عضو جديد
|
رقم العضوية : 2828
|
الإنتساب : Mar 2007
|
المشاركات : 73
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ana_shi3i
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 16-09-2007 الساعة : 03:50 PM
سماحة الشيخ مصطفى الطائي:
بسم الله الرحمن الرحيم, المناظرة الثانية والتي جرت في غرفة الحق.
السيد رفيق:
بسم الله الرحمن الرحيم, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله أخواني جميعاً، وحيا الله الشيخ عثمان, وحيا الله سماحة الدكتور السيد عصام العماد وجميع الأخوة الموجودين معنا في الغرفة.
إذن إن شاء الله نبدأ تفضل سيد عصام العماد معك المايك.
السيد طلال:
تفضل سماحة الدكتور.
السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أتقدم في البداية بالشكر إلى أخي الفاضل الشيخ عثمان ـ حفظه الله ـ الذي وجدت فيه من خلال الجلسة الماضية، أنه يتحلى بالأخلاق الإسلامية الحميدة، وأعجبني عندما بيّن في الجلسة الماضية بأن الاثني عشرية وأهل السنّة أخوة من المسلمين الموحدين, ولكنه يرى أنهم أخطأوا كما كنت أرى رأيه يوم كنت؟ وهابياً, وأحب أن أذكر أن لي عشرات الأصدقاء، من الوهابيين, كنا نجلس جمعياً في حلقات العلم في المساجد نتدارس التفسير، والحديث ولكنني تركت الوهابية واخترت الاثني عشرية، وعمي الشيخ عبد الرحمن العماد ـ حفظه الله ـ هو من قادة الوهابية في اليمن, وهو عمي, وأحمل له كل حب, ولكنني أقتدي بالإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ , فقد كان يحب شيخ الإسلام إسماعيل الهروي, ولكنه كان يقول: «شيخ الإسلام حبيب إلينا والحق أحب إلينا منه».
وأنا أقول ـ أيضاً ـ: إن عثمان الخميس أخي وحبيبي وصديقي، ولكن الحق أحب إليّ من عثمان الخميس ومن غيره، وقد أعجبني إنصاف عثمان خميس عندما بيّن في الجلسة الماضية أن الاثني عشرية لا يعبدون التربة، كما يحسب بعض الجهلاء بل يعبدون إلهاً واحداً، ويكفّرون كل من عبد غير الله.
كما أعجبني أخي الشيخ عثمان عندما اتفق معي بأنّ البحث يجب أن يكون على آية آية ورواية رواية، حتى لا يتشعَّب البحث، ولا نريد أن يكون البحث عن موضوع كلي أو موضوع عام, كما أنني أعده كما قال إننا سوف نناقش الأسباب التي جعلت بعض متطرّفي أهل السنة يكفّروا الاثني عشرية، والأسباب التي جعلت بعض متطرّفي الاثني عشرية يكفّروا أهل السنة.
ونحن لا نريد بهذا الحوار أن نعيش حالة العقل غير التقي الذي لا يفكّر إلاّ بإسقاط الآخر المحاور له, بل نحن نريد أن نعيش بعقلية التقي المؤمن كما اتفقنا في الجلسة الماضية. ـ أيضاً ـ , أنه لا يصح أن يُكفّر أحد من المسلمين لا أهل السنة ولا الوهابية ولا الاثني عشرية.
اتفقنا إنه إذا كفّرت أنا أهل السنة أو كفّرت الوهابية فإنني أُخرج من الغرفة، وكذلك إذا كفّر أخي عثمان الخميس أحد من الاثني عشرية، أو رجل من رجال الاثني عشرية فإنه يُطرد من الغرفة, فالكل من المسلمين كما اتفقنا ـ أيضاً ـ في الجلسة الماضية.
أنّ الغلاة ـ لعنهم الله ـ كفار ومشركون, كفّّرهم أهل السنة, وكفّّرهم الاثنا عشرية, وكفّرهم الوهابية, وإن كنت أعتقد أن الاثني عشرية أقرب إلى الحق من أهل السنة, في حين أن أخي عثمان الخميس يرى أن أهل السنة أقرب إلى الحق من الاثني عشرية, كما كنت أنا في السابق ـ أيضاً ـ أعتقد بذلك قبل أن أنتقل إلى مذهب الحق, مذهب أهل البيت, مذهب الاثني عشرية.. وهكذا فكلا طرفي الحوار يرى أن الطرف الآخر من المسلمين ولكنه يرى أنه أقرب إلى الحق من أخيه.
