|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 63250
|
الإنتساب : Dec 2010
|
المشاركات : 6,772
|
بمعدل : 1.30 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صبر المهدي
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 09-03-2014 الساعة : 10:18 AM
تفجيـر ‘أوكرانيـا’ قـرار إنفعالـي فاشـــل
من عادة الإدارات الأمريكية المتعاقبة أن تتصرف وفق إستراتيجيات “ماكرو سياسية” كبرى، بأهداف محددة، متوسطة وبعيدة المدى، وخطط عملية تنفذ بمرونة على مراحل متتالية وفق خيارات معينة تخضع لطبيعة المكان وظروف الزمان وشروط الإمكان.
وبالتالي، فلا علاقة لما يحدث في أوكرانيا اليوم بالإستدارة الأمريكية التي قررها أوباما سنة 2012 ليبدأ تنفيذها بمحاصرة الصين أولا، مطلع عام 2014.. لأن ما حدث في أوكرانيا هو تصرف غير مدروس من قبل إدارة ‘أوباما’ تم بمنطق الإنتقام من الفشل في سورية، فتقرر وضع الرئيس ‘بوتين’ في الزاوية من خلال إفتعال إنقلاب سياسي في أوكرانيا.
أما بالنسبة لسورية، فمن المبكر القول أن أمريكا سلمت بالهزيمة في هذا البلد ولما تنتهي بعد فصول المؤامرة في مرحلتها الثانية ما بعد إنهيار مفاوضات “جنيف 2″. لأن الإستراتيجية الأمريكية كانت ولا تزال تهدف إلى إقامة “شرق أوسط جديد” لا وجود فيه لقوى مقاومة لإسرائيل أو ممانعة للهيمنة الأمريكية على مقدرات دول المنطقة وقرارها السيادي، وهو ما يخدم الأمن القومي الإسرائيلي بامتياز (الدولة اليهودية النقية)، والأمن القومي الأمريكي بدرجة أقل (البيترول و الدولار).
لذلك، ترى الرئيس ‘أوباما’ يسخر علنا من الذين يقولون أن إيران ومحور المقاومة إنتصروا في سورية، لأنه من وجهة نظره، ما لحق بسورية حتى الآن هو دمار طال الحجر والشجر والبشر، وتفكك على مستوى البنية الإجتماعية، وإنهيار في البنية الإقتصادية، وإنهاك للقوات المسلحة. كما أن إيران خسرت مليارات الدولارات حتى الآن، ولا يزال الصراع في بدايته، حسب ما يفهم من تصريح ‘أوباما’ نفسه الذي قال هذا الأسبوع للإعلام: إن “هذه الحرب ستكون طويلة”.
وسواء تعلق الأمر بحرب المائة عام بين السنة والشيعة التي بشر بها ثعلب السياسة الأمريكية ‘كيسنجر’، وتبث أنها لن تقوم بسبب إرتفاع منسوب الوعي لدى المسلمين بخطورة الإنزلاق إلى أتون الفتنة المذهبية التي تعمل على إشعالها السعودية وإسرائيل بالوكالة.. أو حرب العشر سنوات التي تحدث عنها جنرالات كبار في المؤسسة العسكرية الأمريكية، وهي الأقرب إلى الواقع من حيث التطبيق.. فالثابت اليوم، هو أن الإدارة الأمريكية لها رؤية واضحة لما تريده في سورية ولبنان والمنطقة، لكنها تورطت بقرار إنتقامي في أوكرانيا، وستدفع ثمته من مكانتها وهيبتها بعد حين، لتخسر سورية و أوكرانيا معا.
ما يمكن قوله بالنسبة لما يحصل في سورية اليوم، هو ان الأمر يتعلق بخطة إستراتيجية كبرى، تعتمد الإستنزاف الطويل والإنهاك الممنهج لروسيا وإيران وسورية وحزب الله بالإرهاب، وفي نفس الوقت التخلص من الإرهاب بتحويل سورية ساحة “جهاد” يحج إليها التكفيريون من كل أصقاع الأرض.. وهذا هو معنى ضرب عصفورين بحجر واحد.
هذه خطة جهنمية مدروسة كان قد حذر من خطورتها سماحة السيد في بداية العدوان على سورية، عندما حذر “القاعدة” من مغبة السقوط في الفخ الذي نصب لها في سورية للقضاء عليها وتدمير سورية في نفس الوقت. وهي خطة وإن كانت تستهدف إسقاط سورية ومحاربة الإرهاب، إلا أنها وضعت بشكل مركب لتوريط روسيا وإيران وحزب الله في المستنقع السوري دون أن تضطر الإدارة الأمريكية للتورط عسكريا في المنطقة، ولعله لهذا السبب يسخر اليوم الرئيس ‘أوباما’ من التصريحات التي تقول أن محور المقاومة ينتصر في سورية.
أما من جهة محور المقاومة، فالأمر يختلف، لأن ما يفعله هذا المحور حتى الآن هو الدفاع عن وجوده ومصيره في وجه الهجمة الإرهابية الكونية التي تشن عليه. هذا أمر مشروع ومفهوم، لكن، وباستثناء إيران “الثورة”، لا يبدو أن لهذا المحور حتى الآن إستراتيجية موحدة و واضحة، تهدف أساسا لإفشال إستراتيجية الإدارة الأمريكية وفرض أوراق القوى الصاعدة الجديدة في المنطقة والعالم.
وقد يكون سبب عدم وضوح رؤيا المواجهة الإستراتيجية الكبرى مع أمريكا وأدواتها في المنطقة بالنسبة لمحور المقاومة يعود للعامل الروسي تحديدا. نظرا لإختلاف المنطلقات والأهداف. ذلك أنه في الوقت الذي تسعى فيه روسيا إلى تكريس دورها كشريك وازن وفاعل للإدارة الأمريكية في شؤون العالم لإدارة الخلافات والصراعات وتقاسم النفوذ، تسعى إيران من جهتها إلى إقامة نموذج ثوري إسلامي وعربي بديل، يعتبر معركته مع إسرائيل هي “أم المعارك” لإرتباطها بوجود الأمة ومصيرها..
ما يوحي بأن العالم ذاهب إلى صراع حول تعددية في الأقطاب قد لا تخرج إلا من رماد حرب طاحنة تولد من رحم الحرب الباردة التي بدأت اليوم بين روسيا وأمريكا في أوكرانيا، وقد تتطور إلى حروب بالوكالة في أكثر من بلد ومنطقة، وفي حال عدم تنازل أمريكا عن إستكبارها وعنجهيتها، وربما بسبب اللوبي الصهيوني اليهودي والمسيحي والعربي وما يخطط له من فساد في الأرض وإفساد للخلق، قد يذهب العالم لا قدر الله إلى حرب عالمية ثالثة.
وهنا قد تصدق نبوؤة ‘ألفريد آنشتيان’ الذي قال فيها: “أنا لا أعلم ما هي الأسلحة التي ستستعمل في الحرب العالمية الثالثة، لكن ما أنا متؤكد منه، هو أن الحرب العالمية الرابعة ستكون بين البشر بالعصي والحجر”.
يتبع
|
|
|
|
|