[عبدالله الجزائري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الى الاخوة والاخوات المشككين بالواقعة وغير العالمين بتفاصيلها

ان توضيح الواضحات من اشكل المشكلات ومن مؤشرات البعد عن الواقع والقصور في المعلومات والمعطيات والحقائق وغياب عن متابعة الحوادث وعدم النزول الى الميادين لتحصيل المعرفة والإحاطة بمجريات وملابسات الاحداث ، فيصدر احكامه التأملية المجانبة للحقيقة الموضوعية من وراء الحجرات والغرفات لا يعلم عن الموضوع إلا اماني وآمالي فيتبعون الظن والاستحسان والظن لا يغني عن الحق شيئا.

وحتى يكون الانسان محصنا من الوقوع في الشبهات والأفكار المضللة والانحراف والانجراف باتجاه الاهداف المغرضة ، عليه السعي في تحصيل العلم والمعرفة من مضانها ومصادرها الصحيحة وعدم الاكتفاء بما ينشر بالإعلام وترديد الاقوال الغير موثوقة والأدلة الغير موثقة ، والتثبت من الصدور وصحته ووثاقة جهة اصداره وشرعيتها ، حتى يكون الحكم مصيبا للواقع .

ويبدوا ان هناك ضرورة للتعرف على الحوزة العلمية كمؤسسة لها نظام مستقل ومحكم ، فمنذ تأسيس الحوزة العلمية في النجف الاشرف دأب العلماء على وضع نظام مستقل لها كمؤسسة دينية لإدارة شؤونها بنفسها وتحقيق الاكتفاء والاستقلال الذاتي في كافة المجالات ، وفيما يخص الجانب الاداري فقد وضعت نظام لإدارة شؤون الافراد من الطلبة الوافدين من مختلف البلدان لتنظيم عملية الهجرة وشكلت لجان وممثلين عن المراجع في النجف ولجان فرعية خارجية في جميع الدول من خلال ممثليه المراجع فيها ، حيث يتم تزكية المتقدم للدراسة في النجف عن طريق اللجنة الخارجية وضمان حسن السيرة والسلوك بالتنسيق مع الجهات المختصة في ذلك البلد ثم ارسال هذه الاوليات والمستمسكات الى الجهات العراقية المختصة من الداخلية ودائرة الاقامة لغرض دراستها ثم تحصيل الموافقة ومنح الاقامة ثم تجديدها بناءا على رأي اللجنة في الحوزة التي تتابع باستمرار انضباط الطلبة في الدراسة او ترحيلهم حتى يتبين الطالب للعلم عن غيره .

لذلك تعتبر الحوزة العلمية من احرص الناس على تطبيق القوانين حتى من الحكومة نفسها ، وكيف لا تكون كذلك وقد افتت بحرمة مخالفة القوانين واعتبرته معصية ، فهل تدعو الناس الى احترام القوانين وتنسى نفسها ؟

لذلك لن تجد من الطلبة من جاء متسللا ولا سرا ولا تهريبا كما هو الحال للعمالة الوافدة والتي يعج بها العراق والتي زاحمت العمالة الوطنية والتي ترتع وتلعب وتعبث وتعمل كيفما تشاء وتعامل باحترام لأنها تابعة الى تجار ومكاتب وشركات ؟ اليس ذلك ازدواجية وانتقائية ؟

سبحان الله .. ألا العجب كل العجب من قولكم لم يثبت لنا من الامر شيئا !!!
ألا يكفي ما صدر عن مكتب السيد السيستاني من استنكار شديد اللهجة مبينا الممارسات التعسفية والمهينة وهذا هو نصه :

( أنّ ما قامت به الأجهزة الأمنية هذا اليوم من إجراءات تعسفية ومهينة وقاسية بحق عدد من الطلبة الباكستانيين في الحوزة العلمية واعتقال العشرات منهم بذريعة تطبيق قوانين إقامة الأجانب في البلد مرفوضة ومدانة جدّاً ، وان السلطات العليا مطالبة بوقف هذه الأعمال والتحقيق مع من قاموا بها واتخاذ الاجراء المناسب بحقهم ).

