[حيدر الموسوي]

في ما يخص بدايات شهر شوال اي عيد الفطر حيث افطرت السعودية في يوم والعراق في يوم ثم ايران في يوم ثالث ,الاول انتهت ايام عيده والاخير لازال صائما ,وكما قلنا في فقرات سابقة الفرق يومين قضية غير مقبولة على مستوى كوكب فكيف تقبل عقلا ومنطقا بين دول متجاورة !لا شيء يفسر ما حصل الا ان هناك فوضى عارمة في عالمنا الاسلامي في مناسباته واعياده .
ثم ماذا ؟
دفعت السعودية الكفارة !
هكذا وبكل بساطة !
تحول الصيام والعيد من عبادة مقدسة ذات مواعيد مقدسة الى لعبة اطفال تتقاذفها الايدي .
وعلى كل حال السعودية دفعت كفارة من هم داخل اراضيها ولا نعرف من دفع الكفارة عن (مقلدي سماحتها!) خارج اراضيها ؟!
الا يحتمل (ايات ال سعود ) وزرهم ؟
وما مقدار شعور الاتباع بالخيبة والاحباط بسبب موعد الافطار الخاطيء بعد ان تبين ان اتباع ال سعود غير مبريء للذمة بل هو قمة الاشكال خاصة بعد هذه المفاجآت الكوميدية غير السارة وعلى مدى سنوات متقاربة كل حقبة من الزمن .
في عام 1984 شاهدوا كوكبي عطارد والزهرة فماذا شاهدوا هذه المرة هل هما كوكبي المريخ مع المشتري ؟
كيف يفطرون بناءا على ادعاء رؤية علما ان الهلال ليلة افطارهم غرب قبل غروب الشمس نفسها مهزلة 1992 ايضا هي من المهازل المميزة .
حادثة اخرى عام 1998 على نفس هذا النمط كتب عنها احد المتابعين هذا الراي من السعودية وقد بانت عليه علامات النقمة والدهشة معا "ما الذي يشاهده الناس قبل ولادة الهلال وقبل خروجه من المحاق ؟وادعاء الرؤية في بداية شهري رمضان وشوال لعامي 1998\1999 .اذكر انه في الخمسينات والستينات كنا نرى القمر عبر التلسكوب بينما الناس من خلال بصرها لم تكن تره ,الا اننا اليوم نتعجب من كيفية رؤية الهلال بالعين المجردة قبل ولادته ب 4 او5 ساعات . اذا اعتبرنا الشهود المئة الذين راوا الهلال سنة 98-99 صادقين في شهادتهم ولم يتعمدوا الكذب فالسؤال المطروح ماذا شاهدوا ؟!))
نتوقف هنا قليلا عن قراءة الراي .
وكلامه يوضح ان هناك حالة فوضى اخرى عام 1998-1999 في السعودية وهو يستنكر ان يخطيء 100 شاهد !!!!!!!
ماذا يفعل السعوديون وهل يصدقون دولتهم اذا تذكروا ان وصل العدد الممكن لتجمع المخطئين الى 100 مخطيء ؟
هل يعتمدون هذه المرة على (المشاهدة الالفية )!
هل نصدق احدا مستقبلا من اتباع ال سعود لو قال ان رؤيته مؤكدة (شاهدت الهلال ومعي 99 اخرين وانا متاكد ) !!

هنا سؤال بحثنا :::
هل الذنب ذنب مئة شاهد مزعوم ام ان فوضى المناسبات الدينية هي سر من اسرار السياسة الدولية لبعض القوى المحسوبة على الصف الاسلامي!؟

