|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50367
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 299
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
د. حامد العطية
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 01-10-2013 الساعة : 04:39 AM
الأخ العزيز الفاضل الأستاذ الباحث الطائي وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيما يلي مقال غاضب منشور في 2006م:
ماذا سنقول للإمام المهدي لو خرج علينا الآن؟
د. حامد العطية
لا ننفك نحن الشيعة من الدعاء لله عز وجل أن يعجل بظهور الحجة المهدي (ع) ليملأ الأرض عدلاً بعد أن امتلأت جوراً، ولا يعرف أحداً تاريخ العودة الميمونة، ولكن لن استغرب لو خرج الأمام المنتظر اليوم ليشهد بعينه الجور المستطير الذي يرزح تحته شيعة آل البيت في العراق بالذات.
مهلاً لعلنا تعجلنا بالدعاء، وقد يكون من الأفضل لو طلبنا تأجيل هذه العودة وأن نغير صيغة الدعاء لتكون كالآتي مثلاً: اللهم عجل فرجه الشريف ولكن بعد حين، لأن الموقف حرج، وأسأل علماءنا الأعلام أن يفتونا في هذا الموضوع الدقيق والحساس، وليس السبب في طلب هذا التأجيل مهلة لنقيم الزينات ونعلق الأنوار الملونة، أولعل الأجدر إقامة العزاء تعبيراً عن فرحنا !! فقد اختلط علي وجميع الشيعة الأمر إذ يقام العزاء في المناسبات المحزنة والمفرحة.
ولكن بأي وجه سنلقاه؟ هل تنكسر وجوهنا بإهانة من جاهل صفيق ولا تريق ماءها هذه الإهانة العظمى؟
وماذا سنفعل لو أراد زيارة ضريحي أبيه وجده؟ بالمناسبة لم يتجنب الجميع ذكر ما حل بالرفات الطاهرة التي دنست؟ وأي عذر سنقدمه له؟ وهل سيستطيع قادتنا المنصبون بالفتاوى لا بالجدارة مداراة الموقف بكلام منمق فصيح على طريقة الجعفري؟ ومن منهم سيتطوع لمرافقته في الجولة على خرائب الضريحين؟
قبل مولد الحجة بن الحسن أقدم سلطان بني العباس المتوكل ناصر الأبالسة على هدم مرقد السبط الأعظم الإمام الحسين، ويروى بأنه استعان بجماعة من اليهود في تسوية الضريح الشريف، وما أشبه اليوم بالبارحة، إذ تحالف الغرب مع الصهاينة وصنائعهم من أدعياء الإسلام المتطرفين وغير المتطرفين على حرب الشيعة، والأدلة على ذلك كافية لإقناع أشد الناس جهلاً، وبدايتها الحرب على إيران ثم غزو جنوب لبنان، وبعده احتلال العراق بحجة اسقاط النظام الصدامي، وكان ساقطاً فعلياً وعمليا وأقرب ما يكون إلى الزوال، ولكنه تدبير احترازي استباقي لمنع الشيعة من استلام الحكم في العراق، وها هم يضعون العصي في عجلة الديمقراطية التي يدعون بأنهم قدموا لنشرها حتى لا يحصل الشيعة على استحقاقهم الانتخابي الديمقراطي في الحكم كأغلبية، فيما كانوا في السابق ولا يزالون ساكتين على تفرد غير الشيعة بالحكم في كافة الدول العربية والإسلامية السائرة في ركابهم، ويكفيكم برهاناً ساطعاً على هذه المؤامرة التي تستهدف الشيعة تحالف أضداء الأمس في لبنان من المسيحين والسنة والدروز، وبمباركة من أمريكا وعملاءها، على حرب الشيعة الممثلين بحركة أمل وحزب الله، وأخيراً هل منكم من لم يسمع تحذيرات ملك الأردن المتكررة من "الهلال الشيعي"؟
فهل لو عاد إمامنا اليوم ووجد ضريحي أبيه وجده مهدمين ومدنسين، كما حدث لضريح جده الحسين قبل مولده بسبة من الزمن، هل سيبقى معنا أم سيغيب مرة أخرى لينتظر زماناً آخر وشيعة أجدر منا بقيادته؟
بأي وجه سنلقاه؟
وجه الأم المنكوبة المخضبة بدماء ولديها اللذين ساقتهما الحاجة للتطوع في قوات أمن حكومة الجعفري العاجزة حتى عن حماية أفرادها؟
وجه الطفلة المقتولة بالرصاص والتي رمى " أخوان" قادتنا جسدها الغض على جانب الطريق مع بقية أهلها؟
وجه الرجل الطاعن في السن الذي وجد مذبوحاً في بيته وسط أولاده القتلى في اللطيفية؟
وجوه النساء والفتيات القتلى المغتصبات اللواتي ذهبت دماءهن وأعراضهن هدراً ولم يجدن من يقتدي بإمام المتقين المرتضى علي عندما أعلنها حرباً لا تبقي ولا تذر على الخوارج لقتلهم عامله وزوجته والتمثيل بجثتيهما.
ماذا لو حاسبنا الإمام على أقوالنا: هل نصدق في ترداد هيهات منا الذلة؟ وهل نحن جادون في توعدنا بأننا لوكنا معكم لنفوز فوزاً عظيماً؟ وها هو ذل تفجير ضريحي الإمامين يطأطأ هاماتنا ويحني ظهورنا، والعشرات منا يقتلون يومياً لا في سوح مقارعة البغي بل ذبحاً كالنعاج.
وعندما يريد التوجه جنوباً لزيارة أضرحه أجداده العظام فبأي طريق سنسلك به؟ اللطيفية أم النهروان أم سنستعين بسمتية أمريكية؟
وعندما سيبدأ إمامنا مهمته الآلهية بملأ الأرض عدلاً، فما الذي سيفعله بالبغاة من القتلة والمغتصبين غير القصاص العادل؟ أم هل سنلزمه بتطبيق فتاوى المراجع الداعية إلى السكينة والهدوء، أي الاستسلام للقتلة؟
بأي وجه سنلقاه ونحن اليوم لا وجوه لنا؟
|
|
|
|
|