|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 63250
|
الإنتساب : Dec 2010
|
المشاركات : 6,772
|
بمعدل : 1.30 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صبر المهدي
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 09-03-2014 الساعة : 10:19 AM
الخوف يدفع المتآمر للتحالف مع الشيطان
ولعل هذه المعطيات الجديدة التي برزت كمؤشرات لتحولات جيوسياسية كبرى قادمة، هي التي جعلت المنطقة تدخل اليوم في لعبة التحالفات الإنتهازية بما فيها المشبوهة مع الكيان الصهيوني (السعودية، مصر، الأردن، الإمارات، البحرين، قطر). ويجري العمل اليوم على قدم وساق لإقامة تحالف سني كبير يضم السعودية ومصر وباكستان (وإسرائيل رابعهم في الظل)، ضد تحالف إيران، العراق، سورية، وحزب الله، ناهيك عن الحوثيين وغيرهم من الموالين لإقامة مشروع إسلامي – عربي مقاوم في المنطقة، لإنهاء الوجود الصهيوني، والإرهاب الوهابي، وطرد القوات الأمريكية والأطلسية من المنطقة. وهذا مشروع تحرير كبير وطويل عريض من النوع “الماكرو إستراتيجي”.. لكن يبدو أن إيران جادة في الذهاب بعيدا في سبيل إقامته، مهما كانت العوائق والصعاب.
وهذا لا علاقة له بالإديولوجيا الشيعية أو السنية، بل بالمبادىء والثوابت والأسس الدينية والأخلاقية التي تقوم عليها عقيدة الأمة العربية والإسلامية بكل مكوناتها الإثنية، ومعتقداتها الدينية، ومذاهبها الفلسفية، ومشاربها الفكرية.
وإذا كانت سورية حيث يدور الصراع الروسي – الأمريكي على النفوذ، والصراع الإقليمي الإيراني – السعودي على المصير والوجود، تعتبر حليفة قوية لروسية وإيران وحزب الله، فإن إيران لا تعتبر روسيا حليف موثوق به، بسبب تراجع موسكو بضغوط غربية وإسرائيلية قبل سنوات، عن تسليم منظومة “إس 300″ التي إشترتها منها إيران ودفعت ثمنها مسبقا. كما أن عدم تسليم نفس المنظومة لسورية حتى الآن بالرغم من تفعيل العقد المتعلق بها منذ سنة تقريبا، يؤكد أن حسابات روسيا السياسية هي غير حسابات محور المقاومة المبدئية.
لكن هذا لا يعني أن روسيا لا تساعد هذا المحور بما يخدم مصالحها بكل ما تراه مناسبا في السياسة، وملائما في موازين الصراع الدائر في المنطقة لناحية السلاح والتكنولوجية الأمنية والعسكرية، مع مراعات الخطوط الحمر القديمة لعدم الإخلال بالتوازن العسكري بين إسرائيل والدول العربية المجاورة بمن فيها سورية.
وبهذا المعنى، الصراع الروسي هذه المرة هو صراع براغماتي من أجل المصلحة القومية الروسية ولا علاقة له بالإديولوجيا كما كان الأمر زمن الإتحاد السوفياتي السابق الذي كان يحارب من أجل سيادة “الشيوعية” بديلا عن “الرأسمالية” الظالمة، التي تحولت اليوم في ظل نظام القطب الواحد إلى ليبرالية متوحشة، قاتلة ومفترسة، بسبب إنعدام “التدافع” بالمفهوم القرآني لإعادة التوازن وتحقيق العدالة في العالم. والتدافع هنا هو عين المقاومة، التي تعني مقاومة الظلم والإحتلال والإعتداء والإستكبار والطغيان الخارجي، والعمالة التي هي أساس الفساد والإستبداد الداخلي.
وبهذا المعنى أيضا، تكون المقاومة، وكما قررت المشيئة الإلهية منذ الأزل وإلى الأبد، هي الجهة التي إختارها الله لتكون من ضمن مكونات حزبه (حزب الله)، ينفذ بها إرادته في الخلق، ومشيئته في صيرورة التاريخ التي تقوم على حفظ التوازن، وكلما إختل إلا وفعّل الله معادلة “التدافع” بين الناس لتصحيح الأمور والعودة مجددا إلى طريق الحق ومنهج العدل.. لهذا السبب لا حاجة للمقاومة لشرعية من أحد، ما دامت شرائع السماء وقوانين الأرض وأعراف الناس قد أجمعت على وجوبها عند الضرورة.
يتبع
|
|
|
|
|