[محمد علي 92]

[ من قصيدة غِـيـَـرُ الدهر ]


بالأمسِ كنتُ فتىً بالبأس مدَّثِراً

في وَجْهِهِ *المشرقانِ الشمسُ والقمرُ

واليومَ أصبحتُ شيخاً يشتكي سقماً

قد خَانَهُ المرشدانِ السمعُ والبصرُ

ومـا الحيـاةُ التـي نحيــا ونـهجرها

إلا سحابةُ صيفٍ فاتها المطرُ

والعيشُ في سقمٍ في جنبه هرمٌ

كالأرض جفَّتْ فلا ماءٌ ولا شَجَرُ

والمرءُ عند بلوغ العمرِ أرذلَهُ

يغدو *هشيماً *فلا *ظلٌّ * ولا *ثمرُ

هذي الحياةُ كما تبدو لناظرها

فتُوةٌ *وشبابٌ *ثمَّ * تندَثِرُ

مضى شبابي ولم أشعر بفرقتِهِ

حتى أتى المنذرانِ الشيبُ والكِبَرُ

وبين أمسي ويومي قد قضت أممٌ

لم يبقَ منْ جمعها عين*ٌ ولا أثرُ

ونحن نمضي على درب الألى تركوا

الدنيا ولم يُغْنِهِمْ حرصٌ ولا حذرُ

مولاي فارحمْ فقيراً أنت مقصدُهُ

يا كاشفاً ضرَّ من أزرى به الضررُ

وادفع وساوس نفسٍ زاغ صاحبها

هي العدو وفيها يكمنُ الخطرُ

واغفر إلهي ذنوباً لستُ أنكرها

أنت الغفور ومنك الصفحُ يُنتظرُ

منقول