|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77449
|
الإنتساب : Feb 2013
|
المشاركات : 320
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الرحيق المختوم
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
حب الحسين وعلاقته بالفطرة 10
بتاريخ : 22-01-2014 الساعة : 11:17 AM
إن تشخيص الأولويات هو قضية مجتمعنا اليوم/ كل الكلام والخلاف في مجال السياسة يدور حول تشخيص الأولويات
ليس بكاف أن نطّلع على المعارف الإسلامية ونحظى بمعلومات دينية وحسب، بل لابدّ لنا من معرفة مواطن استخدامها ومجال ذلك أيضا. يجب أن نعرف «أيّ فعل» نقوم به و «متى». لا يكفي الإنسان أن يتعرف على قائمة من الأفعال الحسنة والسيئة، بل لابدّ له أن يعرف ماذا ينجر من عمل حسن ومتى، وماذا يقابل من مظاهر سيئة ومتى.
لا ينحصر تشخيص الأولويت في المعارف الدينية بل إنه أمر مهم جدا في التجارة والطبّ وغيرها أيضا. فينبغي للتاجر أن يعرف أي بضاعة يشتريها أو يبيعها ومتى. وكذلك لابدّ للطبيب أن يحدّد الدواء الذي يصفه للمريض ويحدد وقت ذلك، وإلا فإما أن تذهب أعماله هباء بلا أثر أو بأثر قليل، وإما أن تؤول إلى أضرار وتداعيات لا تحمد عقباها.
إن تشخيص الأولويات هو قضية مجتمعنا اليوم. حيث يبلغ المجتمع الديني في مسار حركته التطورية إلى ما يكون محل النزاع والخلاف فيه داخل المجتمع يدور حول تشخيص الأولويات لا حول الأصول. وكذا الحال بالنسبة إلى الإنسان في مسار حركته التكاملية. فعندما يعجز إبليس عن سوق إنسان نحو السيئات، يحاول أن يغلّطه في مقام تشخيص الأولويات بين مجموعة من الأعمال الحسنة، كي لا يصيب في ميدان جهاد النفس في عملية اختيار أحد عملين صالحين ويختار العمل الذي يقع في الدرجة الثانية من الأولويّة.
كما أن الكلام في مجال السياسة يدور حول تشخيص الأولويات حتى قال البعض في مقام تعريف السياسة: «إن السياسة هي التمييز بين السيء والأسوأ». وقد روي عن أمير المؤمنين(ع) مثل هذا التعريف في العقل حيث قال: «لَیْسَ الْعَاقِلُ مَنْ یَعْرِفُ الْخَیْرَ مِنَ الشَّرِّ، وَ لَکِنَّ الْعَاقِلَ مَنْ یَعْرِفُ خَیْرَ الشَّرَّیْن»(بحار الأنوار/ج75/ص6)
ليست لشعوب العالم رسالة أوضح وأكثر تأثيرا من رسالة الحسين(ع)
لقد حان اليوم وقت العودة إلى أبي عبد الله الحسين(ع) ولابدّ لنا أن نزداد التفاتا إلى مفهوم عاشوراء. فلم يكن الإمام الحسين(ع) حامينا في أيام الثورة وأيام الدفاع المقدس فحسب، حيث كنا في مواجهة مباشرة مع الظلم، ولم يكن الحسين(ع) قدوة في الجهاد والشهادة وحسب. فقد عاد الإمام الحسين(ع) إلينا اليوم مرة أخرى لإنقاذنا من أزماتنا التي نعاني منها في أرواحنا وفي مجتمعنا.
من أجل إنقاذ العالم من أزمته التي أضحى يتلهف كالعطشان إلى نافذة ومخلص منها، لا يخلو اسم الحسين(ع) وأسرار الطفّ من التأثير الكثير، حتى يمكن أن نقول ليست هناك رسالة أوضح وأكثر تأثيرا من رسالة أبي عبد الله الحسين(ع).
إن طرح موضوع أبي عبد الله(ع) يترك تأثيرا مهما على مجتمعنا وباقي المجتمعات
أما لماذا يجب أن نرجع إلى قضية الحسين(ع) وما هي الضرورة في أن نسلط الأضواء على أسرار عاشوراء؟ الدليل الأول لهذه الضرورة هو موضوع الفطرة. فلابد أن ننظر إلى قضية الحسين(ع) وواقعة الطفّ من منظار الفطرة. فعندما نقول إن الحسين(ع) هو حقيقة فطرية لدى المؤمنين، فينبغي أن نعرّف الكثير من ذوي النفوس الطاهرة في العالم على هذه الحقيقة. إذن لا فرق في أثر طرح قضية الحسين(ع) بين مجتمعنا وباقي المجتمعات من الناحية الفطرية ولابد أن يكون لها تأثير في جميع المجتمعات.
إن المؤمنين الذين ارتقوا في مقامهم قد انطلقوا منذ ابتداء حركتهم من الفطرة وكذلك في مسار حركتهم ليسوا بغنى من الاستمداد من الفطرة. فنحن لسنا بحاجة إلى الفطرة في منطلق تعرّفنا على الدين وحسب، بل نحن بحاجة إلى الرجوع إليها في كل لحظة. إذ أي آية تتلونها من القرآن يجب أن تؤيدها فطرتكم لأن ترسخ معناها في وجودكم.
يتبع إن شاء الله...
|
|
|
|
|