|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 82179
|
الإنتساب : Jul 2015
|
المشاركات : 6
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نهروان العنزي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 06-01-2016 الساعة : 07:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم بعد التحية والسلام أقول: دعا صاحب الوضوع -أعزه الله- إلى ترك ما جاء في كتب التفسير وترك العبودية لها –على حد تعبيره- وإعمال العقل، وهذا غريب منه؛ لأن القضية المطروحة من القضايا التاريخية التي لا سبيل لنا إلى العلم بها بمجرد إعمال النظر كما لا يخفى. ثم إن استغرابه من ترك عبد المطلب البيت وقوله العبارة المشهورة عنه إنما كان بعد مراجعته لكتب التفسير ثم حملها على ما ذكر، وكذا استغرابه من العدد الكبير وسائر الأمور التي طرحها، فلم يلتزم بما يريد ممن يناقشه الالتزام به. ثم إنه نقل كلام العلامة الطباطبائي وأرسله إرسال المسلمات، ولو راجع صاحب الموضوع برهان العلامة البحراني لما قال هذا كما سيتضح عما قريب. إذا اتضحت هذه المقدمة من لزوم الرجوع إلى كتب التفسير أقول: بمراجعة كتاب البرهان للعلامة البحراني –كان اختياره باعتبار أنه جمع أغلب ما ورد من آثار روائية في تفسير الآيات- وجدت أنه نقل أربع روايات: ثلاثة من الكافي الشريف بأسانيد رفيعة ورواية عن أمالي شيخ الطائفة رحمه الله –ولم أستطع تحقيق سندها-، وهذه الروايات الأربعة متفقة بشكل كبير وفيها اختلاف يسير بالإجمال والتفصيل وبذكر أمور لم ترد في بعضها مما لا يجعلها متنافية أو مضطربة كما ادعاه صاحب الموضوع -زيد في عزه-، بل ربما يحصل الاطمئنان والوثوق بصدور المقدار المشترك بين الروايات الشريفة خصوصاً إذا لوحظ من جاء في السند من أجلاء الأصحاب وبعضهم من أصحاب الإجماع، والروايات تدل على عدة أمور، منها:
أـ غاية قدوم الجيش هي هدم الكعبة الشريفة لا قتل النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كما استحسنه صاحب الموضوع –دام مؤيداً-. ب- أن عبد المطلب قال عبارته المشهورة. ت- أن عبد المطلب تحدث مع الفيل بنحو من أنحاء التحدث. هذا ما دلت عليه الروايات الشريفة بالصراحة أو بالظهور القريب منها. ثم يُستفاد منها أمور، منها: أ- أن عبد المطلب كان ذا شأن عظيم عند الله تعالى بحيث عُلِّم منطقَ الفيل. ب- أن عبد المطلب ربما كان مأموراً من قِبله تعالى بصنع ما صرحت به هذه الروايات الشريفة من عدم قتال جيش الحبشة، وفي رواية أمالي الشيخ ما قد يستفاد منه ذلك. ولعل السبب وراء هذا الأمر هو تنبيه قريش إلى أمره تعالى وأن من يحمي البيت ومن يدبر الأمر هو الله تعالى لا أوثانهم التي يعبدونها في الكعبة، وهذا الأمر يمهد الطريق للدعوة التي ستأتيهم بعد أربيعن سنة خصوصاً إذا لاحظنا ما جرى من أحداث غريبة في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله) قبل بعثته مما لا يسعني التعرض لها هنا. يبقى هنا تنبيهان: الأول: استغرب صاحب الموضوع –أيده الله- من قدوم فيل كي يهدم الكعبة بحجة أنه لم يشاهد فيلاً ينطح حائطاً، وهذا الاستغراب في غير محله؛ لأن الفيلة عندما تتعارك فيما بينها ينطح بعضها بعضاً، ولا غرابة فيما لو كان هناك طريقة لتدريب الفيلة على نطح بعض الأشياء كما تُدرب الكلاب على الصيد. ثم إنه لا مانع –إن لم يُقبل الوجه الأول- من أن يكون قد جيء بالفيل لقذف الرعب في قلوب قريش وأهل مكلة. الثاني: لم يتضح وجه قول العلامة الطباطبائي باضطراب الرويات إن كان يقصد روايات أهل البيت عليهم السلام، وأما إن كان يقصد –كما هو الأقرب- الروايات بشكل عام –كما هي عادته في تفسيره- سواء أكانت في مجاميعنا الروائية أم في كتب أهل السنة الحديثية أم في كتب التاريخ فلعله مصيب، ولم أراجع ما ورد في تلكم الكتب؛ لأن العمدة هو ما ورد في كتبنا عنهم عليهم السلام والاستدلال على هذه القضية موكول إلى محله. هذا والله العالم بحقائق الأمور وهو ولي التوفيق.
|
|
|
|
|