|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 67974
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 2,555
|
بمعدل : 0.51 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
am-jana
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 11-07-2014 الساعة : 05:23 AM
عزيزي الباحث الطائي ،، مجرد ضرب المثل السابق لا يليق بساحة قدس المعصوم صلوات الله عليه ،، يقول الإمام الخميني واصفاً أئمتنا صلوات الله عليهم ( مظهر تجليات أسماء الله الحسنى و صفاته المثلى حتى المستأثر منها ) ،، و تأتي إحدى الزيارات المروية عنهم روحي فداهم لتقول ( ولا فرق بينك و بينهم إلا أنهم عبادك ) و عليه فإنهم لا يُسألون عما يعملون و غيرهم يُسألون ،، و إمامتهم فرض و أصل من أصول الدين لا تملك الأمة المؤمنة أمام فعلهم إلا التسليم و التصديق و الخضوع بينما الإجتهاد و الفقاهة نشاطات بشرية أرضية يقوم بها رجال إعتياديون مؤمنون يدخلون مراحل من الدرس و التعلم للوصول إلى مراتب معينة من العلم لينتقلوا من بعد إلى باب التعليم للغير ،، و لو لاحظت هداك الله أن الخالق سبحانه لم يسمح إطلاقاً للأمة بإختيار المعصوم بل هو فرض عليها واجب ،، فوقف النبي الأكرم ليقول من كنت مولاه فهذا علي مولاه ،، و أن الحق يدور معه حيث دار و بهذا فإن المعصوم صلوات الله عليه يقبل منه كل فعل و قول و له الحكمة المطلقة فيما يفعل ،، أما الفقيه مهما علا شأنه و كبر مقامه فهو خاضع لقاعده مهمة جداً وضحها المعصوم صلوات الله عليه إذ يروى في معنى الحديث ( من تجدونه من الفقهاء ،، صائناً لدينه ،، مخالفاً لهواه ،، متبعاً لأمر مولاه ،، فللعوام أن يقلدوه ) و لو ركزت فكرك بتجرد عن العاطفة الجياشة هنا لتنبهت أن كلمة تجدونه هي فعل آدمي يعطيه المعصوم كحق للمكلف بإستخدام حواسه و معارفه في إحراز من يمتلك تلك الصفات المذكورة للرخصة في التقليد ،، و من هنا فإن استدلالك بموضوع الحكمة و مثال الإمام الصادق المعصوم خليفة الله في أرضه و سمائه الذي لا يُسأل عما يعمل و هم يسألون كان إستدلالاً في غير محله و مقارنة لا تليق إطلاقاً لإختلاف مراتب الوجود ،، حيث لا تخضع إمامة المعصوم و حكمته للإستدلال العقلي و المبتنى الفلسفي و التفكير البشري لتحققها في الخارج بينما أول ما قدم المعصوم الفقيه للناس ألزمه بكلمة من تجدونه و هذه الكلمة هي نشاط عقلي بشري تدل على البحث بين حملة الصفات و تقييم لهم و مقارنة بينهم و إيجاد التفاضلات في أوساطهم ،، لذلك أخي الفاضل تجد أن من غير المقبول البقاء على تقليد فقيه ما فيما لو ثبت تعرضه للخرف أو النسيان ،، و إدراك ذلك يتطلب البحث العقلي و الإستدلالي ،، بل حتى البحث في الأعلمية يعتبر عملية عقلية آدمية . ،، لذلك فإن الحكمة المبنية على علوم الغيب تكتسب قدسية و حرمة فيما لو كانت تتعلق بخصوصيات المعصوم ،، أما أفعال غير المعصوم و حكمتهم فتخضع للبحث العقلي و الإستدلالي .. و لأن الفقهاء يا عزيزي هم الأقرب إلى الصواب كما تتفضل و ليسوا الصواب مئة في المئة فمن حقنا أن نبحث عن الأقرب من غيره في معالجة شلالات الدم الشيعي التي لم تتوقف منذ دهر ،، من حقنا أن نحرك عقولنا و نقارن و نستدل (فالعقل هو ما كسب به الجنان و عبد به الرحمن) على حد ما روي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه ،، عموماً من حق البعض أن يحول عقله إلى إسفنجة تمتص كل ما تلقى من سوائل ،، فيتقبل كل ما في طريقه من أفكار تحت مسميات الحكمة و القداسة ووو ،، و من حق البعض الآخر أن يستخدم عقله فيبحث كما أوصى المعصوم صلوات الله عليه بحسب رواية ( فأما من تجدونه من الفقهاء ... ) ،، في الختام ،، يمكنك أن تطلع أكثر على مقامات المعصومين صلوات الله عليهم و بعض الحقائق الكبرى عن وجوداتهم المقدسة بنفسي و أبي و أمي هم ،، في كتاب ( مصباح الهداية إلى الخلافة و الولاية ) للإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه و لا اتصور أنك بعد قراءته و محاولة فهمه تُقْدم على هكذا مقارنة حتى و لو ذيلتها بعبارة ( مع الفارق ) ،، تحياتي لك
|
|
|
|
|