ومن هنا فقد كنت أعتقد أن استدلالات السنة هي أقرب إلى الحق من استدلالات الذين خالفونا، لكنني استيقنت أن استدلالات المواليين لأهل البيت أقرب إلى الحق من استدلالات أهل السنة.
وحوارنا اليوم كما اتفقنا على أن يكون البحث حول « آية التطهير » ؛ ولأنني رأيت أخي عثمان الخميس يعتمد في كتابه «كشف الجاني محمد التيجاني» اعتماداً كاملاً على ابن تيمية , وينقل أقواله بصورة مكررة, لاسيما على كتابه «منهاج السنة», وهو لابن تيمية, ورأيت إنه ينقل أقواله حول آية التطهير؛ أرى من الضروري أن أنقل ما قاله ابن تيمية في آية التطهير، وبالذات ما قاله الإمام ابن تيمية في كتابه « الفتاوى الكبرى » ج3 , ص154, وقد نشر العالم السني المعاصر الوهابي الشيخ أبو تراب الظاهري رسالة للإمام ابن تيمية استخرجها من فتاويه، وطبع هذا الكتاب تحت عنوان «رسالة في فضل أهل البيت وفي حقوقهم» لابن تيمية, طبع من قبل دار القبلة في جدة, السعودية 1405 هـ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسير قوله تعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً (1) , قال الإمام ابن تيمية في شرح هذه الآية الكريمة: « و لما بيّن سبحانه إنه يريد أن يذهب الرجس عن أهل بيته ويطهرهم تطهيراً، دعا النبي لأقرب أهل بيته وأعظمهم اختصاصاً به, وهم علي وفاطمة ـ رضي الله عنهما ـ وسيدا شباب أهل الجنة، جمع الله لهم بين أن قضا لهم بالتطهير، وبين أن قضا لهم بالكمال بدعاء النبي فكان في ذلك ما دلّنا على إذهاب الرجس عنهم، وتطهيرهم نعمة من الله يسبغها عليهم ورحمة منه وفضلاً».
وقال ابن تيمية ـ أيضاً ـ في نفس هذا المصدر: « فقد ثبت عن النبي من وجوه صحاح أن الله لمّا أنزل عليه [ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ] (2) سأل الصحابة كيف يصلون عليه فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: « قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ».
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ أيضاً ـ : « وقد روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أن هذه الآية لما نزلت ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) أدار النبي كسائه على علي وفاطمة والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم ـ فقال: « اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً». والسنة النبوية تفسّر كتاب الله وتبيّن ـ ما زال الكلام لابن تيمية ـ وتدل عليه وتعبر عنه, فلمّا قال: هؤلاء أهل بيتي مع أن سياق القرآن ـ تأمل في كلام ابن تيمية ـ , يدل على أن الخطاب مع أزواجه ».
أي سياق هذه الآية جاءت في سياق نساء النبي, وتتحدث عن نساء النبي لكن ابن تيمية يقول مع أن سياق القرآن يدل على أن الخطاب مع أزواجه, علماً أن أزواجه وإن كنّ من أهل بيته في نظر ابن تيمية, ولكن ـ تأمل فيما سيقول فيما بعد ـ « كما دلّ عليه القرآن فهؤلاء أحق, أي هؤلاء الأربعة أحق بأن يكونوا أهل بيته؛ لأن صلة النسب أقوى من صلة الصهر ».
كما ذكر الإمام ابن جرير الطبري : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) « أي السوء والفحشاء يا أهل بيت محمد ويطهركم من الدنس الذي يكون في أهل المعاصي يطهركم الله تطهيراً.. ».
