|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 78571
|
الإنتساب : Jun 2013
|
المشاركات : 2,162
|
بمعدل : 0.50 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
متيم كربلاء
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 09-08-2014 الساعة : 02:51 AM
بسمه تعالى
احسنت اخي العزيز متيم كربلاء
واسمح لي باضافة لهذا الطرح اللطيف :
ما يتعلق بعبارة( يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب . وهو صاحب القوم )
اقول: ما نعتقد من بعض العبارات التي يدور حولها الشك بالرمزية او الظاهرية وخاصة محل البحث اعلاه
نتعامل معها على مستويين
الاول نفرض ظاهرها المصرح به ونرى هل ممكن الاخذ به بعد الاحاطة بالتفاصيل الاخرى التي تؤيد ولا تعترض.
وهنا على سبيل هذا الفرض سيكون: يقبل من بلاد الروم متنصرا في عنقه الصليب.
ان السفياني سيقبل من بلاد الروم التي كان فيها ، ومتنصرا في عنقه الصليب هو ظاهر انتحاله الديانة المسيحية وما في عنقه متقلدا من صليب هو اشارة لذالك الاعتقاد الذي عليه.
فهل هذا التفسير الظاهري يلائم الفهم وملابسات احداث السفياني التي نعرفها في بقية الروايات.
الجواب: حتى وان كان حقا ، فمن الصعوبة تصور بقائه على هذا الحال ظاهرا لان عمله ودوره يقتضي ان يتمظهر بالمظهر الاسلامي. ولعل روايات اخرى تبين في اشاراتها انه يظهر الزهد والتدين ، بل من عموم الفهم لحركة رايته ان عمله يسير جنبا مع جنب الخط الاسلامي المنحرف في اخر الزمان .
والمحصلة على اساس هذا الفرض الاول ، ان السفياني وان افترضناه ينطبق وظاهر الرواية فانه سوف يتنكر بالمظهر الاسلامي لضرورة ذالك في دوره في منطقة الظهور. وهنا لعل هذا يفتح الباب ليفسر ما قيل عنه انّه لم يرى مكة والمدينة ، حيث انه كان في بلاد الروم وانه معتنق دينهم او حتى تنزلا مندمج وذائب في عالمهم وثقافتهم. ولا علاقة له بالدين الاسلامي ،
فاذا كان معتنق المسيحية فلا يرى مكة والمدينة ، واذا كان منغمس في ثقافة الغرب المسيحي فلا اهمية له في زيارة مكة والمدينة. اي اداء ركن الحج في الاسلام وزيارة قبر الرسول.
وهذا بالعموم ينبه الى ان ذالك المتصنع للزهد والتدين وصاحب لواء الفتح والانقاذ لاحقا اي السفياني والذي يظهر الاسلام لم يحج بيت الله في عمره ولم يرى مكة والمدينة فهو تناقض فيه ودلالة على كذب مظهره.
الثاني: ان تفهم هذه العبارة لا على ظاهرها بل بالمعنى ، اي تؤول.
وسبب ذالك لان قرائن الروايات والاحداث الاخرى بخصوصه نفهم منها انه يمثل الخط الاسلامي المنحرف والممتد من عصر اجداده السفيانيين سابقا وهو اخرهم ، هو خط نفاق ، ولذالك ظاهره اسلامي وباطنه ظلامي .
وعادتا المنافق في الدين لا يعني عنده الدين الا شكلا او حت اسما ، فتراه اذا سنحت له الفرصة انتهك حرمات الدين وعمل بكل المخالفات.
وعليه سيكون السفياني هنا مثال لذالك التاويل اي هو من اصل هذا الخط السفياني التاريخي نسبا وفكرا عقائديا ، كان في الغرب وانغمس فيه كاحدهم لا فرق ظاهرا ولا مانع رادعا . وهو يساعد الغرب في سهولة استعماله لاقصى الدرجات. فاذا تطلب ان يخرج ويبدا دوره في منطقة الظهور ، جاء ذالك حفيد السفيانيين المنحرفين عقائديا من بلاد الروم متنصرا( اي متشبعا بالثقافة النصرانية وكانها دينه لان الدين في احد مضامين فهمه هو ما تعتقد) . وفي عنقه الصليب( مواثيق ارتباطه بالروم ) .
والله اعلم
نرجوا ان تفيد او تزيد هذه في لطيف طرحكم
والسلام عليكم
|
|
|
|
|