|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50367
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 299
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
د. حامد العطية
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 28-09-2013 الساعة : 03:58 AM
الأخ العزيز الفاضل الأستاذ الباحث الطائي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر لك عن التأخير في الرد على ما تفضلت به من أفكار نيرة ومقترحات عملية، ولعل ذلك قد أفادني شخصياً، إذ أتاح لي فسحة من الوقت للتمعن في الموضوع، وإعادة النظر في مختلف جوانبه، وكما تعرفون فكما أن الثمر لا ينضج إلا عندما يتعرض للشمس والهواء فكذلك الفكر يحتاج إلى الانطلاق من العقل إلى الفضاء الواسع للنقاش وتبادل الإراء ليصل إلى مرحلة النضج، وحينئذ يمكن الاستفادة منه في التطبيق.
إذا قبلنا بضرورة الحل الثوري فلا بد من تخطيط المسار بين ثلاث حالات، هي الوضع الراهن وأوان التغيير الثوري وكذلك حالة ما بعد التغيير، أي الوضع المنشود، وهذا يتطلب معرفة عميقة وشاملة للعناصر الفاعلة وظروف كل حالة أو مرحلة، وهي العناصر الرئيسية في أي أيديولوجية سياسية للتغيير.
نحن نعيش الوضع الراهن، ومع ذلك فقد نختلف حول خصائصه، وعلى سبيل المثال فقد يكون لدى كل واحد منا تقييم متباين لمدى الوعي بين الجماهير ودرجة حدة المشكلة أو المشاكل التي نعاني منها، وهذا عنصر مهم في تحديد المطلوب للوصول إلى النقطة الحرجة، وهي نقطة الغليان الجماهيري التي تسبق مباشرة تحرك الجماهير نحو التغيير واستعدادها لتحمل المخاطر الكامنة في ذلك.
كما قد نختلف حول آليات التغيير والتهيئة لذلك فقد يرى البعض بأن من الضروري وجود قيادة من فرد أو أفراد لتتولى مهام تحديد المهام وتوزيع المسؤوليات وجدولتها الزمنية، فأين هي القيادة؟ فهل ننتظر ظهور القائد الكارزمي أم نشكل جماعة قيادية مؤقتة كما فعل المصريون والتونسيون وتحت مسميات وعناوين مختلفة تقتصر مهمتها على اصدار البيانات والدعوة إلى المظاهرات والاعتصامات؟
كما ترى يا أخي الفاضل فالتفاصيل كثيرة وهي كلها مهمة وقد يتوقف عندها المعنيون ساعات بل سنوات قبل الاتفاق عليها لذلك فقد لا تكون الطريقة المنهجية في التخطيط للتغيير الثوري مجدية، كما يبدو من تحليل التجارب الثورية بأن الجانب العفوي هو الأقوى والأكثر تأثيراً من الخطط والتصورات الفكرية أو حتى التطبيقية المعدة سلفاً، فعلى سبيل المثال حدثت الثورة البلشفية الشيوعية في روسيا خلافاً لتوقعات منظري الشيوعية ماركس وأنجلز اللذين انتظرا انطلاقها في ألمانيا أو بلد أوروبي صناعي اخر لا روسيا الزراعية المتخلفة.
حتى لا أطيل عليك ربما فات وقت النقاش المستفيض إذ نحن نعيش ظرفاً حرجاً فأما أن يبادر الناس لتغيير الوضع أو يستعدوا لاحتمالات كلها سيئة، وإن تفاوتت في درجة سلبيتها، تتدرج صعوداً من استمرار الوضع الراهن بنظامه السياسي المعطل وقياداته الفاشلة حتى كارثة غزوة إرهابية واسعة.
ودمت بكل خير
أخوك
حامد
|
|
|
|
|