[الباحث الطائي]

- اسباب معركة قرقيسيا-

[align=justify][/align]

ما وصل الينا من اخبار عن سبب المعركة كما يصنفها بعض الباحثي او الدارسين وكذالك ما يتناقله بعض الناس في كتاباتهم عند تناول معركة قرقيسيا ومحاولة ربطه بجبل الذهب والفضة هو ما يلي نموذجين منها ونضع الباقي في اخر هذا المبحث :

مخطوطة ابن حماد ص92 عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ( ينحسر الفرات عن جبل من ذهب وفضة ، فيقتل عليه من كل تسعة سبعة . فإن أدركتموه فلا تقربوه) .

وفيها أيضاً: ( الفتنة الرابعة ثمانية عشر عاماً ، ثم تنجلي حين تنجلي وقد انحسر الفرات عن جبل من ذهب ، تنكب عليه الأمة فيقتل من كل تسعة سبعة) .

اقول: الروايتين اعلاه فيهما نقطتين
1- انها عامية وليس مما ورد عن طريق ال البيت ع. ولعل حتى سندها هناك مرسل في بعض طرقها.
2- لا يوجد في الروايتين ما يربط هذا الجبل من الذهب بموقع معركة قرقيسيا او ظهوره المزامن لوقت حصولها.

لذالك اعتبارها سبب في حصول المعركة او داخل فيها ضعيف روائيا ومنطقيا لعدم وجود الرابطة التي تربطه بقرقيسيا. ونقيّمه هنا بانه محتمل ضعيف بحدود الفهم الروائي.

اما اذا اردنا التنزل عن سند الرواية والتعامل مع المتن ، فيبقى المشكلة في علة ربطه بمعركة قرقيسيا ومحلها الجغرافي وتوقيتها الزمني لان رواية جبل الذهب ليس فيها تحديد للموقع الا من جهة نهر الفرات. وكذالك ليس فيها تحديد زماني متى سيكون هذا الامر.

واما اذا تنزلنا عن سند الرواية وعن الاعتراض المنطقي المستظهر منها لربطه بمعركة قرقيسيا جغرافيا وزمانيا ، ودخلنا في الاعتبار المنطقي فقط . لان يكون احد اسباب المعركة بشكل او باخر هو وجود ذالك الذهب الذي سوف ينكشف في تلك الفترة قبيل احداث المعركة فهنا في الحساب المنطقي يكون احتمال ممكن ووارد ، ولعله يمكن ان يكون كما ظاهر الرواية جبل ذهب وفضة او يكون تعبير رمزي لثروة مادية مهمة كالنفط ، لذالك كان هذا السبب في تفحص المناطق النفطية في هذه المنطقة ضمن طرحنا هذا من اجل بحث امكانية دخولها في التعليل المنطقي المحتمل لاسباب المعركة ولو من احد الجهات التعليلية للامر. وطبعا الثروة النفطية او مناجم الذهب هي مهمة في طمع اصحاب الغزوات والاحتلال الذي يكون بين البلدان وامكانية تصوره في ظل احداث ذالك الوقت ليس مستغرب وخاصة لما نعلم من انهيار النظام العالمي وشدة فتك الحروب وكثرة القتل ، وكذالك ما نعلمه من بعض اطراف المعركة كالترك وسابق عهدهم في التاريخ الحديث نسبيا حيث امتدت الدولة العثمانية سابقا الى دول ومسافة بعيدة في هذه المنطقة ولربما تعود الفكرة لضم اراضي مع حسابات استراتيجية سياسية وعسكرية اخرى سوف تتبين لاحقا من ضروف المعركة والاحداث المرافقة لها.

وعليه نستطيع ان نلخص ذالك كله ان الاسباب الاقتصادية المتمثلة بامكانية وجود مورد مادي مهم في منطقة موقع قرقيسيا واعتبارها داخلة في احد الاسباب هي ضعيفة الاحتمال روائيا وممكنة كاحتمال منطقيا .

*****

اما ما يمكن من تصور وجود سبب اخر يمكن افتراضه او استظهاره او استنتاجه بالعموم بخصوص اسباب معركة قرقيسيا.
فهو محاولة ثانية لفهم الروايات ذات العلاقة ودراستها من الحيثية الاستراتيجية لحركة راية السفياني مع بقية القوى في منطقة المعركة . وهذ سيكون المبحث التالي

*******

الاحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة واوجزها بما يلي :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يوشك الفرات ان ينحسر عن كنز من ذهب فمن حضرة فلا يأخذ منه شياً ) رواه البخاري ( 7119 ) وفي رواية مسلم ( يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل عليه الناس فيقتل من كل مائة تسع وتسعون ) .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يُحْسَر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ، فيقول كل رجل منهم : لعلي أكون أنا أنجو } رواه الشيخين.
و في رواية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً} . رواه الشيخين ورواه أيضاً أبو داود والترمذي .
وعن أبيّ بن كعب قال : لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا ؟ قلت : أجل ، قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يوشك الفرات أن ينحسر عن جبل من ذهب ، فإذا سمع به الناس ساروا إليه ، فيقول من عنده : لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله ، قال : فيقتتلون عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون } رواه مسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تذهب الدنيا حتى ينجلي فراتكم عن جزيرة من ذهب ، فيقتتلون عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون }. رواه حنبل بن إسحاق في كتابه الفتن بسند صحيح .

عن أبي هريرة قال: لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل عليه الناس، فيقتل تسعة أعشارهم. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل الناس عليه فيقتل من كل عشرة تسعة (سنن ابن ماجه).

‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال: ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل الناس فيقتل من كل مائة تسعون ‏ ‏أو قال تسعة وتسعون ‏ ‏كلهم يرى أنه ينجو ( مسند أحمد ) .

عن أبي هريرة قال: يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ولا تقوم الساعة إلا نهارا . يحسر الفرات عن جبل من ذهب وفضة ، فيقتل عليه من كل تسعة سبعة، فإن أدركتموه فلا تقربوه. (نعيم بن حماد في الفتن - عن أبي هريرة).
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: - يوشك أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل عليه الناس حتى يقتل من كل عشرة تسعة ويبقى واحد .


والسلام عليكم.