|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 67974
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 2,555
|
بمعدل : 0.52 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبدالله الجزائري
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 27-04-2014 الساعة : 08:08 PM
عزيزي الجزائري ،،
أشكرك كثيراً على نصيحتكم الغالية بضرورة التزود بالمعارف التي ذكرتموها فلسنا على قمة هرم الكمال المعرفي و لكم نحن بحاجة للمزيد من المعرفة ،،
أن ما تسميه ( المشروع السياسي و الإسلامي ) قد يكون إشكالية لغيركم لا لكم لربما لكونه من بنات أفكاركم إذ لم يشارككم فيه أحد على على مستوى العمل و لا على مستوى التنظير ،، فما هو موجود على الساحة الإسلامية من مشروع هو المشروع الإسلامي الذي بدأ ببدء الرسالة الإسلامية و تغور جذوره بعيداً إلى بدء الحركة البشرية في عالم الخلق عندما قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة مروراً برسالات السماء التي جعلت من داوود خليفة في الأرض بأمر من ربه سبحانه ( فاحكم ) كما جعلت الغاية من نزول الكتاب المبين على أنبيائه ( ليحكم ) ..
و فارق كبير في مصطلح ( المشروع السياسي و الإسلامي ) الذي تبتكرونه هنا و بين ما هو مطروح منذ صدر الرسالة الإسلامية المباركة ( المشروع الإسلامي الكبير ) حيث تقدمون العمل السياسي كشخصية ند و مقارنة مع الإسلامي بإعتبار حرف العطف الذي يفصل بين الكلمتين ،، بينما يقدم الإسلام سياسته ( كصفة و أداة من أدواته لا تنفصل عنه و لا يمكن سلخها عنه بأي حال ) ،، أو على الأقل لا يمكن القبول بنزعها عن الإسلام ،، و هذا جوهر الخلاف بيننا و بين متآمري السقيفة . فلم ينتزع السقيفيون الحق الإلهي من أمير المؤمنين في الإمامة و الولاية الكلية على كل الموجودات بل انتزعوا حقه في سياسة الأمة و قيادتها ..
أشكركم على ذلك السرد التأريخي في نشأة السياسة فكل ما تطرحونه هنا لا شك و أنه يثري المعرفة لكن لا أتصور أن الموضوع الحالي بحاجة إلى تلك اللمحة التأريخية فأنا لم انتزع من السياسة إفلاطونيتها و لا شيشرونيتها و ألصقها بالإسلام ،، و أنما بينت لجنابكم الكريم أن المشروع الإسلامي له سياسته ،، كما كان للديانات السماوية سياساتها ( كان بنو إسرائيل تسوسهم أنبياؤهم ، معنىً في حديث شريف ) ، كما كان للرومان و الإغريق سياستهم ،، و كون السياسة كعلم سبق ظهور الإسلام فهذا ليس موضع إشكال بيننا ، إن محور نقاشنا يدور حول أمر واقع هو دعوتكم أصحاب ما تسمونه ( المشروع السياسي و الإسلامي ) للعمل و أصحاب هذا المصطلح غير موجودين بيننا و لم يظهر منهم أحد على الساحة السياسية في العراق و المنطقة اليوم و لا من قبل بل لدينا المشروع الإسلامي الكبير الذي فجر ثورته الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه و يقوده اليوم السيد القائد الخامنائي و من أقطابه السيد حسن نصر الله و هو مشروع متكامل بأبعاده السياسية و الإجتماعية و الثقافية و الإقتصادية
أخي الفاضل ،، إستنادكم إلى مصطلحات تنتسب للإسلامية ( كالعمل الإسلامي ، الجمهورية الإسلامية ، الإقتصاد الإسلامي ) لم تعضد على الإطلاق من قوة طرحكم ،، على إعتبار أن المنسوب جزء من المنسوب إليه ،، فأنت عبد الله كحالة تفصيلية تحتاج إلى بطاقة تعريف أشمل و أكثر كمالاً و هي إنتمائك إلى عائلة الجزائري ،، كذلك لما تقول الإقتصاد الإسلامي فهي للتخصيص و التمييز و بيان عودة الفرع إلى أصل ،، و لاحظ أنك عندما تقول إقتصاد إسلامي فهذا لا يعني سياسة إسلامية أو ثقافة إسلامية فتلك تفاصيل أخرى تتفرع عن المشروع الإسلامي الذي يكتنف كل تلك الجزئيات .. و هذا ما نقصده بقيادة المشروع الإسلامي للأمة فهو وحده القادر على وضع سياسة حكم و اقتصاد وثقافة تحمل سمته و صفته المائزة ،، أما أن نطرح مشروعاً سياسية و نلصق به صفة الإسلاموية فهذا شأن آخر لا يعنيه موضوعنا إطلاقاً .
