|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 63250
|
الإنتساب : Dec 2010
|
المشاركات : 6,772
|
بمعدل : 1.30 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صبر المهدي
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 09-03-2014 الساعة : 11:25 AM
طريـق السـلام يمـر عبـر الحـرب علـى إسرائيـل
لكن، ولأن الحرب على الإرهاب وحدها لا تجعل من محور المقاومة منتصرا على أمريكا، لذلك كنا نقول في أكثر من مقال أن لا حل سوى باستهداف العدو الحقيقي الذي هو منبع كل الحروب والشرور في المنطقة والعالم، ونقصد بذلك “إسرائيل”. لأن الحرب على هذا الكيان الهجين من مدخل المقاومة في الجولان ولبنان، من شأنها قلب المعادلات وتغيير الخرائط والحدود الوهمية القائمة في المنطقة.
ففي سورية، لا تعتقد الإدارة الأمريكية أنها فشلت، وأن روسيا وإيران وسورية وحزب الله انتصروا، بل يؤكد الرئيس ‘باراك أوباما’ أن محور المقاومة يخسر في سورية. وسبب هذا الإعتقاد يعود لطبيعة الإستراتيجية التي تنفذها الإدارة الأمريكية في سورية، والتي هي من نوع الـ”الماكرو سياسي” الذي قد يتطلب تنفيذه عشر سنوات كحد أقصى قبل إنهيار العدو من الداخل، بفضل ما تتيحه “الحرب الناعمة” من إمكانات وأدوات تغني أمريكا عن التدخل العسكري المباشر..
وحيث أن الأمر كذلك، فكيف سيقبل محور المقاومة بالتعامل مع هذه الإستراتيجية الأمريكية الطويلة النفس من منطلق الدفاع بدل الهجوم الذي وحده من شأنه ردع أمريكا عن مغامراتها وثنيها عن الإستمرار في مخططاتها التخريبية. هذه الخلاصة سبق وأن أشار لها سماحة السيد ذات خطاب بقوله، أنه ما دامت السعودية وإسرائيل تعيشان بأمن وسلام ورخاء، فما الذي سيدفع أمريكا لإيقاف الحرب على سورية؟.. وهذا هو السؤال الصحصح المنتج الذي طرحه سماحة سيد المقاومة، وأوحى ضمنا أن هذا الوضع لن يدوم طويلا إذا استمر الإرهاب يتوافد على سورية دون إنقطاع.
أما أوكرانيا، فتلك قصة أخرى لها علاقة بخدعة جر روسيا إلى إرتكاب خطأ التدخل العسكري ليتم محاصرتها سياسيا وإعلاميا وأمنيا وعسكريا وإقتصاديا، إلى أن تنهار من الداخل بفعل التدمر الشعبي المفجر لثورات “الشعب يريد…” على الطريقة الصهيوأمريكية.
لكن الأخطر، هو ما كشفته تقارير إستخباراتية غربية، حيث ذكرت أن خطة ‘أوباما’ تقضي بتوريط الدب الروسي عسكريا في أكرانيا، ما سيعطي لأمريكا والحلف الأطلسي المبرر للتدخل عسكريا في سورية، بحجة أن روسيا لم تحترم القانون الدولي في أوكرانيا، وبالتالي، لا يحق لها المطالبة بتطبيقه في سورية.
هذا هو لب الحكاية وجوهر اللعبة.. لكن ‘بوتين’ الذكي ةالحكيم، فهم اللعبة، فلم يتدخل عسكريا إلا لحماية أسطوله في البحر الأسود بـ 16 ألف جندي، فيما ترك للأكرانيين الروس وخصوصا منطقة القرم، حرية تقرير مصيرهم بالإنضمام إلى روسيا أو البقاء في أوكرانيا.. هذه المعادلة أربكت حسابات أمريكا وأصابتها بالجنون، فبدأت تصعد في لهجتها وتلوح بعقوبات سياسية ودبلوماسية وإقتصادية ضد روسية، فجاء الرد هذه المرة من الصين، برسالة مفادها، أن أي إجراء تتخذه الإدارة الأمريكية وحلفائها بمعاقبة روسيا إقتصاديا سيتبعه إجراء صيني وروسي حازم.
