عرض مشاركة واحدة

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.07 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي حب الحسين وعلاقته بالفطرة 11
قديم بتاريخ : 25-01-2014 الساعة : 11:15 AM


إن حاجتنا إلى الأبحاث الفطرية أكثر من الأبحاث الأخلاقية/ لقد جاء الأنبياء من أجل ازدهار فطرة الناس


إن حاجتنا إلى الأبحاث الفطرية أكثر من الأبحاث الأخلاقية. ففي كثير من الأحيان ينبغي لنا أن نضع درسا في الفطرة بدلا من الخوض في الأبحاث الأخلاقية الرائجة، وندرس النزعات الفطرية والمعارف الفطرية بدلا من الأخلاق والملكات النفسانية وبذلك نسعى في سبيل ازدهار فطرتنا. ولا شك في أننا لو قمنا بذلك لحصلنا على ملكات حسنة ولزالت من قلوبنا ملكات سيئة، ولكن القضية الرئيسة هي «إزهار الفطرة» لا الأخلاق.
فإذا شاهدتم أنّ الحديث عن الأخلاق والمسائل الأخلاقية بمعناه الخاص لا يلقى استقبالا وافرا من قبل الشباب بالرغم من كثرة الشعارات التي تهتف باسمه، قد يكون السبب هو أن هذا الحديث لا يحظى بالأولوية بشكل عام. فكم قد أكد القرآن وأهل البيت(ع) على الملكات الأخلاقية؟! نعم هناك تأكيد كبير جدا على الإيمان وعلى العامل المعزز والمؤكد له أي العمل الصالح. قد أكدوا على العلم والعقل كما لابد من إدراك مرادهم من العقل بشكل دقيق، حيث ما أرادوه من العقل ليس هو العقل النظري بل هو شيء آخر له ارتباط ما بالعقل النظري وحسب. فإن الله سبحانه هو أعرف العارفين بالإنسان وأبعاد وجوده ولا شك في أن الوصفات التي يصفها الله هي أفضل وأكفأ من أي وصفة أخرى يصفها من سواه.

حاجتنا إلى الفطرة دائمة


أنتم أيها الشّباب الطيّبون الصّالحون الأخيار بحاجة إلى ازدهار الفطرة كذلك ولا تزال هذه الحاجة باقية. فحينما تجلسون في سجّادتكم وتناجون ربّكم، أو تتاح لكم الفرصة لقراءة الصحيفة السجادية فإنكم في واقع الأمر تقومون بكشف فطرتكك وتبحثون فيها وتتصفحون مشاعركم ولا سيما تلك المشاعر الدفينة في أعماق قلبوكم.
اسمحوا لي أن أقرأ لكم مناجاة وما أروعها من مناجاة. وانظروا كم ينتعش الإنسان بسماعها لما تؤدي إليه من إدراك الفطرة. وانظروا كم هي مناجاة فطرية، وكم تحكي عن ازدهار الفطرة في وجود الإنسان. وانظروا كم هي مناجاة ممتعة إذا مرّ بها الإنسان بفطرة مزدهرة. وما أخيب الإنسان إذا قرأها أو سمعها بفطرة محجوبة غير مزدهرة إذ لا يفهم منها شيئا. وكم هي تعين الإنسان على كشف الفطرة! وهي مقطع من مناجاة أمير المؤمنين(ع) حيث كان يناجي ربه ويقول: «إلهي... أنت كما أحبّ فاجعلني كما تحبّ»[الخصال/ج2/ص420].

الأوامر الإلهية تلبية لنزعات الإنسان الفطرية


قال المرحوم آية الله الشيخ شاه آبادي(ره) الذي كان يعبّر عنه الإمام الخميني(ره): «روحي له الفداء» في كتاب رشحات البحار: «الخطوة الأولى لحركة الإنسان التكاملية والاختيارية هي إيقاظ الفطرة. فمتى وعيت الفطرة من سبات غفلتها تقوم بالبحث عن احتياجاتها الباطنية وكمالاتها الحقيقيّة». يعني بعد ما تستيقظ فطرة الإنسان، يقبل على الدين بحافز من نفسه وسوف لا يرى أن الدين قد فرض عليه قهرا.
فإذا ازدهرت فطرة الإنسان يرغب بإطاعة أوامر الله سبحانه، بل يحب أن يستلم أوامر من الله ويمتثلها من دون أن يعرف أسرارها وحكمتها. فإنه يتمتع ويلتذّ أكثر في امتثال الأوامر التي لا يعرف مصالحها وحكمها. فلهذا ترى الأنبياء لم يذكروا حكمة الكثير من الواجبات والمحرمات ليزيدوا من جمال العبودية والطاعة لله.
فترى عباد الله الصالحين الذين يعبدونه بفطرة مزدهرة يلتذون في صلواتهم وعباداتهم ويلتذون بهذا الغموض وعدم الوضوح الذي يحيط بالعبادات والأحكام. فقد وجدوا بهذه العبادة ضالّتهم ولذّتهم. فشتان بين هذا وذاك الذي لا يقتنع بالصلاة إلا بعد أن عرف الحكمة من عدد ركعاتها وكل حذافيرها.
فهذا الإنسان الذي لا يدرك ضرورة تلقّي الأمر من المعبود ولا يلتذّ بامتثال الأمر يصبح ذهنه مثار للشبهات والسؤال والنقنقة. فمثل هذا الإنسان حتى وإن صلّى يمنّ على الله بصلاته إذ يشعر بأنه قام بتكليف عسير جدا. ويشعر بأنه أصبح صاحب فضل على الله بجهده الجهيد هذا.
إن أوامر الله لنا هي تلبية حاجة الإنسان الفطرية إلى أمر الله. إذ العبد بحاجة إلى أمر مولاه ولولاه لما حليت حياته. وهكذا نحن بحاجة إلى العودة إلى الفطرة في كل لحظة. فإن لم يتدفّق الإيمان والعمل الصالح من الفطرة، سيؤول ذلك إلى الامتنان على الله، وسوف يتملّص الإنسان عن الإطاعة في كثير من الأحيان ويعصي الله بين الحين والآخر. فكل هذه المصائب هي من تداعيات عدم ازدهار الفطرة.

يتبع إن شاء الله...


من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان
رد مع اقتباس