|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 78571
|
الإنتساب : Jun 2013
|
المشاركات : 2,162
|
بمعدل : 0.50 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الباحث الطائي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 26-10-2014 الساعة : 02:22 AM
بسمه تعالى وبحمده
انقل ادناه استشكال من احد الاخوة الافاضل والجواب عليه ، للفائدة ولتوسعة الفهم بمشاركة الاخوة هنا ممن يطلع .
ومتعلق السؤال بخصوص قول الامام الرضا ع ( ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره ، فوجدوه قد قُتل ، فهم عند قبره شعثٌ غبْرٌ إلى أن يقوم القائم ، فيكونون من أنصاره ، وشـعارهم يا لثـآرات الـحُـسَـين )
----------------------------------
الاستشكال :
( لنناقش هذا الموضوع عقلا ونقلا ونرى النتائج رغم كوني بعيد عن المصادر حاليا
موضوع نزول الملائكة لا يكون الا بأمر منه سبحانه وهناك ايات من كتابه جلا وعلى تؤكد ذلك
يا ترى هل اخطأ الله حاشاه حينما ارسلهم ووجد الامام ع مقتولا ؟
ام هم نزلوا دون مشورة ووجد الامر كما ذكرت ؟ )
-----------------------------------------
جوابي على الاستشكال :
اقول - التفاته دقيقة لم انتبه اليها ، فأذا كانت من تفحصكم فاحسنت كثيرا ، واذا سمعت بها وذكرتها لنا فاحسنت ايضا ً .
على كل حال ، هناك طريق منطقي علمي لبحثها ( وسوف استفسر عن قضيتها لاحقا من احد الفقهاء الذين اعرف لمزيد دقة وفهم )
وعليه ، اما ان تكون الرواية صحيحة سندا ومتنا ، او غير صحيحة بالاثنان او احدهما .
فاذا كانت صحيحة فكيف يمكن توجيه اعتراض الاخ ضرغام ربيعة حرسه الله والذي يقول فيه بما معناه : ان نزول الملائكه كما نعلم لا يكون الا بامر الله ، فاذا نزلت بامره تعالى في معركة كربلاء فكيف يكون انها وصلت متاخرة عن نصرته ، فهل يعقل ان الله تعالى اخطأ ! ام نزلت الملائكة بدون اذن !
الجواب على هذا الفرض يكون - اولا : نحن نستبعد فرضية نزول الملائكة بدون اذن لما علمناه من اصل الرواية ومنطوقها بان الله اذن لها بالنزول فنزلت .
ولكن وجدت الامام الحسين ع وقد قتل وانتهى الامر ، فهذا ينقلنا للافتراض الاخر والوحيد ، وهو كيف يكون الله تعالى ان يرسل الملائكة لنصرة الامام الحسين ع ولا يتم ذالك النصر لتاخر وصول الملائكة وهذا ظاهرا لا يقبل ولا يجوز على الله تعالى .
وحيث نحن افترضنا في هذا الفرض هو صحت الرواية سندا ومتنا ، وعليه لا بد من نكته / علة يمكن بها تخريج هذا الامر .
واعتقد برايي القاصر هو كالاتي :
ان قضية الامام الحسين ع لم تنتهي ، بل معركة كربلاء انتهت . !!! وقتل الامام الحسين ع . وهذا في الفهم الدقيق فارق كبير*
لاننا نعلم ان قضية الامام الحسين ع مستمرة من يومها الى يوم الظهور المبارك ، بل ونفسه الامام الحسين ع احد ابطال الرجعة واول الراجعين كما تصفه وتذكره الروايات .
وعليه ، ان معركة كربلاء وما جرى من شدة على الامام الحسين ع وأله وصحبه ، استوجبت نزول الملائكة وابلغ الامام الحسين ع من الله تعالى بذالك حسب سابق علمي ورفض الامام الحسين ع ذالك النصر الملائكي ، ( ولا نعلم الحكمة ، والامام الحسين يعلم حكمة الله من استشهاده ع بهذه الطريقة الوحشية ) ، فضجت الملائكة لله بالنزول ، فاذن الله لها بالنزول لنصرته ولكن ليس بالضرورة لنصرته بمعركة كربلاء ( التي اراد الله وقبل وليه وعبده الحسين ان تجري كما جرت ) ، بل لان القضية الحسينية باقية ، فالملائكة التي نزلت لنصرته باقية لتحقيق هذا النصر ولكن ( على يد ومع ) ولي دمه الامام الحجة ع يوم ظهوره ، ولذالك وما يزيد في دعم هذا المحتمل التفسيري هو بقاء الملائكة التي نزلت في الارض تنتظر يوم الظهور لنصرته ، ولم تصعد ، ولو كان هناك شك بانها وصلت متاخرة ، لكان وجب رجوعها الى السماء / الملكوت من حيث اتت حيث انتهت القضية ولا داعي للبقاء .
وبذالك يرفع الاشكال عن علم الله ، وتبقى الملائكة في اهبة الاستعداد لتحقيق نصرتها لقضية الحسين ع ( التي هي قضية الدين الاسللمي المحمدي الخاتم ، وتحقيق يوم الظهور في حياة البشرية ) التي هي اكبر من كربلاء الحادثة الكبرى.
- اما اذا افترضنا ان هناك مشكلة في السند ، فيبقى التفسير السابق محتمل للجواب على فرض صحة المتن في علم الله .
واما اذا افترضنا ان المتن مطعون فيه لاي سبب اخر وانه ينافي ثوابت الدين ولا يمكن الاخذ بتاويل او تفسير اخر ، فهنا لا قيمة حقيقية لهذا الكلام الا ان يداويه تاويل مناسب كالذي ذكرناه او غيره .
والله اعلم .
والسلام عليكم
|
|
|
|
|