|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50367
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 299
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
د. حامد العطية
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 23-09-2013 الساعة : 03:46 AM
الأخ العزيز الفاضل الأستاذ الباحث الطائي وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك على طرحك الموفق واسئلتك الموضوعية، وأود التذكير بعنوان المقال الذي قادنا إلى هذا الحوار المفيد، وهو (شيعة العراق يقتلون أنفسهم) وقد بينت في متن المقال بأن شيعة العراق قادة وأتباعاً يعكسون اليوم حالة بائسة من الضعف والانقسام والعجز والفشل مما يغري بهم بعض السنة والكورد الذين ينافسونهم على المناصب والمنافع والأرض، وسيؤدي استمرار هذا الوضع غير المتكافيء بين أطراف الصراع الثلاثة إلى مزيد من الخسائر والتدهور المعنوي في صفوف الشيعة، ومن المحتمل أن يرى الإرهابيون وحماتهم في ذلك فرصة سانحة لإحداث تغيير سياسي وديمغرافي جذري يكون فيه شيعة العراق أكبر الخاسرين.
هنالك ثلاث طرق لتغيير صورة الشيعي العراقي من الضعف والهوان إلى القوة والاقتدار، إثنان منها بافتراض بقاء النظام السياسي الحالي، وهما:
- الحل العسكري الصرف: ويقضي باستخدام القوة العسكرية المناسبة في التصدي للإرهاب وفي كل مناطق انتشاره واحتضانه من مدن وقرى واعتبار ذلك هدفاً مصيرياً. وفي الوقت ذاته طرد قوات البيشمركة من المناطق التي تمددوا فيها من دون اعتبار للنتائج السياسية والضغوط الخارجية.
- الحل المختلط، أي عسكري وأمني وسياسي واقتصادي وهو ما عرضته في المقترحات العملية.
الاحتمال ضعيف جداً إن لم يكن صفراً في اتفاق قادة الشيعة على أي من هذين البديلين وتطبيقه، ولكن من الضروري ذكرهما وبالتفصيل لإقامة الحجة على هؤلاء القادة وتحميلهم مسؤولية الكوارث اليومية التي تحل بساحة الشيعة، وتبقى الحقيقة التي أشرت إليها في عنوان مقالي الاصلي وهي أن الشيعة يقتلون أنفسهم لأن قادتهم لا يفعلون شيئاً لمنع ذلك بل هم مستمرون في ترسيخ صورة الشيعي الضعيف العاجز في العراق، كما أن الرعية من الشيعة يكتفون بدفن شهدائهم واطلاق صيحات الاحتجاج والاستنجاد بالمرجعية، وهي أيضاً مظاهر ضعف وهوان لا قوة واقتدار.
الحكيم هو من يربح المعركة من دون قتال، حكمة قديمة بالغة، لكنها ليست قانوناً مطلقاً، وعلى سبيل المثال كانت سمعة المغول تسبقهم إلى سوح القتال، وعندما يسمع سكان مدينة باقتراب جيشهم تنهار معنوياتهم ويفتحون أسوارهم للمغول من دون قتال، والإرهابيون السنة اليوم أشبه بالمغول في استعمالهم الإرهاب وقطع الرؤوس والمثلة بالموتى وسبي النساء، لذلك ينجحون بينما يفشل المقاتلون التقليديون.
هذه ليست دعوة لمقارعة الإرهاب بمثله، ولكن بصراحة نحن شيعة العراق خالفنا الآية القرآنية التي تأمرنا: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) [ الأنفال: 60] شيعة لبنان وإيران امتثلوا لهذا الأمر، لكننا في العراق لم نفعل، بل اعتمدنا على أمريكا وقادة غير اكفاء، وهم أوصلونا إلى هذا الدرك من الهاوية.
هنالك بديل ثالث لتغيير صورة الشيعة وإرهاب عدوهم، وهو نزول جماهير الشيعة إلى الساحات العامة في مدن الوسط والجنوب، والبدأ باعتصام مفتوح، للمطالبة باستقالة الحكومة وحل مجلس النواب وتشكيل حكومة طواريء من المستقلين وتعديل الدستور وانهاء المحاصصة الطائفية وما يعرف بالتوافق الوطني وإلغاء الاتفاقية الأمنية مع أمريكا والمباشرة الفورية بعمليات القضاءعلى الإرهاب وبقايا البعث وايقاف التمدد الكردي في شمال العراق. على الرغم من وجود حالة احتقان وتململ داخل الشارع الشيعي لكنها غير كافية لولادة حركة شعبية واسعة، خاصة في ظل غياب الفتوى المذهبية المشجعة على ذلك.
بالإضافة إلى هذه البدائل المشروعة هنالك الإرهاب المتبادل، وهو ما شهدناه ولو بصورة محدودة قبل حوالي سبع سنين، وسواء رضينا بذلك أم لا فهنالك مؤشرات على تنامي هذا الاتجاه، ومن المحتمل جداً أن يرى فيه كثير من الشيعة سبيلاً وحيداً لردع أعدائهم، وأنهم مرغمون على ذلك لا مختارون، وخلال فترة زمنية قصيرة نسبية ستكون هنالك عمليات واسعة ضد أهداف شيعية، تقابلها عمليات ثأرية متناسبة أو أشد ضراوة، وتكون الحكومة عاجزة عن ايقافها، وهكذا سيبدأ العد التنازلي لحرب أهلية محدودة، يكون الخاسر الأكبر فيها في النهاية السنة والكورد.
أتمنى أن يدرك قادة الشيعة بأن الإرهاب سرطان خبيث وما ميثاق الشرف سوى جرعة دواء مهديء وأن يعوا خطورة الموقف قبل فوات الآوان ووقوع الكارثة، ولكن وبعد قراءة رد الدكتور الجعفري على مقالي حول وثيقة الشرف في هذا المنتدى لا أرى أي بارقة أمل في تغيير قادة الشيعة لمواقفهم لذلك أخشى من أن عهد العملية السياسية قارب على الانتهاء وبدأ زمن الاحتكام إلى العنف.
ودمت بكل خير
أخوك
حامد
(للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والاصلاح، ووسيلة كبرى وهي التعلم)
|
|
|
|
|