|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 76917
|
الإنتساب : Jan 2013
|
المشاركات : 164
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ابومحمد العلوي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 09-10-2013 الساعة : 06:33 PM
وثانيا : إن عائشة ( والغريب في الامر : أنهم يعتقدون : أن عائشة إنما ولدت في الخامسة من البعثة ، والانذار للعشيرة كان في الخامسة ، فهم يناقضون أنفسهم مناقضة صريحة ، وإن كنا نحن نعتقد : أن عائشة قد ولدت قبل البعثة بسنوات ، كما سنشير إليه إن شاء الله تعالى . )
وحفصة ، وأم سلمة لم يكن من أزواجه حينئذ ،ولكن من أهله ، وإنما صرن من أهله في المدينة بعد ذلك بسنين كثيرة . .
وثالثا : إن هذه الروايات تناقض ما ورد من أنه " صلى الله عليه وآله
وسلم " إنما دعا قريشا وبادءها حين نزل قوله تعالى : فاصدع بما تؤمر .
وليس حين نزل قوله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الاقربين ) .
ورابعا : ان هذه الروايات تناقض نص الآية نفسها ، فانها تأمره
بإنذار العشيرة الاقربين ، لا مطلق عشيرته ، ولا مطلق الناس ، وعشيرته
الاقربون إما هم بنو هاشم ، أو بنو عبد المطلب ، والمطلب .
والقول بتعدد الانذار : لا يدفع الاشكال ، بعد تصريح الروايات :
بان مفادها قد وقع حين نزول الآية عليه " صلى الله عليه وآله وسلم " .
وهذا كله مع غض النظر عما في أسانيد هذه الروايات ، فإن جميع
رواتها - كما يقولون - لم يدركوا زمان إنذار عشيرته " صلى الله عليه وآلهوسلم " .
ب - ما المراد بكونه خليفته في أهله :
وقد ذكر الشيخ المظفر ( ره ) : أن من الواضح : أن قوله : خليفتي
فيكم ، أو في أهلي لا يضر ، ما دام أن ثمة إجماعا على عدم جواز وجود
خليفتين : خاص ، وعام . فخلافته الخاصة تقتضي خلافته المطلقة . ولعل
الاصح هو : أنه قال - كما في الروايات الاخرى - : " من بعدي " ، أو أنهقال : " فيكم " ، باعتبار أنهم من المسلمين .
وأما القول بان المقصود : هو أنه القائم بشؤونهم الدنيوية ؟ فيكذبه
الواقع ؟ فإن عليا " عليه السلام " لم يكن كذلك بالنسبة لاي منالهاشميين . ولو كان المقصود هو خصوص الحسنين عليهما السلام ،وفاطمة صلوات الله وسلامه عليها ، فإن من الواضح أنهما وكذلك أمهما ما
كانوا قد ولدوا بعد . كما أن نفقة هؤلاء واجبة عليه بالاصالة لا بالخلافة ،
وأما غيرهم فلم يكن " عليه السلام " مكلفا بالإنفاق عليه ، ولا كان يفعل
ذلك ( راجع : دلائل الصدق ج 2 ص 239 ) .
أضف إلى ذلك كله : أنه بعد أن يصبح الانسان رجلا عاقلا وكاملا ،
فإنه لا يبقى بحاجة إلى ولي يدبر شؤونه ، بل يستقل هو نفسه في ذلك .
وعلى هذا ، فلا يبقى للولي وللخليفة معنى . إذا كان هذا هو المراد .
ونشير هنا إلى أن الدواعي كانت متوفرة لتحريف هذه الواقعة ،
وجعلها خاصة بالخلافة على الاهل ، ولا تشمل الخلافة العامة التي هي
موضع الاخذ والمراد كما هو معلوم .
ج - لماذا تخصيص العشيرة بالدعوة ؟ ! :
هذا ولا يخفى أن الاهتمام بدعوة عشيرته الاقربين كان خير وسيلة
لتثبيت دعائم دعوته ، ونشر رسالته ؟ لان الاصلاح يجب أن يبدأ من
الداخل ، حتى إذا ما استجاب له أهله وقومه ، اتجه إلى غيرهم بقدم ثابتة ،
وعزم راسخ ومطمئن .
