|
المستبصرون
|
رقم العضوية : 81625
|
الإنتساب : Sep 2014
|
المشاركات : 50
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عابر سبيل سني
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 01-04-2015 الساعة : 12:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أجوبة مفصلة على أسئلتك أرجو أن تفيدك
الجواب على السؤال الأول
روى الشيخ الكليني في الكافي (8/187) عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال - الحديث طويل في قصة صالح على نبينا واله وعليه السلام، ولكن سأقتطع منها محل الشاهد - : " ... ثم انهم عتوا على الله ومشى بعضهم الى بعض وقالوا: اعقروا هذه الناقة واستريحوا منها لا نرضى أن يكون لنا شرب يوم ولها شرب يوم، ثم قالوا: من الذي يلي قتلها ونجعل له جعلا ما أحب؟ فجاءهم رجل أحمر أشقر أزرق ولد زنا لا يعرف له أب يقال له قدار، شقي من الأشقياء مشؤوم عليهم، فجعلوا له جعلا. فلما توجهت الناقة الى الماء الذي كانت ترده، تركها حتى شربت الماء وأقبلت راجعة فقعد لها في طريقها فضربها بالسيف ضربة فلم تعمل شيئا فضربها ضربة أخرى فقتلها وخرت الى الأرض على جنبها وهرب فصيلها حتى صعد على الجبل فرغا ثلاث مرات الى السماء، وأقبل قوم صالح فلم يبق أحد الى شركه في ضربته واقتسموا لحمها فيما بينهم فلم يبق صغير ولا كبير الا أكل منها ... "
وجاء ذلك كذا في الرواية التي رواها الراوندي في قصص الأنبياء (87-89) عن ابن بابويه عن أبيه عن محمد العطار عن ابن أبان عن ابن أورمة عن علي بن محمد الخياط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " ... فمكثوا بذلك ما شاء الله حتى عتوا ودبروا في قتلها، فبعثوا رجلا أحمر أشقر أزرق لا يعرف له أب ولد الزنا يقال له قدار ليقتلها، فلما توجهت الناقة الى الماء ضربها ضربة ثم ضربها ضربة أخرى فقتلها، وفر فصيلها حتى صعد الى جبل، فلم يبق منهم صغير ولا كبير الا أكل منها ... "
وفي تفسير القمي (2/108) :
" فجاءهم بناقة فعقروها، وكان الذي عقرها أزرق أحمر ولد الزنا "
ويقوي ذلك أيضا ما روى الشريف الرضي في نهج البلاغة (223) عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: " أيها الناس، انما يجمع الناس الرضا والسخط، وانما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا ... "
فيظهر من الروايات السالفة أن الذي تولى عقر الناقة هو رجل واحد يدعى قدار وهو ابن زنا، ثم أقبل باقي القوم فشاركوا في ضرب الناقة وأكلوا منها وكانوا قد اشتركوا في الاتفاق على عقرها ورضوا بقتلها، فعمهم الله بالعذاب جميعا.