وذكر بسنده عن قتادة في تفسير هذه الآية قال: « فهم [أهل بيت] طهرهم الله من السوء وخصّّهم برحمته», ثم ذكر الإمام الطبري عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله : « نزلت هذه الآية في خمسة ( أي في الرسول الأكرم ), وفي علي, وحسن, وحسين, وفاطمة ـ ما زال الكلام للإمام الطبري الإمام عند أهل السنة ـ , ثم ذكر الإمام الطبري حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: «خرج النبي ذات يوم غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود وجاء الحسن فأدخله معه ثم قال: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) , ثم ذكر حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ إن النبي كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر, كلّما خرج إلى الصلاة فيقول: « الصلاة أهل البيت ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )..».
ثم ذكر إمام أهل السنة الطبري حديث أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت: « كان النبي عندي وعلي وفاطمة والحسن والحسين فجعلت لهم حزيرة فأكلوا وناموا وغطّى عليهم الكساء [القطيفة], ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرِّجس وطهرهم تطهيراً » وذكر عدة أسانيد كثيرة لا مجال لذكر أكثرها؛ لأنها كثيرة جداً تدل على أن الرسول قد حصر أهل البيت المطهرين في هؤلاء الخمسة, أي ويدخل النبي منهم، النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين فهو ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في «آية التطهير» استثناء يدخل ضمن أهل البيت, قال المفسرون: إن «آية التطهير» أطلقت حتى على الرسول كلمة أهل البيت.
ثم ذكر إمام أهل السنة حديث واثلة بن الأسقع قال: « إني عند رسول الله إذ جاء علي وفاطمة وحسن وحسين فألقى عليهم كساء له, ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم اذهب عنهم الرجس » وهكذا وهكذا.. هنالك عشرات الأحاديث الأخرى التي تبيّن أن الرسول قد حصر أهل البيت بالأربعة.
وذكر الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره لهذه الآية الحديث الذي رواه الترمذي والبزاز عن ابن حوشب قال: «دخلت مع أبي على عائشة ـ رضي الله عنها ـ فسألته عن علي ـ رضي الله عنه ـ فقال: تسألني عن رجل كان من أحبّ الناس إلى رسول الله، وكان تحته ابنته أحب الناس إليه, لقد رأيت رسول الله دعا علياً وفاطمة وحسن وحسين ـ رضي الله عنهم ـ فألقى عليهم ثوباً وقال: ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ). ـ قال ـ فدنوت منه وقلت: يا رسول الله وأنا من أهل بيتك؟ فقال: تنحي فإنك على خير».
إذن فهنا نجد أن الرسول يؤكّد تأكيداً ضرورياً على ضرورة حصر أهل البيت المطهرين, أن يحصر أهل البيت في هؤلاء الأربعة, ويدخل النبي من ضمنهم فيصبحوا خمسة.
وسوف نؤكد إن شاء الله عندما نأتي إلى الكلمة ـ التي ستعطى لي في الفرصة الثانية ـ نؤكد لماذا حصر الرسول هؤلاء وبين أنهم فقط هؤلاء ( الأربعة ) ؟! وسأبيّن أنّ ذلك يعود بسبب أنّ هؤلاء هم قرناء القرآن, و« حديث الثقلين » يرتبط بهم, ولما كانوا قرناء القرآن فيجب أن يكونوا محصورين بعدد معين, كما أنّ القرآن محصور بسور معيّنة، حتى لا يأتي أحد ويدعي أنه قرين القرآن, وأنه من أهل البيت المطهرين؛ لأن أهل البيت غير المطهرين ليس لهم عدداً معيناً معلوماً.
الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, و الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, أحيي الشيخ الدكتور عصام العماد في هذه المحاورة, وأنا أرجوا ابتداءً أن يعرفّنا ما هي الإمامة ؟ ما حكم الإيمان بها, ما ضرورة الإيمان بها ؟ ثم بعد ذلك ندخل في هذا الموضوع ونبدأ بذكر الأدلة التي تدل على إمامة علي والأدلة التي تدل على إمامة الحسن والحسين.. وهكذا ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ.
السيد رفيق (مدير المناظرة مِن طرف الاثني عشرية):
تفضل سماحة الدكتور السيد عصام معك المايك.
السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أشكر أخي وحبيبي سماحة الشيخ عثمان الخميس, وكما قلت: أؤكد على مسألة مهمة أنه نحن كما اتفقنا جميعاً أننا سنبحث هذه الأُمور مسألة مسألة, سأبحث أنا وأنت في هذه القضايا, ما هو حكم الإمامة, ما هو حكم منكرها ؟ إن شاء الله ولكن وكما اتفقنا في الجلسة الماضية أن يكون البحث عن آية آية، ورواية رواية, يعني أنت التزمت بالجلسة الماضية أن يكون البحث عن «حديث الكساء» وعن «آية التطهير», ومن هنا أنا أعدك أنّ عندي من الأدلة الكافية التي تبين لك ما هو الحكم على من أنكر الإمامة, وما هي أدلة الحكم ؟ وعندي بحوث كثيرة, وربما أنّ هذا الموضوع يحتاج منّي, وأنا وأنت إلى أكثر من ثلاث مناظرات أو أربع مناظرات في هذه المسألة.
ولا يهمّك هذه عندي جاهزة, ولكن الآن ليس أو أنه أقصد أنه نحن لا نستعجل في هذه المسألة؛ لأنه إذا دخلنا في هذا الموضوع سوف نخرج عن الموضوع الذي اتفقنا عليه, وأنت التزمت في الجلسة الماضية أن يكون البحث في «آية التطهير», وأنا على هذا الأساس ذهبت حسب موافقتك وحسب كلامك, وأتيت بالأدلة القوية, وبعد ذلك تأتي الآن وتقول لي: ما هو الحكم على من أنكر الإمامة ؟! أنا سأجيبك, ولكن هذا الموضوع يعتبر خروجاً عن موضوع الحوار الذي اتفقنا عليه, ولا يهمك أيّ قضيّة تريد أن تطرحها, أنا معك, ولن أنسحب إلى آخر لحظة في هذه المناظرة, أيّ قضيّة تريد أن تطرحها, مثل: قضيّة مباني الرجال عند الاثني عشرية، أيّ قضية في الأصول عند الاثني عشرية في العقائد سوف أطرحها لك, وسوف تستمر لربما المسائل إلى مناقشات طويلة, ولكن الآن لكل حال مقال، الآن ليس موضوع الحوار ما هو حكم منكر الإمامة حتى لا نتشتت في الحوار, حتى لا يضيع الحوار، إننا نريد أن نصل إلى الحق, وإذا أردنا أن نصل إلى الحق فيجب أن لا نتشتت في الحوار، وتفضلوا معكم المايك.
السيد رفيق:
تفضل شيخ عثمان.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, نبدأ كما قلتم إن شاء الله تعالى بحول الله تبارك وتعالى وبركته جلّ وعلا, ونسأل لله جل وعلا أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى, كما أراد الشيخ الدكتور يريد الحديث عن «آية التطهير» فلا مانع عندي, وأنا لا مانع عندي أن أتكلم في هذا وهو ذكر «آية التطهير».
«آية التطهير» كما يستدل بها الدكتور عصام على أنّهم الأئمة الذين اختارهم الله تبارك وتعالى. هذه الآية على قول جماهير المفسرين أنها في نساء النبي, كما هو ظاهر من سياق الآيات في قوله تبارك وتعالى: ( يا نساء النبي من يأتي منكن بفاحشة بينة ), وقوله: ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ) إلى أن قال: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) ثم قال بعدها: ( و اذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) ولذلك ليست من البلاغة في مكان أن ينتقل الحوار هكذا بدون تنبيه, والمعلوم أن كلام الله تبارك وتعالى هو منتهى البلاغة, ولذلك أنا أطلب منه الآن أن يذكر كل ما يجده دليلاً له في «آية التطهير», وماذا يريد منها وماذا يريد أن يصل إليه من خلال هذه الآية, ثم بعد ذلك نناقشه بالتفصيل بحول الله وقوته, جزاكم الله خيراً.
