|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 63250
|
الإنتساب : Dec 2010
|
المشاركات : 6,772
|
بمعدل : 1.29 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عابر سبيل سني
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 04-03-2014 الساعة : 12:06 PM
وبالنسبة للبنان، نستطيع الجزم اليوم في إطار ما استجد من معلومات أمنية وعسكرية بعد ربطها بالمعطيات السياسية القائمة، أنه لا يمكن فهم خطاب الرئيس ‘ميشال سليمان’ الذي طالب فيه حزب الله بعدم التمسك بمعادلات “خشبية” لعرقلة البيان الوزاري للحكومة العتيدة، في إشارة منه لمعادلة “الشعب والجيش والمقاومة” الذهبية، إلا في إطار ما يحضر للمنطقة. خصوصا وأن كل المؤشرات اللبنانية والإقليمية تؤكد أن الرئيس ‘سليمان’ ما كان له أن يضع العصا في عجلة الحكومة لو أنه لم يتلقى ضوءا أخضرا من الرياض، يطالبه بتفجير الحكومة وتعويم الوضع في لبنان إلى حين الوقوف على نتائج الحرب الإسرائيلية القادمة على حزب الله.
هكذا قرر الرئيس ‘سليمان’ إنهاء عهده بالإنقلاب 180 درجة على المقاومة التي أتت به رئيسا، وأقسم في بداية تنصيبه على صون الدستور والمقاومة معا، ليسجل التاريخ أن عهد الرئيس ‘سليمان’ هو أسوء عهد عرفه لبنان، وأن معادلة “قوة لبنان في ضعفه” لا يمكن أن تفهم في إطارها الصحيح إلا من خلال تحليل شخصية هذا العسكري الضعيف والسياسي الفاشل، الذي قبل أن ينحاز لفريق ضد فريق آخر من شعبه، وإختار أن يتموضع في المحور المعادي لمحور الممانعة والمقاومة ضدا في لبنان الكيان والرسالة والمصير.
كما أن الصبي “أحمد الحريري’ ما كان له أن يهاجم حزب الله من إستراليا مبشرا بقرب سقوط النظام السوري، لو أن فريقه لم يسمع من أمراء الرمال أن الرياض ماضية في غيها مع إسرائيل مهما كلف الأمر لإسقاط حزب الله وسوريا معا. مؤكدا أن “مثالنا الاعلى هو رفيق الحريري وليس حزب الله، فمن يجب ان نحذو حذوه هو رفيق الحريري الذي انتهج خيار الاعتدال وليس حزب الله الذي يحمل السلاح وينتهج التطرف”.
غير أن طريق “الإعتدال” التي يتحدث عنها ‘أحمد الحريري’، هي تلك التي حولت الرئيس المغدور رفيق الحريري من سائق طاكسي إلى ميلياردير ورئيس وزراء لبنان، وفق ما ذكر الرئيس ‘شيراك’ في مذكراته. وهذه الطريق لا يعرف المشي فيها إلا من كان إنتهازيا بلا أخلاق، مؤمنا بعقيدة محور الإعتلال الصهيوني لا عقيدة المقاومة الشريفة.
بمعنى، أن كلمة “الإعتدال” أصبحت في قاموس الشرفاء تخفي في مضمونها معاني هابطة ومبتذلة، من قبيل الخيانة، النفاق، الغدر، الكذب، الخسة، الدنائة…إلخ… خاصة وأن سماحة السيد بعد كلمته الإخيرة، لم يترك منطقة رمادية يختبأ فيها الموتورون، فإما أن يكونوا مع المقاومة أو يكونوا مع إسرائيل، ولم تعد الخيانة وجهة نظر كما أرادوا لها أن تكون في الأدبيات السياسية الآذارية.
هذه قد تبدو تفاصيل صغيرة وثانوية تؤثت المشهد العام في المنطقة، لكن دلالتها كاشفة لما تخبأه، وموحية لما تتضمنه، أكثر من التقارير الإستخباراتية. خصوصا إذا وضعت في سياق خطاب سماحة السيد الأخير، بمناسبة ذكرى القادة الشهداء، والذي قال في إحدى فقراته: “العدو لا يخيفنا، ويعرف أن المقاومة جاهزة في كل وقت، وأن قوة المقاومة تتطور، وسورية هي ساحة خبرة وتجربة للمقاومة. لذلك ليس على البنانيين أن يقلقوا، بل إسرائيل هي من يجب أن تقلق، وأي حسابات خاطأة ستدفع ثمنها غاليا، وعلى اللبنانيين أن يتحملوا مسؤولياتهم في هذا الصدد”. والعبارة الأخيرة موجهة لسماسرة السياسة في لبنان.
|
|
|
|
|