرة.

قلت أنا الهاد : بل القصة كلّها من مرسلات حميد ، يدل عليه أنّ البيهقي أخرج عين حديث البخاري (في دلالئل النبوّة5: 293. العلمية ، بيروت) ثم قال :
قال حميد بن عبد الرحمن: ثم أردف النبي صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب فأمره أن يؤذن ببراءة ويؤذن بها علي في أهل البحرين: ألا يحج بعد هذا العام كافر ولا عريان. اهـ.

قلت أنا الهاد : فأين أبو هريرة ؟!!

وقال ابن حجر أيضاً : وقوله: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر إلخ. قال الكرماني فيه إشكال لأن عليا كان مأمورا بأن يؤذن ببراءة فكيف يؤذن بأن لا يحج بعد العام مشرك؟!!. ثم أجاب: بأنه أذن ببراءة ومن جملة ما اشتملت عليه أن لا يحج بعد العام مشرك...، ويحتمل أن يكون أمر أن يؤذن ببراءة وبما أمر أبو بكر أن يؤذن به.اهـ.

قلت أنا الهاد: لاحظ أنّ دين أهل السنة مبني على كأنّ، ويحتمل . وهناك إشكال عويص حاصله: ما نفع أبي بكر إذا كان علياً هو المؤدي عن النبي براءة ، وهو المؤذن في الحج ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الزبدة : فهذا الدليل مهزلة ، زبدٌ ذهب جفاءً .

يتبع ................................................