السيد رفيق:
طيب تفضل سماحة الدكتور السيد عصام إن شاء الله تسع دقائق ثانية مع الشيخ عثمان, تفضل سيد عصام معك المايك.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, موضوعنا الرئيسي هو في الحقيقة نحن نريد أن نبحث عن مسألة، هل هذه الأدلة «حديث الثقلين», وحديث «ما يزال الدين محفوظاً ما وليهم الاثنا عشر» في مسلم, حديث «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تظلوا بعدي أبداً»، «كتاب الله وأهل بيتي»، «أذكركم الله في أهل بيتي, أذكركم الله في أهل بيتي..», هل يدلّ هذا الحديث على التمسك بأهل البيت أم لا ? هذا الحديث درسه الإمام الألباني في العصر الحديث بشكل مفصل, وبيّن أنه قد أخطأ الدكتور علي أحمد السالوس عندما ضعّف بعض طرقه؛ لأن حديث الثقلين الوارد في صحيح مسلم قد أجمعت الأمة على صحة هذا الحديث, و بيّن أن الحديث صحيح بأدلة ومتواتر, وإذا أردت أرجع إلى كتاب الألباني في الدفاع عن «حديث الثقلين» في كتاب «سلسلة صحيح الألباني», وبيّن أن هذا الحديث صحيح بجميع طرقه، يعني سواء باللفظ الذي ورد « حبل ممدود من المساء إلى الأرض », أو باللفظ الذي ورد أنهما « لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ».
ونحن نعرف أنّ نساء الرسول لم يبق أحد منهن الآن, فهل معنى ذلك أنه قد تم الافتراق بين القرآن وبين أهل البيت. فأقصد أنّ المسألة ليست القضية هي تتعلق فقط بالاثني عشرية, الآن أستطيع أن أذكر لك مائة رواية من طرق أهل البيت تدل على أن أهل الكساء هم هؤلاء الأربعة فقط؛ الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين وفاطمة, ولكن أنا الآن استند إليك إلى نفس أقوال علماء أهل السنّة, يعني أقوال علماء أهل السنّة كثير منها تدل على أنّ أهل البيت المطهرين هم الأربعة, وإذا أردت فراجع إلى كثير من علماء أهل السنّة, يعني مثلاً الطحاوي.
يذكر هذه المسألة بشكل مفصّل ويبين أن أهل البيت بسبب دليل, أنا آتي أناقشك في مسألة الدليل, السنة تشرح الحديث، والرسول يقول: أوتيت القرآن ومثله معه؛ فالسنة النبوية هي التي تشرح القرآن الكريم, فإذا كان الرسول يبيّن لنا في الأدلة الكاملة أن أهل البيت المطهرين لا غير المطهرين من أهل البيت, هم: الإمام علي والحسن والحسين وفاطمة فلماذا نخالف الرسول ؟!
القضيّة ليس أننا والعياذ بالله لا نريد أن تكون من أهل البيت المطهرين السيدة أم سلمة ـ رضوان الله عليها ـ , ولعن الله من نقّص في أم سلمة, ولكن القضيّة نقول: إننا يجب أن نلتزم بكلام الرسول.
المسألة ليست أنا أريد، أنا أتمنى أن نساء الرسول يكن من آل الرسول المطهرين، وأتمنى كل ذلك, وهن لائقات بهذا المقام, ولكن أقول: إن القضيّة نحن نلتزم بالشرع, نحن نلتزم بالشريعة, نحن نلتزم بالسنّة النبوية.
إذا كان الرسول يقول أهل بيتي هم علي والحسن والحسين وفاطمة أنا أئتي وأقول: لا.؟!
إذا كان الرسول في حديث صحيح كما في صحيح مسلم وردت رواية تقول: إنه سئل زيد بن أرقم, نساء النبي منهم؟ قال: لا.
وفي رواية قال: نعم ولكن أهل بيته قال علماء أهل السنّة: عندما قال زيد بن أرقم: نعم, ثم قال: لا يدل على أن هنا خطأ, وإلاّ ما معنى أن يقول: نعم, ثم يستدرك ويقول: ولكن!! فإذا كان الإمام النووي يقول بالنص الواحد، وإذا أردت أنت راجع صحيح مسلم شرح الإمام النووي, وارجع إلى تعليق الشيخ خليل مأمون «دار المعرفة» قال الإمام مسلم عفواً الإمام النووي عندما أتى وشرح فقلنا: «من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا». فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض, يعني مرة يسأل زيد بن أرقم يقول: نعم ومرة يقول: لا.
فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض, والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم نساءه لسن من أهل بيته فإذا كان الإمام النووي يقول: المعروف في غير مسلم أن النساء لسن من أهل بيته, ودليل «حديث الكساء» وهو من الأحاديث التي أجمع المسلمون من السنّة ومن الاثني عشرية ومن الوهابية على أنه حديث صحيح.
نحن يجب أن نلتزم بالسنّة النبوية, إذا كان الرسول حدّد لنا أهل البيت هو يريد أن يحدّد لنا أهل البيت المطهرين لا أهل البيت غير المطهرين؛ لأنه ذكر في حديث الثقلين أنهم سيكون لهم مقام عظيم, أي أنهم سيكونون قرناء القرآن, وإن مَن ترك القرآن وترك أهل البيت سوف يكون ضالاً بعيداً عن الإسلام؛ فمن هنا الرسول أراد من خلال تحديد أهل البيت المطهرين أن يبين المقام الأكبر لهم, حتى لا يأتي أحد ويدعي كذباً وزوراً أنه من أهل البيت.
فالرسول بيّن ذلك بشكل مفصّل, وأقول لك: إنه إذا كان في اللغة العربية ممكن إطلاق كلمة الأهل مجازاً, كما يقول الإمام الزبيدي أنه أهل البيت أحياناً يطلق مجازاً على المرأة, كما في آيات القرآن يطلق أحياناً ولكن أنا أقول: إنه طالما أن الرسول قد بيّن في هذا الحديث في «حديث الكساء» أنّ أهل البيت المطهرين هم الأربعة: الإمام علي والحسن والحسين وفاطمة.
فهنا أصبحت المسألة حقيقة شرعية, يعني نحن لن نبحث عن أهل البيت بالمعنى اللغوي, ففي المعنى اللغوي لا يوجد فرق بين دائرة أهل البيت المطهرين وبين دائرة أهل البيت غير المطهرين, كما أن أهل البيت قد يطلق في القرآن على الزوجة, كما حدث في آيات قرآنية, ولكن أنا أقول: هنا جاء الحديث النبوي وميز, ما المراد من أهل البيت الذين يتمسك بهم بعد القرآن, فأصبح هنا لم تعد حقيقة لغوية, بل حقيقة شرعية.
نحن التزاماً بالشرع، يعني القضية هي التزام بالشرع فأنا أريد أقول: قال الكثير من أهل السنّة: إنه يجب أن نلتزم بالشرع النبوي, فما دام الرسول قد حدد أهل البيت, فلا ينبغي لنا أن نأتي ونجتهد ونخالف نصاً صريحاً, ما هو جوابك على حديث الكساء ؟ ولماذا نخالف «حديث الكساء» لأجل التعصب المذهبي ؟
يجب أن نبحث عن الحقيقة، وقلت لك: إنني إذا أثبت لي أن الحق هو مع أهل السنّة فسوف أترك المذهب الاثني عشري وأدخل وأعود إلى مذهبي القديم, فأنا في الحقيقة كنت من الوهابية, وكنت من أهل السنة, ولكنني بسبب إنني رأيت أن استدلالات الاثني عشرية هي استدلالات من البخاري، من مسلم، من كتب أهل السنة, فرأيت أن الحق معهم, وأنت تحاول تتهرب وتقول لي: ما هو الحكم في كذا وكذا ؟ هذه مواضيع متأخرة, عندما كان علماء أهل السنّة والشيعة يتحاورون في القديم, انظر إلى كتاب «الصواعق المحرقة», لم يكن في الصواعق المحرقة الإمام ابن حجر العسقلاني عفواً الهيتمي يناقشهم في مسألة ما رأيكم في من ينكر الإمامة ؟ كان يناقشهم فقط في «حديث الثقلين».
أقرأ كتاب «الصواعق المحرقة». قدماء أهل السنّة وقدماء الشيعة كانوا يتحاورون في الاستدلالات, في قضايا «حديث الثقلين», في «حديث الاثني عشر», في حديث كذا, أمّا هذه القضايا فتبحث من بعد, يعني لها سهم سنبحثها, ولها بحث في المستقبل, ولكن يجب أن نكون منصفين.