وهذا ما قرره - من علماء العامة - ابن كثير في كتاب قصص الأنبياء (103) حيث قال:
" كان الذي تولى قتلها منهم رئيسهم قدار بن سالف بن جندع، وكان أحمر أزرق قصيرا، وكان يقال: انه ولد زانية ولد على فراش سالف، وهو من رجل يقال له: صبيان، وكان فعله ذلك باتفاق جميعهم، ولهذا نسب الفعل الى جميعهم كلهم. "
وحصر مباشرة قتل ناقة صالح - على نبينا واله وعليه السلام - في شخص واحد يستفاد كذلك من الحديث الذي رواه أحمد بن حنبل في مسنده (4/263) - قال الأرناؤوط: حسن لغيره - والنسائي في السنن الكبرى (8538) والحاكم في المستدرك على الصحيحين - قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم - (3/151) والطحاوي في مشكل الاثار (1/351) عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال لعلي: " ألا أحدثكم بأشقى الناس؟ " قال: " بلا " قال: " رجلان، أحدهما أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذا - يعني قرنه - حتى تبتل منه هذه - يعني لحيته - "
-----
الجواب على السؤال الثاني
في نفس الرواية السابقة التي رواها الشيخ الكليني في الكافي بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام، نجد قوله: " ... فبعث الله اليهم صالحا، فدعاهم الى الله فلم يجيبوه، وعتو عليه عتوا، وقالوا: لن نؤمن لك حتى تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء، وكانت الصخرة يعظمونها ويعبدونها ويذبحون عندها في رأس كل سنة، ويجتمعون عندها، فقالوا له: ان كنت كما تزعم نبيا رسولا، فادع لنا الهك حتى يخرج لنا من هذه الصخرة الصماء ناقة عشراء ... "
وفي نفس الرواية السابقة التي رواها الراوندي في قصص الأنبياء بالاسناد عن أبي عبد الله عليه السلام، نجد قوله: " ... وقد كان بعث الله صالحا عليه السلام، فدعاهم الى الله فلم يجيبوه، فقالوا: لن نؤمن حتى تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء، وكانت صخرة يعظمونها ويذبحون عندها في رأس كل سنة ويجتمعون عندها، فقالوا له: ان كنت كما تزعم نبيا رسولا فادع الله يخرج لنا ناقة منها ... "
فمن هاتين الروايتين يظهر أن قوم صالح لم يكونوا مؤمنين عند سؤالهم له اخراج الناقة، أما بعد سؤالهم له وظهور المعجزة، هل امنوا أم لا؟ ما يظهر من الروايات أنه لم يؤمن الا القليل، ونجد ذلك في:
ما رواه الشيخ الكليني في الكافي (8/185) عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سأل جبرئيل كيف كان مهلك قوم صالح، فقال - والقصة طويلة أقتطع منها محل الشاهد - : " ... فانصدع الجبل صدعا كادت تطير منه العقول سمعوا صوته، واضطرب الجبل كما تضطرب المرأة عند المخاض، ثم لم يعجلهم الا ورأسها قد طلع عليهم من ذلك الصدع، فما استتمت رقبتها حتى أخرجت ثم خرج سائر جسدها ثم استوت على الأرض قائمة، فلما رأوا ذلك قالوا: يا صالح، ما أسرع ما أجابك ربك فسله أن يخرج لنا فصيلها، فسأل الله تعالى ذلك فرمت به فدب حولها، فقال: يا قوم، أبقي شيء؟ قالوا: لا، انطلق بنا الى قومنا نخبرهم ما رأينا ويؤمنوا بك، فرجعوا فلم يبلغ السبعون الرجل اليهم حتى ارتد منهم أربعة وستون رجلا وقالوا سحر، وثبت الستة، وقالوا الحق ما رأينا، فكثر كلام القوم ورجعوا مكذبين الا الستة، ثم ارتاب من الستة واحد فكان فيمن عقرها "
وقد روى نفس هذه الرواية العياشي في تفسيره (2/24) عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام.
فخلاصة القول في هذه المسألة أنه قبل سؤال قوم صالح - على نبينا واله وعليه السلام - نبيهم أن يأتيهم بالناقة لم يكونوا مؤمنين، أما بعد أن سألوه امنوا ثم ارتد أغلبهم وقالوا انه سحر.
وقد قال - من علماء العامة - ابن كثير في كتاب قصص الأنبياء (102):
" فلما عاينوها - أي الناقة - كذلك رأوا أمرا عظيما، ومنظرا هائلا، وقدرة باهرة، ودليلا قاطعا، وبرهانا ساطعا، فامن كثير منهم، واستمر أكثرهم على كفرهم وضلالهم وعنادهم "
-----
الجواب على السؤال الثالث
في رواية الكافي التي أوردتها في الجواب على السؤال الأول، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " ... ثم أوحى الله تبارك وتعالى اليه أن يا صالح قل لهم ان الله قد جعل لهذه الناقة شرب يوم ولكم شرب يوم ... "
فيظهر من الرواية أن الأمر كان وحيا من الله تعالى لنبيه صالح - على نبينا واله وعليه السلام -
-----
هذا ما تيسر لي من الجواب على الأسئلة التي تقدمت بطرحها
والله أعلى وأعلم وأحكم.
|
|
|
|
|