عرض مشاركة واحدة

د. حامد العطية
عضو برونزي
رقم العضوية : 50367
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 299
بمعدل : 0.06 يوميا

د. حامد العطية غير متصل

 عرض البوم صور د. حامد العطية

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : د. حامد العطية المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-09-2013 الساعة : 05:21 AM


الأخ الفاضل الدكتور ابراهيم الجعفري حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن اهتمامك بالتعليق على مقالي المتواضع أمر تستحق عليه كل الثناء، إذ يندر مثل هذا التصرف من ساسة العراق في الماضي والحاضر، أما بالنسبة لملاحظاتي الناقدة على الوثيقة من حيث المفهوم والممارسة والمحتوى فهي موضوعية وبناءة، ومتوافقة تماماً مع الممارسات المدنية في النظم الديمقراطية، كما أنها وهذا هو الأهم تطبيق للمبدأ الإسلامي الأعظم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ولو اكتفى الموقعون بهذا المبدأ لما اختلفوا ولما استغرق وضع هذه الوثيقة والاتفاق على محتوياتها الشهور الطوال، ولكن من المؤسف بأن الكثيرين منا يتعاملون مع القيم الدينية السامية بسطحية كما يتعاملون بخفة واستهانة بالدستور والقوانين.
أتفق معك تماماً في الحاجة إلى التذكير بأن الوطنية على المحك، ولكن الوطنية ليست غريزة تولد مع الإنسان ولا هي مجرد شعور وجداني يكتسبه الفرد من التربية والمخالطة الاجتماعية، كما أنها بالتأكيد ليست موقفاً يباع ويشترى كما النفوس الرخيصة، بل هي ارتباط مصلحي بالوطن، ناجم عن حاجات أساسية، أولها الأمن والاطمئنان، وكذلك التنعم بالسلام كما ذكرت في خطابك، ولا يكتمل الشعور بالأمن من دون مأوى، ومن مقوماتها وجود التكافل الاجتماعي الذي يكفل غائلة الجوع والحرمان والموت على قارعة الطريق من دون ناصر أو معين، والاطمئنان إلى مصير الذراري من بعد مفارقة الدنيا، وما شح المواطنة في العراق إلا نتيجة لفقدان الآمن والعيش الكريم وافول الأمل بالمستقبل، وهي كلها ناتجة عن تقصير القيادة أو عجزها وفشلها.
لقد عشت في لبنان ودرست في جامعاتها قبل الحرب الأهلية في سبعينيات القرن الماضي وما زلت اتابع أخبارها بشغف، واللبنانيون يختلفون اليوم وكما قبل الحرب الأهلية حول كل شيء تقريباً، وغالبيتهم يضعون اللوم والمسؤولية على نظامهم الطائفي التحاصصي، وإذا كان اللبنانيون وهم كلهم أقليات يتمنون بديلاً لنظامهم السياسي الفاسد فلماذا يقبل العراقيون وبالذات الأكثرية الشيعية بنظام مستنسخ من النظام اللبناني؟ لذلك تعجبت مما ورد في خطابك في مؤتمر وثيقة الشرف من إشارة إلى نصيحة وجهتها للساسة في بلدان الربيع العربي بالاستفادة من التجربة العراقية! والأجدر أن يقال لهم حذار من نظام طائفي تحاصصي يقود إلى حروب أهلية كما في لبنان وإلى الشلل والتفكك والفساد كما هو حال العراق، هنا جوهر المشكلة، ولا حل جذري إلا بالتخلص من النظام الطائفي التحاصصي التوافقي.
حضر البرلمانيون المؤتمر، ولكن الكثيرين منهم غائبون روحاً أو جسداً أو الإثنين معاً عن جلسات البرلمان، وهم اقسموا بالله الذي لا يغادر كتابه صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها على كل ما ورد في الوثيقة من قبل، والحكومة حضرت أيضاً، ولكنها ترفض حضور جلسات البرلمان، فهل هذه ديمقراطية؟ وحضور القضاة المؤتمر والتوقيع على وثيقة الشرف محرمان في النظم الديمقراطية، استناداً إلى مبدأ حياد القضاء، أما رؤوساء العشائر فهم من قبل قبلوا أكتاف الطاغية صدام، وشكروه على الاسلحة التي أهداها لهم.
أتفق معك أيضاً في أن الوضع حرج، وحرج للغاية، وعلى مدى عشرة أعوام حذرت ومن خلال مئات المقالات من نفاذ صبر الشيعة، ويبدو بأننا أقرب ما نكون إلى نقطة الغليان الشيعي الحرجة، وعين الشيعي اليوم على ما يجري في سورية، وهي مبعث قلق وخوف على الوجود، والعين الآخرى صوبكم فلم تقدموا لها سوى وثيقة، واخشى أنهم يرونها مجرد حبر على ورق، فأيهما يصدقون الرسائل بحبر الدماء القانية التي يبعثها التكفيريون لهم على الارض السورية والعراقية أم وثيقتكم المكتوبة بالحبر الأسود أو الأزرق؟
ودمت بكل خير
أخوك
حامد العطية


من مواضيع : د. حامد العطية 0 هل تتسع طائرة المالكي المتوجهة إلى واشنطن لنصف مليون؟
0 هل السيد حسن نصر الله مندهش من شيعة العراق أيضاً؟
0 الإمام الحسين مضغة في أفواهكم
0 لماذا حضر ميكي ماوس وسانتا كلوز حفل تخرج جامعة المثنى؟
0 جريمة الأمير السعودي وتأسيس الحزب العلوي اللبناني