|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77449
|
الإنتساب : Feb 2013
|
المشاركات : 320
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الرحيق المختوم
المنتدى :
المنتدى العام
ستعراض تحليلي لتاريخ الإسلام 11
بتاريخ : 10-05-2014 الساعة : 07:24 PM
إن أهم سبب في التمرّد على الولاية هو الحسد
وهذه الظاهرة جارية إلى يومنا هذا، حيث إن أهم دوافع التمرّد على الولاية ومعاداتها هو الحسد. أرجو أن تقارنوا بين الأثر النفسي لقبول النظام الديمقراطي وبين الأثر النفسي في قبول نظام ولائي، فانظروا ما الفرق بينهما؟ طبعا يعتقد الكثير من المفكرين وقد اتضحت هذه الحقيقة اليوم أن لا يمكن تحقق النظام الديمقراطي بمعنى سيادة الشعب على نفسه وتحكمه على مصيره بشكل حقيقي. فإن أفضل نماذج الديمقراطية الممكنة التي يستشهدون بها هي الديمقراطية الخبيثة لأمريكا والدول الأوروبية التي بيضت جرائمها وجود فراعنة التاريخ وأمثال نمرود والحجاج وهيتلر. هذه هي نتيجة الديمقراطية على أرض الواقع. ولكن على فرض المحال حتى وإن أمكن تحقّق الديمقراطيّة، تجد أن الأثر النفسي لقبول الديمقراطيّة أسهل وأخفّ على قلب الكثير من الناس من أثر قبول الولاية. فتأملوا في سبب ذلك. وبعبارة أخرى بالرغم من أن الشعب أكثر سيادة وتأثيرا على مصيره في النظام الولائي لماذا تجد الولاية ثقيلة على قلوب البعض ممن ينادون باسم الشعب وحقوق الشعب؟ لماذا يستنكفون عن قبول النظام الولائي مع أنه نظام بلا منافس في إحقاق حقوق الشعب، وقد شاهدوا فشل تجربة الديمقراطية إذ قد أصبحت جميعها آلة في خدمة القوى المستكبرة الفاسدة؟ (يرِیدُونَ أَنْ یَتَحاکَمُوا إِلَى الطَّاغُوت)[النساء/60].
السبب هو أن في النظام الولائي لابدّ للإنسان أن يخضع لأفضلية إنسان آخر عليه من الناحية المعنوية، وهذا ما لا يطيقه من كان في قلبه حسد. فيا ترى هل أن الحسد مرتبط بزمن هابيل وقابيل ولا أثر له اليوم في عالمنا المتحضر؟! فإن لم يكن الحسد صاحب الدور المهمّ في الحروب المستقبليّة والمصيرية في العالم، لماذا نجد طبولها تقرع بهذا النفس؟ لماذا سوف يظهر «السفیانی» فی الشام لمواجهة الإمام الحجة(عج)؟ أفلا يدلّ هذا الاسم على دوافع جيش السفياني، وأنه سوف يحارب الإمام المهدي(عج) بنفس دوافع أبي سفيان في محاربته النبي(ص)؟!
لا شك في أن الدين جاء ليطهر قلوب الناس من الرذائل ولكن هل جميع الرذائل سواء في مدى خطورتها وقبحها؟! عندما نراجع تاريخ البشر، لا نجد لباقي الصفات الرذيلة وزنا بقدر «حسد الأولياء». فهل يعقل أن يكون هذا الموضوع قد أصبح العنصر الرئيس في جميع قصص الأنبياء عن صدفة وبلا أي دليل؟! فكيف ينبغي أن نغفل عن هذه الرذيلة المهمة؟!
لا أريد الآن أن أتعرض إلى أسباب معاداة النبي(ص) ولكن أريد أن أسلط الضوء على هذه النقطة وهي أن الله سبحانه قد بعث رسول الله(ص) في مكان تُشاهَد فيه علة العداء بكل وضوح، فمن أراد دراسة تاريخ الإسلام لابد أن ينظر إلى علة العداء هذه كمحور رئيس.
ينظر البعض إلى تاريخ الإسلام بنظرة غربية أو شرقية
في أيّام الثورة الإسلامية في بلدنا (إيران)، كان البعض يحللون تاريخ الإسلام بنَفَس شيوعي أو اشتراكي، فكانوا يقولون: «كان النبي(ص) من الطبقة المحرومة في المجتمع! فحاربه الإقطاعيّون والرأسماليون، فجاء النبيّ واستنعض العبيد وقضى على الأسياد...». فمثل هذه التحليلات باطلة لا حظ لها من الصواب، وأساسا لم يكن النبيّ من الطبقة المحرومة في المجتمع، فكانت زوج النبي(ص) من أغنى نساء مكة، وكان النبي(ص) نفسه من الطبقات العالية في المجتمع.
فلابدّ أن ننظر إلى التاريخ برؤية صائبة ونحلله بشكل صحيح. فهناك من ينظرون إلى تاريخ الإسلام برؤية غربية أو شرقية ويخرجون بتحليلات خاطئة. وكذلك اليوم وبعد انتهاء شوط الأفكار الشيوعية والاشتراكية تجد كثيرا منهم يرغبون في تفسير تاريخ الإسلام بنفس ليبرالي! ولهذا نصيحتي لكم أيها الإخوة الأعزاء أن راجعوا تاريخ الإسلام بأنفسكم وباستعانة القرآن. فقد أعطى القرآن الأصول الرئيسة والخطوط العريضة في التاريخ ولابدّ أن نقرأ التاريخ على هذا الأساس. إنه عمل واضح جدا وسوف نقرأ التاريخ في الجلسات القادمة على هذا الأساس إن شاء الله، إذ من المهم جدا أن نقرأ التاريخ بشكل صحيح. اللهم أرنا الأشياء كما هي. ولا تجعل حجابا بيننا وبين الحقّ والصواب.
|
|
|
|
|