|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77449
|
الإنتساب : Feb 2013
|
المشاركات : 320
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الرحيق المختوم
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
حب الحسين وعلاقته بالفطرة 3
بتاريخ : 10-12-2013 الساعة : 02:46 PM
نحن وللأسف نقوم بنشاطات ثقافية في ألف مجال وندع قضية الحسين(ع)!
نحن وللأسف نقوم بنشاطات ثقافية في ألف مجال وندع قضية الحسين(ع) حيث لم نقم بشيء يتناسب مع شأنها وأهميتها. نقوم بنشاطات ثقافية حول الصلاة والأمر بالمعروف والحجاب وكثير من الموضوعات الأخرى بيد أنّنا أهملنا تقريبا العنصر الثقافيّ الأكثر تأثيرا في المجتمع الديني وهو الإمام الحسين(ع) الذي يؤسّس ثقافة الشعوب ويصلح ثقافتهم. فأصبح شأننا تجاه قضية الحسين(ع) هي أن نذكرها ونقيم المأتم بذكرها تارة ونحسب أن هذا القدر كافيا.
الركيزة الأهمّ في ديننا هي الفطرة
الركيزة الأهمّ في ديننا هي الفطرة. فلولا وجود الفطرة لم يبق وجه لقول الله تعالى إلى رسوله؛ «إِنَّما أَنْتَ مُذَکِّرٌ»[الغاشية/21] فإن هذا التذكير بسبب وجود الفطرة.
عندما نلتفت إلى الرؤية العرفانية للمروحوم الشاه*آبادي (أستاذ الإمام الخميني في العرفان) نجد أن ركيزة رؤيته إلى عالم المعرفة هي الفطرة وعمدة تركيزه كان على فطرة الناس. كما أن السيد الإمام(ره) قد قام بهذه الثورة اعتمادا على فطرة الناس. كان قد أجمع الجميع على أن هذه الثورة لن تنجح ولن تنتصر، بيد أن السيّد الإمام أصرّ مؤكدا على نجاحها، وسبب ذلك هو أن الإمام كان يعتمد على فطرة الشعب. كان ينظر الآخرون إلى ظواهر ممارسات الشعب ومشاعرهم السطحية، ولكن كان ينظر الإمام إلى فطرتهم.
إن الفطرة هي الركيزة الأهم لديننا وليس شأن الأنبياء سوى إيقاظ الفطرة وإنعاشها. فإن الفطرة هي التي توصلنا إلى الله. وبسبب وجودها يحكم على بعض المرتدّين بالإعدام، إذ لا سبيل لسحق الفطرة والإسفاف إلى درجة الكفر والارتداد إلا بالخبث والرذالة الشديدين.
أنشط قسم في فطرتنا هو الحسين(ع)
لقد قال النبي الأعظم(ص): «إِنَّ لِقَتْلِ الْحُسَیْنِ حَرَارَةً فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ لَا تَبْرُدُ أَبَداً»[مستدرك الوسائل/ج10/ص318] من أين اكتسبنا هذه الدموع على أبي عبد الله الحسين(ع)؟! فواقعا نحن لا نعلم مصدر هذه الدموع والحرقة.
أنتم الذين تحبّون الحسين(ع) هل أن حبّكم هذا بسبب استماع مظلوميته ومصائبه؟ أم إنّكم تحبّونه ابتداء وبسبب علاقة فطرية، ثم عندما تسمعون بمصائبه تلتهب قلوبكم حزنا؟!
إن هذا الحديث لرسول الله(ص) يكشف في الواقع عن علاقتنا الفطرية بأبي عبد الله الحسين(ع). كما أن الإيمان هو أمر فطري، فعندما يزدهر جزء من فطرة الإنسان المؤمن، يتحول إلى هذه الحرارة المودعة في قلوب المؤمنين تجاه الإمام الحسين(ع). بإمكاننا أن نقول إن الحسين(ع) هو أنشط قسم في فطرتنا وإنه يمثل معجزة الفطرة.
