[الباحث الطائي]

بسمه تعالى

اسباب معركة قرقيسيا

الاسباب الاخرى الممكنة لهذه المعركة

كما تبين لنا من سير البحث لحد الان وبحدوده ، فان الدليل الروائي لتعليل سبب الحرب غير متوفر الا لعله اشارات ضعيفة كرواية انحسار الفرات عن جبل الذهب او ما يمكن تاويله.

ولقد ادخلنا الاسباب المادية من الثروات الطبيعية في المنطقة من حيث الدليل المنطقي الممكن.
وفي معرض طرحنا الان نريد دراسة الاسباب الممكنة الاخرى التي نوهنا عنها سابقا وهي :

الاسباب الاستراتيجية العسكرية

ونقول: المعلومات الروائية في احداث تلك الفترة وكما تبين لنا وفصلنا بعضها يظهر منها ان راية السفياني لما تخرج في شهر رجب عام الظهور فان واقع بلاد الشام/ سوريا من الناحية العسكرية والسياسية هو:

1- رايتي الابقع والاصهب في مرحلة متطورة من الصراع ومركز صراعهما وصل الى قرب العاصمة دمشق.
2- هناك تمرد لاكراد تركيا( مارقة الترك) ، ونزول الجيش التركي للجزيرة ووصوله حتى منطقة البصيرة(قرقيسيا) .
3- ويظهر من نفس اطراف معركة قرقيسيا ان " قيس" سكان تلك المنطة والممتدة حتى داخل العراق مع جماعة عوف السلمي قد تكون ما بين متحالفة مع الترك او متمردة عن حكم سوريا وبالعموم هناك تنوع في القوى المتصارعة ومصالحها واهدافها.

هذه الاوضاع كلها في وسط احاث عالمية خطيرة الى اقصى درجاتها.
وفي ظل هذه الاحداث تخرج راية السفياني في رجب من منطقة الوادي اليابس قرب الاردن والتي نعتقد بانها مدعومة من اليهود والغرب. ولها من يواليها وينصرها في الداخل من بني كلب اخوال السفياني وغيرهم.
ويمكن تفسير اهدافها اول الامر بانها يراد منها حسم الامور عسكريا في بلاد الشام/ سوريا واخضاعها تحت سيطرة السفياني.
وبالتاكيد وكما يظهر من واقع القتال هناك بان كل الاطراف في الساحة تقريبا هم عدو للسفياني ، لذالك نجد السفياني اول ما يبدا به بالقتال مع راية الابقع فيقتله واتباعه ومن ثم تقول الرواية ويقتل الاصهب الذي هو نعتقده حاكم بلاد الشام/ سوريا ، ولكن لم تذكر الرواية بان السفياني يقتل اتباعه !!! كما في حالة الاصهب.
الى هنا وقبل ان نستكمل ، فانه يظهر منطقيا من هذا التحليل ومعرض الاحداث ان السبب الاستراتيجي العسكري لفرض السيطرة على الشام هو سبب حقيقي واقعي بلا شك وان كان هناك اسباب اخرى يمكن تصورها.

وعليه فان قتل الاصهب ودخول راية السفياني لدمشق انتصار للسفياني ولكن ليس حسما للصراع ومتطلبات اهدافه لوجود بقية عدد من المدن السورية تحت بقايا اتباع الابقع او اي حركات عسكرية اخرى يمكن تصورها وكذالك ما زال الخطر والتحدي الاكبر هو القوات التركية التي نزلت الى الاراضي السورية واحتلت جزء مهم من الاراضي وما فيها من ثروات نفطية وطبيعية وكما وضحنا ذالك سابقا.

هنا وفي هذه الاثناء من الصراع الشديد ومتغيرات الاحداث يطرأ حدث جوهري في منطقة الظهور ، نريد منه ان نبين اهميته ورد فعل راية السفياني عليه وكيف انه رغم اهميته لا يترك السفياني التوجه الى قرقيسيا ، بل يتوجه اليها ثم يستكمل سيره الاستراتيجي باتجاه هذا الحث. وهذا التصور بالعموم يبين اهمية معركة قرقيسيا بالنسبة للسفياني وبالتالي يجعل ما نحاول بحثه من اسباب المعركة وهو الاسباب الاستراتيجية العسكرية تصعد في اولوياتها المنطقية على سلم الاسباب ، فتامل

الحدث المهم الذي اشرنا اليه هو حادثة الصيحة الجبرائيلية المعلنة لظهور الامام الحجة عليه السلام في 23 شهر رمضان وقد استكمل السفياني في هذا الوقت وحسب تصورنا وبعض الباحثين من دخول دمشق ويتحضر لعله لاستكمال السيطرة على الكور الخمسة. ولكن!!!

تقول الرواية وهي تصف احداث تلك الفترة من حركة السفياني الملعون" فيقتل الابقع ومن معه/ اتباعه ويقتل الاصهب ، ثُمّ لا يكون همه الا التوجه للعراق!!! ويمر جيشه بقرقيسيا."

اذن هنا وبعد الصيحة الجبرائيلية واعلان الظهور ينتبه السفياني ومن ورائه يدعمه من اليهود والذين اشركوا ، اي الصهيو امريكية وكذالك من يحارب معه الى خطر وتحدي كبير مصيري وجودي وهو لم يكمل بعد سيطرته على الكور الخمسة.

فتُظهر لنا الرواية وتكشف حقيقة اهدافه بعد الصيحة وهو نية توجهه للعراق ( اي هدف استراتيجي عسكري وعقائدي طارئ) حيث يمثل منطلق القائد البابلي الذي سوف ينهي حكم اليهود ويفتح القدس وكذالك بطبيعة الحال السفياني وخطه المنحرف والمعادي لخط ال البيت ع واتباعهم. وبالعموم فان حدث الصيحة واعلان الظهور هو سبب كافي لتنبيه كل اعداء الامام الحجة ع بلا ادنى شك.

ولكن هذا الهدف الاستراتيجي والتحدي الكبير الذي يمثله الظهور المقدس ونية السفياني ومن معه ومن ورائه يعترضه التحدي الداخلي في بلاد الشام وهو وجود العدو الاكبر المتمثل بالاحتلال التركي ومن يتحالف او يتعارض معه في تلك المنطقة ( قيس ، وعوف السلمي ) ، لذالك!!!

يتطلب من السفياني قبل التوجه للقضاء على بداية ظهور الامام وقتل ثورته في مهدها ان يكمل سيطرته على الكور ويملكها وهذا يفسر ذهابه لقرقيسيا والحرب هناك في حين انه يمكن له التوجه من دمشق في طريق اسهل واسرع باتجاه العراق/ الكوفة. فتامل

من هذا كله نريد ان نقول وفق تصورنا لحركة راية السفياني في تلك المنطقة وصراعاته ان معركة قرقيسيا
هي في حسابات اهداف راية السفياني تمثل اهمية عسكرية قصوى لبسط سيطرته على الشام وجعلها بيده تحت حاكم موالي لمصالح الصهيو امريكية وكدرع واقي باتجاه اي تحدي / خطر تشكله المنطقة على اليهود ، وكذالك استخدامه كيد ضاربة لكل اعدء اليهود والذين اشركوا ، وفي نفس الوقت هو نفسه السفياني سيكون قطب العداء والخط المعادي لخط ال البيت ع واتباعهم من الناحية العقائدية والعسكرية والسياسية. وهذا نتحصله من دعم ابليس له ولخطه لمّا يصدر صيحته الثانية( الحق في عثمان وشيعته) بعد الصيحة الاولى المعلنة للظهور.

والله اعلم

والسلام عليكم

نكمل لاحقا