اليس فيه جواب وبيان للسائلين ؟ ام ان المرجع الاعلى يصدر بيانا من غير بينة او دليل ؟ راجعوا البيان بدقة لتروا ان مخالفة القوانين كانت ذريعة من اجل استهداف الطلبة .

ألا يكفي بيان مفوضية حقوق الانسان كدليل على التعدي والتجاوز السافر والمنافي للمهنية على كرامة وحقوق الانسان . ألا يكفي استنكار مجلس محافظة النجف ومطالبته باستقالة مدير شرطتها ؟ ألا يكفي استنكار منظمات المجتمع والمفكرين والشخصيات لهذا الحادث ؟ بعد كل هؤلاء تشككون ولا تعترفون مالكم كيف تحكمون ؟

سبحان الله اليس في ديننا مبدأ انه لا تزر وازرة وزر اخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ؟ ما ذنب هذه الفئة المستهدفة لتكون ضحية المرحلة الانتخابية والانتقام من رأي الشيخ بشير (كما استنتجت احدى الاخوات الفاضلات ) ؟ هل هذا هو الانصاف الذي تطالبون به ؟

نحن لا نورد موضوعا حتى نتأكد من وقوعه ومعرفة ملابساته ، وليس الغرض منه النيل من جهة سياسية وتأييد اخرى فموقفنا معروف فنحن نقف حيث تقف المرجعية العليا على مسافة واحدة من الجميع فراجعوا مشاركاتنا تتضح لكم حقيقة موقفنا . إلا ان ذلك لا يمنع تشخيص الاخطاء وانتقاد المخطئين ومحاسبتهم والتنبيه على خطورة اعمالهم .

ان كلامكم ينطوي على تبرير خطير وتكريس للمزيد من الحوادث المشابهة وإعطاء ذريعة لعودة الدكتاتورية وسطوة السلطة الحاكمة !!! وبناء على رأيكم هذا فأن المقبور صدام كان على حق في محاربته للحوزة العلمية بذرائعه المختلفة !!!

اما بخصوص المؤتمر الصحفي لوكيل وزارة الداخلية فلم يكن موفقا حيث اتهم الحوزة العلمية بعدم وجود نظام لإدارة شؤون الطلبة الوافدين وإنها حاضنة للمخالفين للقوانين ومتسترة على المجهولين !! وكفى بذلك قدحا بالحوزة وهذا عذر اقبح من فعل . ونسي ان العراق بقضه وقضيضه ما كان ليستقر الامن والنظام فيه منذ سقوط الصنم ، لولا تدخل المرجعية الدينية في حفظ النظام وحرمة التعدي على الممتلكات ومخالفة القوانين ولكن بعض الناس لا يعلمون وإذا علموا لا ينصفون .

ولم تتوقف المرجعية عند حفظ النظام بل دعمت القوى الامنية وأصدرت البيانات بضرورة حصر السلاح بيد الدولة واحترام القوى الامنية والتعاون معها في بسط الامن والقانون . والقوى الامنية كباقي القطاعات تضم الصالح والطالح وهي مأمورة في تنفيذ الاوامر التي توجه اليها ولا تستطيع مخالفتها .

لسنا بصدد ان نروي تفاصيل الواقعة توخيا للستر وعدم اثارة الرأي العام وتأجيج الشارع كما تفضلتم ونصحتم ، ولكن اقترح عليكم ان تبعثوا احدا باستفساراتكم هذه الى المدينة القديمة ولينظر بالواقعة فليأتكم بخبر عنها وليتلطف ولا يشعرن به احدا .

ونحن نرفض سياسة الكيل بمكيالين فبينا يرتع بعض المخالفين للقوانين والداخلين سرا وتسللا وتهريبا الى العراق بصفة العمالة ويعملون في المكاتب والشركات ويمنحون فترات تمديد وخطابات تأكيد قبل الاخذ بيد من حديد ، يعامل اخرون بعنف وقسوة وهم اسلم موقفا قانونيا من غيرهم .

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وهو المستعان