|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50367
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 299
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
د. حامد العطية
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 01-10-2013 الساعة : 04:34 AM
أستاذنا الواعي الفاضل الباحث الطائي وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يرى علماء النفس الاجتماعي بأن البشر يستجيبون للتهديد الخارجي بواحد من البدائل الثلاثة التالية: الهروب، المواجهة أو الجمود (flight-fight- freeze)، فعندما يهدد خطر إنساناً، تتحرك غريزة البقاء لديه، ويتهيأ عقله وجسمه لرد الفعل المناسب، إذ تنشط بعض غدد الجسم، وتزداد إفرازاتها، ويكون الفرد نتيجتها مستعداً لتنفيذ البديل الذي اختاره العقل، فأما ان يلوذ بالهرب طالباً النجاة من الخطر الداهم، أو يواجهه بصبر وعزيمة، أو يتجمد ويصاب بما يشبه الشلل من فرط الخوف أو القلق.
من الواضح بأن شيعة العراق بل كل العراقيين يواجهون خطراً داهماً اليوم مصدره الإرهاب، فالإرهاب يقتل الشيعة وفي الوقت ذاته يعرض السنة والكورد لكوارث نشوب حرب أهلية تأكل أخضرهم ويابسهم، وقد ثبت للجميع عجز النظام الحاكم عن القضاء على الإرهاب أو حماية العراقيين من جرائمه، والنتيجة هي أن العراقيين اليوم وجهاً لوجه أمام الإرهاب ولا ناصر لهم سوى الله، فاي البدائل الثلاثة وقع اختيارهم عليها؟
لم يختار شيعة العراق الهروب، كما أنهم لا يجابهون ولا يتصدون للإرهابيين، فهل هم في حالة جمود؟ هكذا يبدو في الظاهر، بسبب تبلبل أفكارهم وحيرتهم وتفرقهم واختلافهم، والطريدة عندما تفشل في الهرب من المفترس وتخور قواها المقاومة تفقد الأمل وتتجمد بانتظار الموت.
من ناحية أخرى يمكن تصنيف ردود فعل قادة الشيعة على الخطر الذي يتهدد الشبعة بأنه "انثوي" وهذا الوصف مبني على نتائج بحث منشور لشيلي تايلور وزملائها (2000 Psychological Review ) إذ يرى قادة الشيعة بأن أفضل طريقة لمقاومة الإرهاب ودرأ أخطاره عن رعاياهم هي من خلال بناء علاقات تعاون وتنسيق مع جماعات سنية وكوردية بهدف بناء طوق حماية حول الشيعة يقيهم هجمات الإرهابيين أو على الأقل يقلل من حدوثها، وهو أما اختيار غير مجد نظراً لضراوة الإرهاب أو لم يحسن القادة استعماله.
لقد أوجد الخالق عز وجل غريزة البقاء لدى الإنسان ليحفظ حياته وحباه بالعقل والحواس ليدرك ما هو نافع وضار وأنزل عليه الهدي لكي يحسن الاختيار فما الذي ينقص الشيعة لكي يتوصلوا إلى البديل المناسب لمواجهة خطر الإرهاب؟ ولماذا اختاروا الجمود؟ وهم من قبل جلسوا في بيوتهم وتركوا للغير تقرير مصائرهم في 1958 و1963 و1968 و1980 و1990 و2003 أيضاَ ودفعوا أبهظ الأثمان نتيجة ذلك.
ودمت بكل خير ودامت افاضاتكم الموفقة
أخوك
حامد
|
|
|
|
|