فإذا كنت أنت في كتبك في أشرطتك تكفّر الاثني عشرية فأنا أسألك لماذا أخذت برأي ناصر القفاري , وأخذت برأي إحسان الله ظهير وتركت رأي الإمام شلتوت, ورأي كبار العلماء, أمثال: الإمام محمد الغزالي والإمام حسن البنا ؟ فنحن لن نخرج من مخرجين إما أن يكون كلام شلتوت هو الصحيح, وإما أن يكون كلام الشيخ القفاري هو الصحيح, وإما أن يكون كلاهما خطأ, وإما أن يكون كلاهما صحيح, وهذا لا يمكن؛ لأنه يستلزم اجتماع النقيضين .
ومن هنا فأنا أقول: طالما أنكم قد اختلفتم في تحديد الموقف من الاثني عشرية فهذا يدل أن الخطأ في أسلوب دراستكم للاثني عشرية, وإلاّ الموضوع واحد وهو الاثنا عشرية, فلماذا اختلفتم فيه؟ أنتم اتفقتم، اتفق أهل السنة والوهابية والاثنا عشرية أن النصيرية من الكفار ولم يختلفوا فلماذا جاء مشايخك واختلفوا في مسألة الاثني عشرية ? لماذا ألا يدل هذا الأمر أنّك يجب أن تبحث من جديد ? كما أنا كنت مثلك أكفر الاثني عشرية, والله إنني كنت أكفرهم والعنهم ليلاً نهاراً, وكذلك كان العالم الوهابي التويجري السعودي كان يكفّر الاثني عشرية, ثم صرّح وقال: لقد أخطأت. والإمام شلتوت إمام الأزهر قال: كنت أكفر الاثني عشرية ثم تبين لي بعد البحث أنني أخطأت.
والإمام سليم البشري في كتبه يقول: كنت أكفّّر الاثني عشرية, ثم تبين لي أني أخطأت. وإذا كنت أنت في كتبك تقول أنهم خدعوهما, وأنا أقول: لو كان المخدوع هو شلتوت فقط سنقول خدعوه, لكن المشكلة مئات أهل السنّة قالوا بذلك ولا يمكن أن نقول إنّهم كلهم قد خدعوا, وأنا مستعد أن أحدد حواراً حول هذه المسألة, وأنا متأسف أني لم أواصل البحث في «حديث الكساء»؛ لأنك كنت السبب في الخروج من الموضوع, موضوع الحوار هو هل الأولوية, هو أن نتبع أهل البيت أم لا ؟ لا نخرج عن موضوع الحوار, نحن جوهر الخلاف، هل اتباع أهل البيت واجب أم لا ?
أما مسألة ما هو حكم من ترك أهل البيت فهو حكم متأخر, أولاً أن نثبت أنّ نبين من هم أهل البيت, ونبيّن ما هي أدلة الاثني عشرية في وجوب اتباع أهل البيت, ونبيّن ما هي أدلة أهل السنّة في عدم وجوب اتباع أهل البيت, بعد ذلك نأتي نبحث في مسألة حكم من ترك أهل البيت؛ لأن هذه المرحلة متأخرة, وأنت لو رجعت إلى كتب المناظرات السنية الاثني عشرية القديمة تجد أنّهم كان خلافهم هكذا, كان أهل السنّة يقولون: لا ليس هناك وجوب لاتباع أهل البيت, ويتبعون المذاهب الأربعة.
والاثنا عشرية يأتون يقولون النصوص القرآنية وحديث الثقلين تدلُّ على وجوب اتباع أهل البيت, والعالم الوهابي المعاصر محمد علي البار في كتابه «الإمام الرضا أو الرسالة الطبية للإمام الرضا» بيّن هذه الحقيقة, ويذكر بشكل واضح في كتابه «الإمام علي الرضا (الرسالة الطيبة للإمام الرضا)» الطبعة السعودية, وكما تعرف أن العلاّمة محمد علي البار من الوهابين المعاصرين, ويذكر حقيقة ويذكر أدلة, وهو لماذا نحن نتجاهل «حديث الثقلين» ؟ ولماذا نبتعد عن حديث الثقلين رغم أنّ الرسول ذكره ? لماذا في المنابر دائماً نردد كتاب الله وسنتي ? الكثير من السنّة الآن في العالم لا يذكر ولا يعرف أن الرسول أمر بالتمسك بأهل البيت وأمر بالتمسك بالقرآن, ويعرف فقط أنّ الرسول قال: كتاب الله وسنتي!