إن الحسين هو اللسان البليغ للفطرة وليس لدينا كلام مع أهل العالم غير الحسين(ع)
هل ينبغي للإنسان أن ينطلق في حركته صوب الكمال من غير الأجزاء اليَقِظَة في فطرته؟ هل للإنسان سبيل نحو السعادة سوى أن يرجع إلى الأقسام اليقظة والنشطة في فطرته وأن يوقظ باقي نواحي قلبه عبر هذا الطريق؟ وهل يشير العقل إلى طريق غير هذا؟ ثم كيف يتسنّى للإنسان أن يبدأ باكتساب الفضائل من غير هذا الطريق؟
لماذا سوف يكون منطلق الإمام المهدي(عج) في حركته هو ذكر الحسين(ع)؟ لأن الحسين(ع) هو لسان الفطرة البليغ. و ليس لدينا كلام مع أهل العالم غير الحسين(ع). كل من له قلب سليم غير ملوّث فإن فطرته حيّة وفعالة تجاه الحسين(ع) وبات الانطباع الفطري للشعوب تجاه الإمام الحسين(ع) يكتسح العالم.
لقد انتهى أهل العالم إلى طريق مسدود وإن المخلص هو الحسين(ع)
في هذا العصر الذي بان فيه انسداد الطرق وأقبلت الشعوب تبحث عن سبيل جديد، لابدّ أن يعرّف هذا السبيل لأهل العالم عن طريق الحسين(ع). إن هذا العصر هو عصر الإمام الحسين(ع) ودور الرجوع إلى أبي عبد الله(ع). إن شعوب العالم تبحث عن طريق للخلاص وطريق خلاصهم هو الحسين(ع). «إِنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ فِی السَّمَاءِ أَکْبَرُ مِنْهُ فِی الْأَرْضِ وَ إِنَّهُ لَمَکْتُوبٌ عَنْ یَمِینِ عَرْشِ اللَّهِ مِصْبَاحُ هُدًى وَ سَفِینَةُ نَجَاة»(عیون أخبار الرضا/ج1/ص60).
وكذا الإمام المنتظر(عج) سوف يكلّم الناس بلغة الفطرة كما كان يفعل الأنبياء. إذن لابدّ أن تُفَعّل هذه اللغة. حتى إنّ لغة العلم ولا سيما العلم الجدلي فرع لهذا الأصل، والأصل هو لغة الفطرة. إن العلم الجدلي الذي يستخدم كثيرا في علم الكلام ترسيخا لعائدنا الحقّة غالبا ما يستعان به لردّ العدوّ اللجوج وشبهاته.
إن قناة التواصل مع أهل العالم هو لغة الفطرة وأبلغ شيء في لغة الفطرة هو «الحسين(ع)»
لیست القضايا العلمية هي قناة التواصل مع أهل العالم، بل الطريق الأول هو لغة الفطرة وأبلغ شيء في هذه اللغة هو «الحسين(ع)». كما أن الحسين(ع) قد اتخذ نفس هذا الأسلوب في التأثير علينا وجرّنا إلى هذا الطريق الروحاني.
إن هذا العصر هو زمن عالميّة الإسلام ولابدّ أن ننطلق من الحسين(ع)
في هذا العصر الذي فشلت فيه جميع المدارس وانتهت المذاهب فيه إلى طرق مسدودة، أتى دور الكلام الجديد، فلابدّ أن نكلّم العالم بلغة الفطرة، وإن أكثر قسم مزدهر في هذه الفطرة هو الحسين(ع). إن هذا العصر هو زمن عالميّة الإسلام ولابدّ أن ننطلق من الحسين(ع).
إن الحسين(ع) يقع في أهم موقع فطريّ في قلب الإنسان فيا له من تأثير عميق على حركة الإنسان والمجتمع صوب الكمال. فإيّانا أن نتوهّم بأنا قد اجتزنا دروس معرفة الإمام الحسين(ع) وأتى دور مواضيع أخرى.
يتبع إن شاء الله...
|
|
|
|
|