هذا الكلام معناه، أن طرح الصين لسندات دين الخزينة الأمريكية بقيمة تريليون دولار وروسيا لسندات بقيمة 300 مليار دولار، وطرح كل إحتياطيات الدولار الموجود بأبناك الصين وروسيا ودول ‘البريكس’ سيصيب البورصات الأمريكية والأوروبية، بل والعالمية بالسكتة القلبية، وستصبح القيمة الإسمية للدولار لا تساوي الورق الذي طبع عليه، فتنفجر إضطرابات في أمريكا وأوروبا ومجموع دول العالم المرتبطة إقتصاديا بالدولار الأمريكي الذي لا يوجد ما يدعم قيمته بالذهب غير حركة الأسواق في الإقتصاد الرأسمالي الهش.
لكن الأخطر، هو أن تقرر روسيا قطع ضخ الغاز لأوروبا فتنهار الصناعة، ويجتاح البرد مفاصل المواطنين، ويحل الظلام بلياليهم المكسوة بالثلوج، وتصل البطالة مستويات غير مسبوقة فتعم الفوضى ومظاهر الخراب. أما روسيا فلا خوف على غازها ونفطها، لأن تفعيل بند الأولوية لتسويق منتجات الدول الأعضاء، سيمكن روسيا من تسويق كامل إنتاجها بإرتياح، ما سيؤثر حتما على نفط السعودية، التي لن تستطيع تصدير إنتاجها للصين بعد ذلك.
أما الضربة القاضية فستكون بسحب الإستثمارات الروسية من فرنسا وبريطانيا والمانيا، حيث تشكل 60% من مجموع الإستثمارات الأجنبية بهذه البلدان، ولا نتحدث هنا عن الإستثمارات الصينية، لينتهي كل شيىء، وتعود شعوب الإتحاد الأوروبي إلى عصر حروب القبائل.
لهذا، الرئيس ‘بوتين’ هو من سيكسب، بدليل أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أعلنوا أنهم لا يفضلون الذهاب بعيدا في مواجهة روسيا، نظرا لتبعات مثل هذه السياسات الكارثية على إقتصاد أوروبا ووحدتها وتماسكها، لتجد أمريكا نفسها وحيدة في مواجهة دب روسي جريح، يربص بها في صمت، لينقض عليها بلا رحمة عند أول خطأ تقع فيه.
ومن يعتقد أن القيصر ‘بوتين’ سيبلع الإهانة هذه المرة ولن يرد فهو واهم، فـ ‘بوتين’ يخوض اليوم حرب الزعامة وحرب رد الإعتبار للقومية الروسية، وهو مستعد لكل شيىء لتحقيق هدفه بإعلان روسيا الإتحادية قوة دولية عظمى لها مكانتها وكلمتها وهيبتها ومصالحها التي يجب أن تحترم.
وفي هذا، قد يكون الرئيس ‘أوباما’ تورط في لعبة أصبحت تتجاوزه وتتجاوز قدرات الولايات المتحدة العسكرية والمالية على المواجهة، كما أن حب الإنتقام والإصرار على التمادي في إحراج الدب الروسي لإختبار صبره وتصيد أخطائه، ليست سياسة منتجة، لأنها قد تأتي بنتائج عكسية غير متوقعة.
وعلى ضوء ما حصل، ومن غير المستبعد أن يكون أول الغيث حرب على إسرائيل التي توازي بالنسبة لأمريكا، أوكرانيا بالنسبة لروسيا، خاصة وأن المخابرات الصهيونية هي من خططت للإنقلاب في ‘كييف’ وأشعلت نار الفوضى في الفناء الروسي الحساس، وقبل ذلك أشعلت الحرب في سورية لتقطع الطريق على روسية حتى لا يصل نفوذها إلى المياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط، الذي قد يتحول إلى بحر أحمر بلون الدماء التي قد تسيل في حال إنفجرت حرب إقليمية تعقبها أخرى عالمية مدمرة، يضطر من ينجو منها إلى توفير العصي والحجر إستعدادا للحرب العالمية الرابعة.
|
|
|
|
|