|
مشرف المنتدى العقائدي
|
رقم العضوية : 81228
|
الإنتساب : Jul 2014
|
المشاركات : 5,503
|
بمعدل : 1.40 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
وهج الإيمان
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 06-11-2016 الساعة : 10:45 PM
[SIZE="4"]جاء في كتاب المجموع اللفيف للمؤلف : أمين الدولة محمد بن محمد بن هبة الله العلوي الحسيني أبو جعفر الأفطسي الطرابلسي (ج1 ص 483 -486 )
الشاملة
تحقيق الدكتور يحيى وهيب الجبوري أستاذ بجامعة إربد الأهلية
أنقل عنه بالنص والهامش :
[خطبة لعلي بن أبي طالب]
خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، عليه السلام، فقال: [2] «والله
ـــــــــــــــــــــــــــ
[2] الخطبة مع خلاف في اللفظ وتقديم وتأخير، في نهج البلاغة ص 102- 108 ط مؤسسة المعارف، بيروت 1996، وهي الخطبة المعروفة بالشقشقية، لقوله: (إنها شقشقة هدرت ثم قرت) .
لقد تقمّصها ابن أبي قحافة ، وهو يعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب [1] ، ينحدر عنه السيل، ولا ترقى إليه الطير، ولكني سدلت دونها ثوبا، وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء [2] ، أو أصبر على طخياء [3] يرضع فيها الصغير، ويدبّ فيها الكبير، ويكدح مؤمن، حتى أوان أرى تراث ابن أمّي نهبا، فرأيت الصّبر على هاتا أحجى [4] ، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجا [5] ، إلى أن حضرته الوفاة [6] ، فأدلى بها إلى عمر، فيا عجبا! بينا هو يستقيلها في حياته، إذ تقلدها الآخر من بعد وفاته، لشدّ ما تشطّرا ضرعيها، ثم تمثّل: [7] [السريع]
شتّان ما يومي على كورها ... ويوم حيّان أبو جابر [8]
فجعلها في ناحية خشناء يجفو مسّها، ويغلظ كلمها، ويكثر العثار والاعتذار منها [فصاحبها] كراكب الصّعبة [9] ، إن أشنق لها خرم [10] ، وإن أسلس لها عسف [183 ظ] فمني الناس بخبط وشماس [11] ، وتلوّن واعتراض، إلى أن حضرته الوفاة، فجعلها شورى بين ستة [12] زعم أنّي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1] نهج البلاغة: (محل القطب من الرحى) .
[2] جذاء: مقطوعة.
[3] طخياء مظلمة شديدة الظلام.
[4] أحجى: أجدر وأخلق.
[5] الشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه.
[6] يريد وفاة أبي بكر الصديق.
[7] البيت للأعشى في ديوانه ص 197، تحقيق محمد محمد حسين، ط بيروت. 1983
[8] في الديوان: (أخي جابر) .
[9] الصعبة من الإبل: ما ليست بذلول.
[10] أشنق لها: كفه بزمامه. خرم: خرم أنف الناقة، شقه وقطعه.
[11] مني الناس: ابتلوا. الخبط: السير على غير جادة. الشماس: العناد وإباء ظهر الفرس عن الركوب.
[12] الستة الذين رشحهم عمر للخلافة قبل وفاته هم: علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص.
أحدهم، فيا لله وللشورى، متى اختلج الشك فيّ مع الأول منهم، ومتى كانت هذه النظائر تقرن بي، فأسففت إذا أسفّوا [1] ، وطرت إذا طاروا، صبرا على طول المدة، وانقضاء المحنة، فمال رجل لضغنه [2] ، وأصغى آخر لصهره [3] ، من هن وهن، ثم قام ثالث القوم نافجا حضنيه [4] بين نثيلته [5] ومعتلفه، وأسرع معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضم الإبل نبتة الربيع، إلى أن انتهت به بطنته [6] وأجهز عليه عمله، فما راعني من الناس إلا وهم رسل إليّ كعرف الضّبع [7] يسألونني أن أبايعهم، وانثالوا عليّ [8] ، حتى لقد وطي الحسنان، وشقّ عطفاي، فلما نهضت بالأمر، نكثت فرقة، ومرقت فرقة، وفسق آخرون، كأن لم يسمعوا الله جلّ ثناؤه يقول في كتابه العزيز: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
[9] ، بلى والله، لقد سمعوها، ولكن غرّتهم دنياهم، وراقهم زبرجها [10] ، والذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة [11] ، لولا حضور النّصرة، ولزوم الحجّة، وما أخذ الله على أولياء الأمر من أن لا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم [12] ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أسفّ الطائر: دنا من الأرض، يريد أنه لم يخالفهم في شيء.
[2] يريد سعد بن أبي وقاص.
[3] أصغى: مال، يشير إلى عبد الرحمن بن عوف، وكان صهرا لعثمان بن عفان، لأن زوجته أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، كانت أختا لعثمان من أمه.
[4] نافجا: رافعا، حضنيه: الحضن ما بين الابط والكشح، يقال للمتكبر: جاءنا نافجا حضنيه، ويقال مثله لمن امتلأ بطنه طعاما.
[5] في الأصل: (نثيكته) تحريفا. النثيل: الروث، أي لا همّ له إلا الأكل.
[6] البطنة: التخمة والإسراف في الشبع.
[7] عرف الضبع: ما كثر على عنقها من الشعر، وهو ثخين، يضرب به المثل في الكثرة والازدحام.
[8] انثالوا عليّ: تتابعوا مزدحمين.
[9] القصص 83.
[10] الزبرج: الزينة من وشي وجوهر.
[11] برأ النسمة: خلق الروح.
[12] كظة ظالم وسغب مظلوم: تخمة الظالم، وجوع المظلوم، أراد استئثار الظالم بالحقوق وهضم حق المظلوم.
لأرسلت حبلها [1] على غاربها، وسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفوا [184 و] دنياهم أهون في عيني من عفطة عنز» [2] .
وناوله رجل من أهل السواد [3] كتابا [قال ابن عباس] فما أسفت على شيء تأسفي على ما فاتني من كلامه، فلما فرغ من قراءته، قلت له: يا أمير المؤمنين، لو أطردت مقالتك من حيث أفضيت إليها، قال: «هيهات يا ابن عباس، إنما كانت شقشقة [4] هدرت ثم قرّت» .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] في الأصل: (لأرسلت خيلها) وهو تصحيف.
[2] عفطة عنز: ما تنثره من أنفها، والعفطة: الحبقة أيضا.
[3] السواد: يراد به العراق لكثرة ما فيه زرع وشجر، والعرب تسمي الأخضر أسود، قال تعالى: وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ (62) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (63) مُدْهامَّتانِ
أي الخضرة (الرحمن 64) .
[4] الشقشقة: شيء كالرئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج، وصوت البعير بها عند إخراجها هدير، وبهذا سميت الخطبة (الشقشقية)
http://shamela.ws/browse.php/book-9096#page-470
|
التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان ; 06-11-2016 الساعة 10:51 PM.
|
|
|
|
|