|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.69 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
melika
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 01-09-2007 الساعة : 06:38 PM
الوفاء للصّديق
الصّديق هو مَن يكون وفيّاً لأصدقائه في السرّاء والضرّاء ، في الشدّة والرّخاء ..
إنّ من الأصدقاء مَن تخدعك علاقته بك .. فتشعر في حالة الرّفاه ، أو عندما يحصل على مكاسب من علاقته بك .. تشعر بأ نّه صديق مخلص ومحبّ .. يتواصل معك في العلاقة والزيادة ، ويلقاك بالتحيّة والابتسامة.. ولكنّه عندما يشعر أ نّك في ضيق، أو بحاجة إلى مساعدته ، تتغيّر أخلاقه ومواقفه منك ، وكأن لم تكن بينك وبينه مودّة أو صداقة .. إنّ هذا الصنف من الأصدقاء لا يُعتبر صديقاً وفيّاً لك ..
فكم من الناس كان له أصدقاء كثيرون عندما كان وضعه المادِّي موسّعاً ، أو كان له موقع اجتماعي مرموق . ثمّ تفرّقوا عنه عندما ذهب مالُه ، أو فقد مركزه في الدولة أو المجتمع ، أو
أصبح بحاجة إلى مساعدتهم ، أو لا يستطيع أن يقدِّم لهم مساعدة .
يُحدِّثنا التأريخ عن نموذج من الوفاء والأخوّة ، فيذكر أنّ بعض المسلمين الأوائل (مسروق) و (خيثمة) كان على كلٍّ منهما دَين ثقيل . فعلم كلّ منهما بدَين أخيه . فقام مسروق بقضاء دَين خيثمة ، وهو لا يعلم بذلك ، وقام خيثمة بقضاء دَين مسروق ، وهو لا يعلم بذلك .
إنّ هذا العمل يُعبِّر عن العلاقة الصّادقة ، والمُشاركة في الشِّدّة والضِّيق ..
إنّ من الوفاء أن تكون وفيّاً ليس لصديقك فحسب ، بل ولأصدقائه وأبنائه وأهله ..
ومن صور الوفاء الصادق وفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقد رُوي عنه أنّ زوجته خديجة (رض) كان لها صديقات يأتين إليها في حياتها ، فلمّا توفِّيت خديجة كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يذكرهنّ ، ويُقدِّم الهديّة لهنّ . فكان إذا ذبح شاة قال : «أرسِلوا إلى أصدقاء خديجة» ، فتسأله عائشة عن ذلك فيقول : «إنِّي لأحبُّ حَبِيبها» .
إنّ الصديق مَن يفي لصـديقه ، ولا يتركه عند الشِّدّة والحاجة ، ولا ينساه عندما يكون في وضع اجتماعي متقدِّم .
|
|
|
|
|