كما أن دعوته لهم سوف تمنحه الفرصة لاكتشاف عوامل الضعف
والقوة في البنية الداخلية ، من حيث ارتباطاته وعلاقاته الطبيعية ، وليعرفمقدار الدعم الذي سوف يلاقيه ؟ فيقدر مواقفه ، وإقدامه ، وإحجامه على أساسه .
أضف إلى ذلك : أنه حين يبدأ بالاقربين من عشيرته ، ولا يبدو أنه
على استعداد لتقديم أي تنازل أو مساومة حتى بالنسبة إلى هؤلاء ، فإن
معنى ذلك هو أن على الآخرين أن يقتنعوا بأنه منسجم مع نفسه ، ومقتنع
بصحة ما جاء به ، ويريد لاحب الناس إليه ، الذين لا يريد لهم إلا الخير ،
أن يكونوا في طليعة المؤمنين الذين يضحون بكل غال ونفيس في سبيل
هذا الدين . وقد رأينا : أن النصارى قد تنبهوا إلى ذلك في قضية المباهلة .
فراجع .
ومن الجهة الاخرى : فإنه يعيش في مجتمع يقيم علاقاته على
أساس قبلي ؟ - فحين يريد أن يقدم على مواقف أساسية ومصيرية - وحين
لا يكون هو نفسه يرضى بالاعتماد على القبلية كعنصر فعال في حماية
مواقفه ، وتحقيق أهدافه ؟ فإن من اللازم : أن يتخذ من ذوي قرباه موقفا
صريحا ، ويضعهم في الصورة الواضحة ؟ وأن يهئ لهم الفرصة ليحددوا
مسؤولياتهم ، بحرية ، وصراحة ، وصفاء ، بعيدا عن أي ضغط ، وابتزاز ولوكان هذا الضغط من قبيل العرف القبلي في ما بينهم ؟ لأنه عرف مرفوض إسلاميا .
وهنا تبرز واقعية الاسلام في تعامله مع الامور ، وفي معالجتهللقضايا ، الاسلام الذي لا يرضى أن يستغل جهل الناس وبساطتهم ،وحتى أعرافهم - الخاطئة - التي ارتضوها لأنفسهم في سبيل منافعه ،وتحقيق أهدافه .
نعم ، إن الاسلام يعتبر الوسيلة جزءا من الهدف ، فلا بد أن تنسجم
وتتلاءم معه - كما لا بد أن تنال من الطهر والقداسة بالمقدار الذي يناله
الهدف نفسه .
وفقنا الله للسير على هدى الاسلام ، والالتزام بتعاليمه ؟ إنه خير
مأمول ، وأكرم مسؤول .
وعلى كل حال ، فقد خرج " صلى الله عليه وآله وسلم " من ذلك
الاجتماع بوعد أكيد من شيخ الابطح ، أبي طالب ( ره ) بالنصر والعون ؟
فإنه لما رأى موقف أبي لهب اللا إنساني ، واللا معقول ، قال له :
" يا عورة ، والله لننصرنه ، ثم لنعيننه . يا ابن أخي ، إذا أردت أن
تدعو إلى ربك فاعلمنا ، حتى نخرج معك بالسلاح (تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 28 / 27 ط صادر ) " ....) انتهى)
الى هنا اتوقف بحول الله وقوته واذنه ومشيئته , سائلا الباري العطوف ان يسامحني عن كل قصور وتقصير في النقل وفي العرض ...
وشكر لله على توفيقه لعبده الفقير الاقل لهذا الشرف وغيره من النعم التي لاتعد ولا تحصى , وما تم عرضه من صوره لحديث الدار ما هو الا جهد شريف مبارك شارك فيه جمع غفير من العلماء والمحققين ...جزاهم الله وحسب نواياهم خير الجزاء
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير الخلق محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين المعصومين .
|
|
|
|
|