|
شيعي حسني
|
رقم العضوية : 24389
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 5,056
|
بمعدل : 0.85 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حيدر القرشي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 29-10-2013 الساعة : 07:54 PM
سلام عليكم
اخي الفاضل ابو جنان
كما تفضلت يجب ان نبدا البحث بتعريف الامامة
حتى نعرف ما هي نقطة الخلاف بالذات مفهوما ثم نذهب الى مرحلة المصاديق
لانه ما دام نختلف على مفهوم الامامة يصعب علينا تشخيص المصداق لها
وتعريف الامامة بصورة اجمالية ورد في القران الكريم
واشاروا علماء الشيعة الى قوله تعالى :
وَ إذِ ابْتَلى إبْراهِيم رَبُّهُ بِكَلمَاتٍ فَأتمَّهُن قَالَ إني جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إمَامًا قَالَ وَ مِنْ ذُرِيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالمين .
الإمامة التي أعطاها الله لإبراهيم كانت في زمن شيخوخته و بعد أن اجتاز جميع الاختبارات و من اهمها ذبح ولده اسماعيل فقد كان الله سبحانه وهبه على الكبر اسماعيل و اسحق:
ألحمد لِلّهِ الذي وَهَبَ لي عَلى الْكِبَرِ إسْمَعِيلَ وَ إسْحَقَ إنَّ رَبِّي سَمِيعُ الدُّعَاءِ.
و لان ابراهيم عليه السلام حين اعطى الإمامة فانه سألها لذريته لذا فإن هذا الإعطاء و هذا السؤال حصلا حين امتلك ذرية في كبره.
فهذا السؤال و الطلب لم يكن له من محل- في ظاهر الحال- قبل حصوله على الذرية و مع يأس ابراهيم و انقطاع أمله فيها. إذ كيف يمكن للإنسان اليائس من الحصول على الذرية أن يسأل الله الإمامة لذريته من بعده؟
لقد كان عليه ان لا يتعرض إلى هذا الطلب أو كان عليه على الأقل أن يقول: إن رَزَقْتَني ذُريَّةً إن تعلقت إرادتك بعد هذا- مع يأسى- فأعطيتني أولاداً فهل ستجعلهم أئمةً أم لا؟
و الدليل على يأس ابراهيم عليه السلام من الحصول على ذرية هو ءايات القرءان الكريم:
وَ نَبِّئْهُم عَنْ ضَيْفِ إبْرَاهِيم، إذ دَخَلُوا عَليهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ إنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ، قَالُوا لَا تُوْجَلْ إنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَام عَليمٍ، قَالَ أبَشَّرْتموني عَلَى أن مَّسَّني الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ، قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِلحقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ .
و كانت سارة زوجة ابراهيم يائسة هي الأخرى من إنجاب الأولاد:وَ امْرَأتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَهَا بِإسْحَقَ وَ مِنْ وَرَآءِ إسْحَقَ يَعقُوبَ قَالَتْ يَاوَيْلَتَي ءَألِدُ وَ أنَا عَجُوزٌ وَ هَذَا بَعْلي شَيْخًا إنَّ هَذَا لَشَيءعَجِيبٌ، قَالُوا أتَعْجَبين مِنْ أمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَليكُمْ أهْلَ الْبَيتِ إنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .
و يتضح لدينا جيداً من هذه الأيات القرءانية ان ابراهيم كان يائساً من الحصول على الأولاد في ءاخر عمره لذا فان سؤاله ا لإ مامة لأولاده كان حين وهبه الله ا لإ مامة و ذلك في سني شيخوخته بعد أن وهبه الله اسماعيل و اسحق
و نستنتج- بناء على ذلك- ان إمامة ابراهيم كانت بعد نبوّته، و بعد أن أصبح شيخاً كبيراً أي ان الإمامة تختلف عن النبوّة بل هي مقام أعلى وأسمى
و على هذا الأساس فان المراد باية إني جَاعِلُكَ لِلناسِ إمَاماً. اني سأجعلك قدوة يقتدي بها أفراد البشر في القول و العمل فالإمام إذن هو الذي يجب ان يتبعه الناس في أفعالهم و أقوالهم و سلوكهم و في النهاية في أفكارهم و عقائدهم و ملكاتهم
|
|
|
|
|