عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو فضي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 1,641
بمعدل : 0.44 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي إشارة الإمام (عليه السلام) حول الذرة
قديم بتاريخ : اليوم الساعة : 08:15 AM



إشارات ريادية للإمام علي (عليه السلام) في الفيزياء الحلقة : إشارة الإمام (عليه السلام) حول الذرة

الحَمْدُ للهِ عَلى ما أنْعَمَ، وَلَهُ الشُكْرُ عَلى ما ألْهَمَ، والثَناءُ بِما قَدَّمَ، مِنْ عُمُومِ نِعَمٍ ابْتَدَأها، وَسُبُوغُ آلاءٍ أسْداها، وَتَمامٍ مِنَنٍ والاها، والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين.

أما بعد: مما لا يمكن إبصاره هو الذرة، التي لا يمكن للإنسان أن يبصرها لصغرها، حتى بأدق الآلات. إن كل عنصر يمكن تجزئته إلى أجزاء متعددة إلى مرحلة يقف لا يمكن فيها التجزئة مع الاحتفاظ بخاصية ذلك العنصر، ويسمى الجزء الذي لا يتجزأ بالذرة، والذي يسمى، باليونانية، غير المنظور. وقد أيدت البحوث الفيزيائية الأخيرة صحة هذه النظرية التي قال بها الفيلسوف اليوناني ديمقراطيس.

في عام 1897 أعلن بعض من العلماء ومنهم السير ثومسون، أنهم تمكنوا من أن يفصلوا من جميع أنواع الذرات التي هي في حالة تعادل جسيمات متساوية في الوزن وذات شحنات كهربائية سالبة متساوية، أطلقوا عليها اسم الإلكترونات بالنسبة لشحنتها السالبة، وان ذلك يدل على إن الذرة المتعادلة، لا بد أن تكون مكونة من جزئين أحدهما موجب التكهرب والآخر سالب التكهرب، ومن شحنتين كل منهما مساوية بالمقدار ومعاكسة بالنوع. وهذا أول اكتشاف علمي عن إمكانية تجزئة الذرة. ونلخص القول بأن الذرة مكونة من، بروتونات موجبة الشحنة، والكترونات سالبة الشحنة (مساوية بالمقدار لشحنة البروتونات ومعاكسة لها) ونيوترونات متعادلة الشحنة. وهذا يجعلنا تصور الذرة بأنها مكونة من جسيمات مكهربة. بمعنى إن الذرة تتكون من نواة موجبة الشحنة (مؤلفة من بروتونات موجبة الشحنة، ونيوترونات متعادلة الشحنة) محاطة بعدد من الالكترونات سالبة الشحنة والتي تدور حول النواة بمدارات معينة، وكل مدار له عدد محدد من الالكترونات يمكن أن يستوعبه ولا يمكن أن يتجاوزه. وأبسط هذه الذرات هي ذرة الهيدروجين H التي تحتوي على النواة وإلكترون واحد يدور حولها، وتليها ذرة الهليوم He والتي تتكون من النواة وإلكترونين يدوران حولها في مدار واحد، أما ذرة الليثيوم Li فهي في الترتيب الثالث والمتكونة من ثلاثة الكترونات تدور حول النواة، اثنان يدوران في المدار الأول بينما الإلكترون الثالث يدور في المدار الثاني حول النواة. وهكذا لبقية الذرات التي تترتب تباعا. فالذرة هي وحدة البناء، وشبهت حركة الالكترونات فيها حول النواة بدوران الكواكب حول الشمس. إن الذرة لصغرها لا يمكن أن ترى بأدق الآلات، فلو وضعت عشرة ملايين ذرة مصطفة تكون شريطا طوله مليمترا واحدا»، ومعنى ذلك إن معدل قطر الذرة هو واحد إلى عشرة ملايين من الميليمتر. وان قطر نواة الذرة يساوي واحدا من مائة ألف جزء من الذرة، إذن قطر نواة الذرة يساوي واحد إلى ترليون جزء من الميليمتر. ما ذكر هو أيضا تصور العالم رذرفورد للذرة، وهو تصور مناسب فقد طابق هذا التصور النتائج العملية التي اتبعها لمعرفة تركيب الذرة، لكن هناك ثغرة في أنموذج رذرفورد، إذ إن الالكترونات بدورانها حول النواة تتعجل بتعجيل مركزي، وبالتالي فان حركتها المتعجلة يصاحبها انبعاث أمواج كهرومغناطيسية، هذه الأمواج لها طاقة. السؤال هنا هل تحصل على هذه الطاقة من طاقة الالكترونات؟ لو كان الجواب بالإيجاب فإنها سوف تحرك الإلكترون في مسار لولبي حتى يستقر في النواة، والواقع هذا لا يحدث للإلكترون. لذلك وضع العالم بوهر أنموذج أفترض فيه،