ويذكر العالم الوهابي محمد علي البار في كتابه ـ المذكور سابقاً ـ طبعة الدار السعودية إن حديث تركت فيكم ما إن تمسكتم به كتاب الله وسنتي هو حديث ضعيف سنداًً وإن كان المتن صحيحاً, لا يعارض.
فنحن نؤمن أن الله أمر بالتمسك بالكتاب وأمر بالتمسك بالسنّة, وأمر بالتمسك بأهل البيت لا تعارض بين ذلك فيقول: نحن يجب أن نبين في المنابر, ونبيّن «حديث الثقلين»؛ لان الكثير من الناس ـ هذا كلام الوهابي ـ يكتمون ما أنزل الله, يكتمون «حديث الثقلين» ولا يبيّنوا أن حديث الثقلين صحيح, ومن هنا دافع عنه الإمام الألباني دفاعاً شديداً, وبين أنّ الدكتور علي السالوس أخطأ عندما ضعف «حديث الثقلين».
فأنا أقول لك وأسألك سؤالاً: ما هو رأيك في حديث يقول: « تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً؛ كتاب الله وأهل بيتي, لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » ؟ ولماذا يتجاهل الكثير من أهل السنة في منابرهم وفي مساجدهم هذا الحديث مع أنه موجود الحديث بصيغة أُخرى في صحيح مسلم, وموجود في كل كتب أهل السنة ؟ والإمام الألباني كتب عنه في أكثر من عشرين صفحة وبيّن جهل الذين ضعفوه مثل الدكتور علي أحمد السالوس, وللأسف أنت في كتابك « كشف الجاني محمد التيجاني » ضعفته وتجاهلت كلام الألباني, بل تجاهلت حديث الثقلين الذي في صحيح مسلم, وتفضلوا معكم المايك.
السيد رفيق (مدير الحوار من طرف الاثني عشرية):
تفضل شيخ عثمان معك المايك العفو الأخ الكابتن ما يعرف الشيخ خرج، الشيخ عثمان هل موجود في الغرفة أم غير موجود ؟ إخواني يبد علّق المايك, تفضل شيخ.
الشيخ عثمان:
الشيخ الدكتور عصام يقول: السنة لا يعرفون أن النبي أمر بالتمسك بأهل البيت وإنما يأتون بلفظ (سنتي), ولا يأتون بلفظ (عترتي). أنا أقول الآن للدكتور الشيخ عصام: أليس قال في البداية أن نأخذ الأحاديث المتفق عليها؟ نعم بعض أهل العلم كالشيخ ناصر الألباني ـ رحمه الله ـ وغيره قالوا بصحة هذا الحديث, ولكن ألست قلت سنناقش الأحاديث المتواترة المتفق على صحتها, إن كان يريد حديث الكساء, وإن كان يريد آية التطهير, وإن كان يريد ما يريد, فلا مانع عندي أبداً بعد أن يرد على هذه النقاط التي ذكرتها وهي: هل الخميني والخوئي من الغلاة أو لا ? يقول: لماذا خالفني شلتوت والبنا في تكفير الاثني عشرية.
أقول: أنا لا أكفّر الاثني عشرية ولا أقول بكفرهم أبداً, ولم أكفّرهم؛ فكيف عرف الدكتور عصام إنني أكفّر الاثني عشرية حتى يقول خالفني شلتوت وخالفني البنا والغزالي وغيرهم من أهل السنّة, أنا ما ذكرت أنّهم كفّار, وهل الذي نقل عنهم من أقوال بالتكفير وما شابه ذلك أو نقل عني التكفير للشيعة ينقله عني من كتاب أو من شريط قلته أنا أنهم كفار؟ فهذا إذا نقله عنّي فأنا أستجيب نعم اكتفي بهذا.
|