يمكنك أن تتابع مقطعاً فيديوياً للمرجع الشيخ إسحق الفياض يصف فيه المرجع السياسي بأنه لا قيمة له ،، و يعرج على أن الإسلام له سياسته التي لا تتغير بتغير الظروف و لا تعرف الكذب و الخداع ،، فالرجل و هو من أكبر مراجع النجف الأشرف يقر بأن للإسلام سياسته الخاصة به المائزة عن غيره ،، رغم أن سماحته لم يكن منصفاً إطلاقاً في وصف المرجع السياسي بأنه لا قيمة له.
و لعل في ما هو مأثور عن السيد الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه في كتاب ( الإسلام يقود الحياة ) المعنى الأكثر كمالاً في موضوع نقاشنا هنا ،، حيث يجعل من الإسلام هو القائد و المُكتنف و المهيمن على كل أمور الحياة من سياسة و إقتصاد و إجتماع و غير ذلك ،، لذا فإن وضع المشروع السياسي في حالة ندية أو إستقلالية شخصية عن الإسلام يكون من الغرائب الغير مقبولة إطلاقاً في مفاهيم قادة المشروع الإسلامي .
أما كون المقارنة بين الثورة الإسلامية و حزب الله لا تحل إشكاليتنا !!! فمن قال لك بأنها إشكالية بالنسبة إلينا ،، الثورة الإسلامية و منذ قيامها لم تتقيد بحدود جغرافية بقدر تعلق الأمر بالظروف المؤاتية لنفوذها في المجتمعات و من المؤلم حقاً أن تستفيد حركات سنية كحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية من بركات الثورة الإسلامية و نهجها في حين ينكفئ شيعة العراق بين معادٍ لها مقاتل لرجالاتها تحت راية خلاصة طواغيت العصور و بين محايد لا تعنيه مناهجها من قريب و لا بعيد و بين قلة قليلة أخذت على عاتقها السير في طريقها ،،
و من الغريب حقاً أن تطرح شخصكم الكريم نصائح الإستفادة من قراءات التأريخ و علوم السياسة بمراحل تطورها ثم عندما تقف على الحديث عن الثورة الإسلامية التي اليوم و في هذا الظرف القاسي بالذات خصوصاً بعد الأزمة السورية و وصول العدوان الأموي على مشارف كربلاء المقدسة و الكاظمية المقدسة تقول ما نصه ( بل عليكم انتم التكامل معهم في مشروعهم او توسيعه ليشمل العراق ) .. نحن لم نترك دورنا في التكامل مع المشروع الإسلامي الكبير منذ عهد الطاغية المجرم مروراً بمقاومة الإحتلال الأميركي و الوقوف بوجه الهجمة التكفيرية الوهابية إلى يومنا هذا ،، لكن ،
لماذا علينا نحن فقط ؟؟!! أليس الآخرون معنيين أيضاً ،، و ما هو دور باقي أبناء التشيع في العراق ،، هل ما هو موجود من بدائل في الساحة الدينية في العراق يغنيهم عن ذلك المشروع الإسلامي ،، أم تراهم ينتظرون من غيرهم قساوة العمل ليشاركوهم حلاوة النتائج ..
و ليتك أخي الحبيب تتركنا من كثرة نصائح القراءة لمعرفة الأسرار لتتفضل علينا بكشف تلك الإسرار لعلك تغدق علينا بما من شأنه أن يطرح الحل البديل الذي يحفظ دماء الشيعة و أعراضهم ،، فنحن اليوم أحوج إلى الحلول الواقعية العملية فلعل الوقت لا يسعفنا بالمزيد من ترف المطالعات.
تقبل جزيل شكري لكثرة النصائح بالمطالعة و القراءة و المعرفة و تقبل تقديري لسعة صدركم
|
التعديل الأخير تم بواسطة الرجل الحر ; 27-04-2014 الساعة 09:15 PM.
|
|
|
|
|