|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77449
|
الإنتساب : Feb 2013
|
المشاركات : 320
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الرحيق المختوم
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
حب الحسین وعلاقته بالفطرة 19
بتاريخ : 09-02-2014 الساعة : 12:38 PM
إن مصاحبة الصلحاء لهي فرصة للمشاهدة والتفرّج
إن مصاحبة الصلحاء لهي فرصة للمشاهدة والتفرج. فقد قال الله سبحانه وتعالى: (کُونُواْ مَعَ الصَّادِقِین)(التوبة/119). فقد كان الشيخ بهجة يقول: إن قراءة واستماع أحوال الأولياء والصالحين أفضل وأكثر تأثيرا من الدروس الأخلاقية.
أما من بين جميع الصلحاء في العالم من هو الذي إذا شاهدته ورأيته، تزدهر فطرتك وتشتهي حاله؟ الشهيد هكذا وله مثل هذا الأثر.
ولهذا ترى الشهداء مؤثرين جدا في تربية أناس مثلهم. ومن بين جميع الشهداء يحظى الحسين(ع) بأثر وطعم آخر. أحد هؤلاء الشهداء الذين يحرقون قلب الناظر إليهم ويملؤونه شوقا وتوقا إلى الشهادة هو ذاك الشهيد الذي حمى الحسين(ع) بنفسه وصدره وكان يصدّ السهام ويتلقاها بكل وجوده لئلا تصيب الحسين(ع). فكان الإمام واقفا يتحدث وهو واقف أمام الإمام ليقيه بنفسه. فتلقى السهام إلى أن سقط على الأرض من كثرة السهام التي أصابت به. فسقط وقال: «السلام عليك يا أبا عبد الله». فجاءه الحسين(ع) ووضع رأسه على حجره. فقال للحسين(ع): أوفيت ؟! فقال له الحسين(ع): «نعم أنت أمامي في الجنّة»(اللهوف/ص108).
صلى الله عليك يا أبا عبد الله
إن لم يوقظ الحسين(ع) فطرتك فلا تذهب إلى مكان آخر إذ لا فائدة في ذاك المكان الآخر. قد يتصور البعض أنه حسبهم أن يحضروا في مجالس الحسين(ع) ولا فرق بعد ذلك بين أن يحدث تحول في قلبهم وفطرتهم ووجودهم أو لا يحدث. هل هذا زعم صحيح؟! فهل تعلمون أن هنا آخر المطاف؟! وهنا آخر فرصة لازدهار الفرصة. فهذا الذي لا يتأثر بعمق في محرم وصفر ومجالس الحسين(ع) لابدّ أن يلوم نفسه ويقول لها لقد شاهدت الحسين(ع) في هذه الأجواء، فما لك لا تتحولين؟
إن الحسين(ع) يأخذ بيدنا لمشاهدة أروع الفضائل والمحاسن التي لم يسمح الله بإظهارها وتجسيدها لأحد آخر من أوليائه. فقد كان إبراهيم يودّ أن يضحّي بابنه في سبيل الله، غير أن الله سبحانه لم يعطه هذه الفرصة. ولكنه قد أذن للحسين(ع) أن يقدم له كل شيئ ويجسد أعلى صور القيم والجمال.
ولهذا قال رسول الله(ص): «إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة». فقد جسّد الحسين(ع) أقصى الطريق. فإنك لو ذهبت إلى رسول الله(ص) وقلت له سيدي أنا أقسى الناس قلبا، وهل لي من سبيل إلى التحول وازدهار الفطرة، فلا أظن أنه سيرشدك إلى غير الحسين(ع).
فالله الذي دعاك إلى مشاهدة سجود ذرات العالم وكائناته، ماذا يريك إن أراد أن يدلك على أروع صور السجود؟ سوف يدلك على سجود الحسين في مقتله... فهناك آخر المطاف.
|
|
|
|
|