إن الالكترونات تدور حول النواة في مدارات دائرية معينة، وطبقه على ذرة الهيدروجين، ولم يتمكن من تطبيقه على ذرات تحتوي عل أكثر من إلكترون يدور حول النواة. لذلك اتجهت الدراسات إلى نماذج أخرى، لا نود الخوض بها هنا، لكن المهم أن نذكر إن مفهوم الطاقة قد أدخل. والطاقة كما يصفها علماء الفيزياء، بأنها القابلية على انجاز شغل. وتظهر بعدة أنواع منها، الطاقة الميكانيكية، الطاقة الحرارية، الطاقة التذبذبية، الطاقة الكهربائية، الطاقة المغناطيسية، الطاقة الكيمياوية، الطاقة الذرية، الطاقة النووية الخ. مع هذا الصغر لنواة الذرة، فقد عبأ الله سبحانه فيها طاقة عجيبة خارقة سميت طاقة النواة. وهذه الطاقة إذا تحررت من نواة الذرة فتسبب كوارث عظيمة كما في انفجار القنابل الذرية. فمثلا»، كل كيلوغرام واحد من اليورانيوم- 235 (الذي يوجد في نواته 92 بروتونا و 143 نيوترونا) عندما يحطم يطلق طاقة بقدر ما يطلق 2500000 كيلوغرام من الفحم. قال العالم الشهير ألبرت اينشتاين: إن في الذرة طاقة كبيرة يمكن تسخيرها والإفادة منها. وان المادة صورة من صور الطاقة. كما إن الغرام الواحد من المادة يتحول إلى ألف مليون مليون مليون ارك، وهي وحدة من وحدات الطاقة. وقد وفق اينشتاين لحساب هذه الطاقة الهائلة في بنية النواة في الذرة وعلم بأنها تساوي كتلة المادة مضروبة في مربع سرعة الضوء. في عام 1955، توصل العالم ايرنست لورنس إلى اكتشاف جزىء ذري يسمى البروتون السالب، الذي يستطيع إفناء المادة من جميع أشكالها افناءا» تاما». وهو موجود في طبقات الجو العليا، وان عمره قصير جدا» ويقدر بواحد من ألف مليون جزء من الثانية. فتسليط البروتون السالب، الذي سمي بالمارد الذري، على الذرة يفني البروتون الموجب ويحرر 990 جزء من الألف من الطاقة الموجودة في الذرة، وتسمى هذه العملية بالإفناء.

وان هذا البروتون السالب هو البروتون المضاد للبروتون الموجب (المعروف). كما أكتشف الإلكترون الموجب وهو المضاد للإلكترون السالب (المعروف). أي يوجد نوعان مختلفان من المادة تبنى منهما سائر الأجسام. وإذا حدث أن تصادم أحدهما بالآخر تحدث عمليات إفناء ذرية تختفي معها معالم المادة من الوجود، بينما تنطلق منها طاقات هائلة، تلك التي استعملت أصلا» في ربط نويات وذرات تلك المواد. كما قال ألبرت اينشتاين أيضا: (لقد تمكن بنو البشر وبعد مرور قرون متمادية من التعرف إلى أسرار تركيب الذرة وتبين لهم إن هذا العالم المادي إنما يتألف من الذرات الناتجة بدورها من اتحاد الالكترونات بالبروتونات، وان وجود المادة وبقاءها رهين بدوام تلك الآصرة التي تربط بين أجزاء الذرة المتكونة من جسمين متضادين: سالب وموجب). كما أكتشف اينشتاين بداية القرن العشرين إمكانية تحويل المادة إلى طاقة وبالعكس، أي تحويل الطاقة إلى مادة. حيث أثبت ضمنا» إن الكتلة ليس سوى طاقة مركزة، فالطاقة والمادة شيء واحد. فالمادة هي طاقة متجددة والطاقة هي مادة متحركة. وخلص اينشتاين إلى وضع نظريته المشهورة وهي «إن الطاقة E لأي جسم تساوي حاصل ضرب كتلة الجسم m بمربع سرعة الضوء c العالية جدا والمقدرة بـ كيلومتر لكل ثانية، أي E=mc2 ".

وأستمر اينشتاين في تجاربه ووضح بأن كل غرام من المادة يحتوي على طاقة كبيرة، لا يمكن ملاحظتها مادام لا يتبدد أي جزء منها خارج المادة. إن المفاهيم التي وضعها العلماء حول العلاقة بين الطاقة والمادة كانت الأساس الذي قام عليه صنع القنابل الذرية الفتاكة، حيث إن القنبلة الذرية تصنع من تفكيك الذرة، وهي شديدة التدمير([1]). لنترك اينشتاين والعلماء المعاصرين ونعود إلى ما قبل أربعة عشر قرنا" تقريبا"، أشارت المقالات والبحوث والكتب المؤلفة، بأن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ذكر الذرة بشكل مباشر وغير مباشر من خلال أقواله وخطبه. فعن بيان الأئمة، ومن مخطوطة في مكتبة كاشف الغطاء، وجد مؤلف كتاب سلوا عليا"، حديثان شريفان عن الإمام علي (عليه السلام) في الذرة هما: ((وان الذرة لتحرق العالم)) و ((وان من ذرة لنار"))، يعنى أنه أخبر بأن الذرة تحرق العالم وهو مفهوم ما موجود داخلها من طاقة، وان فيها نار، لأن الإحراق من لوازم النار. كما ذكر في نفس الكتاب عن الشيخ المفيد، خطبة للإمام علي (عليه السلام) يقول فيها: ((أما والله: إن من ورائكم الذر الأذر لا تبقي ولا تذر...)) ، وفسر مؤلـف الكتاب بعـد أن شرح مقدمة الخطبة التي تناول فيها الإمام إن كرسي الخلافة الذي تسنمه لم يكن اختياره ولم يقدم عليه وهكذا إلى أن وصل لقوله (عليه السلام)،الذي يهمنا في هذا المكان، بأن الإمام أقسم بالله بأن من وراء هذا التغاير على المسلمين والظلم والعدوان عليهم الأذر، والذرة هي واحدة الذر وجمعه الذرات. والذرة يعبر عنها لغويا بأنها الهباء المنتشر في الهواء وهو جزء متناه في الصغر. وكان الاعتقاد السائد بأن الذرة لا يمكن أن تتجزأ مطلقا»، ولكن المعروف لاحقا بأن القنابل الذرية هي أداة التدمير والفتك (كما ذكرنا)، لذا وصفها الإمام (عليه السلام) بأنها لا تبقي و لا تذر، بمعنى تهلك وتدمر وتفتك. وهذا هو أخبار عن العلم الحديث ومدى خطورته. وفي نهج البلاغة قال الإمام (عليه السلام) ((أَحَالَ الاْشياءَ لأوْقَاتِهَا، وَلاَءم بَيْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا، وَغَرَّزَ غَرائِزَهَا، وَأَلزَمَهَا أشْبَاحَهَا، عَالِماً بِهَا قَبْلَ ابْتِدَائِهَا، مُحِيطاً بِحُدُودِها وَانْتِهَائِهَا، عَارفاً بِقَرَائِنِها وَأَحْنَائِهَا))([2])،

إن الله حول الأشياء من العدم إلى الوجود في أوقاتها، أي أن الله جعل لخلق كل موجود وقتا معينا، وذلك لأنه خلق الأشياء على أساس التدريج والتخطيط الزماني بغية إيضاح عظمة تدبيره وقدرته الفريدة الفائقة. بعدها ألَف الله بين مختلف الموجودات لتبدو متسقة وكأنها شيء واحد، أي جعل المختلفات ملتئمات، وهذا معنى قوله (عليه السلام) ولاءم بين مختلفاتها، وهو من عجائب عالم الخلقة، أي قرن النفس الروحانية بالجسد المادي. ثم أودعها سبحانه طبائعها وجعل لكل موجود طبيعته، وهذا من الحكمة الإلهية البالغة التي أودعت كل موجود صورته الطبيعية المنبعثة منه دون الحاجة إلى محرك خارجي، ولـولا الدوافع الذاتيـة لـهذه الموجودات لانقطعـت استمراريـة الأشيـاء ولسـادهـا الاضطراب. وفي قولـه (عليه السلام) وألزمها أشبـاحها، يوضح إن الله سبحـانه قـد وهب كل موجود بعض الخصائص والمميزات. الخصائص التي أودعت باطن ذاتها والتي عبر عنها الإمام بالغرائز، والخصائص في الجوانب الظاهرية من قبيل المكان والزمان وسائر الجزيئات. بمعنى إن لكافة الموجودات تصنيف زماني خاص وفي نفس الوقت الذي يحكمها التضاد والاختلاف إلا انها منسجمة مع بعضها البعض ومكملة لها)([3]).

الهوامش:
([1]) مجموعة مصادر علمية: التكامل في الإسلام، موسوعة الإمام الريشهري- مجلد 10، الفلك والحياة - عبد الحميد سماحة، قصة الطاقة الذرية - ديفيد دايتز، بيان الأئمة - ط2، مذكرة في الفيزياء – ط3، عجائب الأسرار لرانيا سليمان
([2]) نهج البلاغة – خطبة 1، ص42.
([3]) لمزيد من الاطلاع ينظر: إشارات ريادية للإمام علي (عليه السلام) في الفيزياء والرياضيات / تأليف: الأستاذ الدكتور علي خلف حسن السنيد، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص 85-91.




من مواضيع : صدى المهدي 0 هل يصحّ بيع العملات الأجنبية وشراؤها بقيمتها السوقية؟
0 خمس ترجمات لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة البلغارية
0 إشارة الإمام (عليه السلام) حول الذرة
0 تَعرّف على ساعة العتبة العباسية المقدسة
0 دائرة المسؤولية العائلية في الإسلام
رد مع اقتباس