يتحدث المتابع صاحب الراي المذكور اعلاه عن استحالة الرؤية قبل ولادة الهلال ويستشهد ببيان صدر عن مكتب (بعض العلماء) ونص البيان هو كما ينقله "حيث ان ثبت لدينا وبشكل قطعي بعد الاطلاع على اراء معظم المراصد الفلكية في العالم ومنها مرصد طهران وبعد الاستماع الى اراء الفلكيين الموثوقين استحالة رؤية الهلال من البلاد التي نتفق معها بجزء من الليل لذا وانه مع احترامنا لكل الاحكام التي صدرت عن غيرنا بناءا على الموازين الشرعية المعتمدة لديهم فانه وبحسب راينا فاننا نعتبر ان نهار الاثنين هو اول ايام شهر رمضان المبارك وان الثلاثاء هو اول ايام عيد الفطر السعيد"
صاحب الراي ينقل هذه الفقرات عن مكتب العلماء في ايران دون الاشارة الى انهم من ايران (يابة يلة على كيفك وياه هسة يمكن صاحبنة يستحي انه استشهد براي واحد ايراني باخر الزمن !)
ثم يتحدث هذا المتابع السعودي :ان تحريات "بعض العلماء" مع المراصد الفلكية العالمية صحيحة وصادقة وان جميع المؤسسات العلمية الفلكية اكدت استحالة رؤية الهلال قبل ولادته ولا شك في وقوع خطا واشتباه في الشهادات التي اعلنت لان من لوازم الرؤية ان يتاخر غروب القمر عن غروب الشمس فلا رؤية لقمر غرب قبل الشمس او معها كما ان القمر حينئذ يكون نصفه المواجه للارض معتما محاقا لا نور ينعكس عنه والقمر لا يسمى هلالا قبل ظهور قوس النور فيه ,فلا هلال الا بنور ولا نور الا بعد اقتران ولا هلال قبل اقتران ,فمنزلة الاقتران سابقة على منزلة الاستهلال . انتهت هذه الفقرة من كلامه .
ونقول :
خطا عام 1984
خطا عام 1992
خطا عام 1998
والان خطا عام 2006
(ربما هناك اخطاء اخرى لم نفطن نحن لها نتركها لمن يبحث بعدنا)
ايعقل ان كل هذا خطا ؟
اخطاء السعودية تتحدث كل مدة مثل نسخة الوندوز !
لاحظوا وضعنا كلمة بعض العلماء الذين يعتمدون على مرصد طهران بين علامتي اقتباس ونلاحظ ان هذا المتابع قد اكد على اصابة الرؤية الشرعية في ايران من دون الاشارة لها بالاسم ومن دون الاشارة الى مرجعية السيد الخامنئي (دام ظله ) بل اكتفى صاحبنا بعبارة :" بعض العلماء"!
والحمدلله ان قد استنتج صاحب الراي بان كلام بعض العلماء صحيح وضمن الاسس الدينية والعلمية السليمة التي يعتمد عليها ثم يكمل هذا المتابع المنصف (الخجول ) قوله ( ويبدا رصد الهلال عند غروب الشمس في الليلة الثانية للاقتران ,وهو ايضا ما يسمى بالاجتماع او الاتصال او مولد الشهر الجديد او القمر الجديد ,ولذلك لا يرصد الهلال عند الغروب ما لم يكن الاقتران قد حدث ,ولا عبرة بالاقتران الذي يحدث بعد الغروب لاستحالة وجود الهلال في الافق الغربي ,وعلى العموم فان الهلال القابل للرؤية في افق من الافاق يعتمد على عدة متغيرات منها :البعد الزاوي عن الشمس والارتفاع فوق الافق الغربي ومدة المكث بعد مغيب الشمس وموقع القمر من في مداره وموقع الارض في مدارها حول الشمس وزاوية انحراف القطب الشمالي نحو الشمس او بعيدا عنها وحالة الجو من الصفاء والنقاء والتلوث بالغازات ,ومنها ايضا حدة البصرة وسلامة العينين والخبرة بالمنزلة والموقع كل هذه المتغيرات والعوامل لها اثرها الكبير بامكانية الرؤية ومن المؤكد ان كل هذه الشروط والضوابط لم تكن متوفرة في هلال شهر رمضان مساء نهار الجمعة في 18\12\1998 ولا في هلال شهر شوال مساء نهار الاحد في 17\1\1999 ) انتهى رايه .
ونلاحظ عبارته :ويبدا رصد الهلال عند غروب الشمس في الليلة الثانية للاقتران ) نعم كلامه جدا صحيح وهذا هو شرط اساي للرؤية الشرعية لكن نلاحظ ان في بعض السنين يتم اعلان بداية الشهر ضمن نفس يوم الاقتران وليس في الليلة الثانية من حصوله ومنها هذه السنة 2006 حيث اعلن شهر رمضان في يوم الاقتران نفسه في تسع دول عربية اضافة الى اعلان ذلك من قبل اقليات مذهبية في دول اخرى ! اترك لكم هذه الفقرة دون تعليق.
لقد اعتمدت السعودية على تقويم فاشل اسمه تقويم ام القرى منذ عام 1990 يقوم هذا التقويم على اعتبار ان اذا دخل القمر في المحاق في اي ساعة من ساعات ايوم فيكون اليوم التالي هو اول ايام الشهر الجديد .وواضح من كل ما سبق قوله واخر ما قلنا عن هذه الفقرة عن الاقتران ان هذا الكلام في طريقة عمل تقويم ام القرى غير منطقي ولا يجوز الاخذ به وفيه بعد واضح عن الواقع .وهو بشكل قاطع وثابت لا علاقة له بالرؤية العينية للهلال التي اصبح لا علاقة لها بداية ونهاية الشهور القمرية في هذا التقويم .
وهكذا نرى ان رايه صريح في كل مقاطعه لكنه محبط كما هو واضح ,يقول هذا الكاتب المهتم في فقرة لاحقة ((وقد ادى تدهور الامور بسبب هذا التقويم الى نشوب خلاف دائم بين الجمعيات الفلكية العربية والاسلامية من ناحية ووزارة الاوقاف ومجلس الافتاء الاعلى في السعودية ويصل هذا الخلاف الى الاوج في تعيين بداية الشهور المهمة من كل عام)) انتهت هذه الفقرة.
ونحن نقول القمر في الاوج والخلافات ايضا في الاوج !
وفي فقرة اخرى يقول هذا المتابع السعودي ما معناه ان هذا لتقويم خطؤه الجوهري هو عدم اعتماده على الرؤية ففي حالات كثيرة يستحيل توفر امكانية الرؤية مما يتضارب مع البداية الفلكية الدولية المقررة للشهر حسب الرؤية . وكذلك الخطا الاخر ان بداية الشهر تحسب على اساس التوقيت العالمي وليس على توقيت السعودية .
وعلى الرغم من كل هذا القصور الفاضح استطاعت سلطات ال سعود ان تجد دائما من يتقدم بشهادة الرؤية منذ عام 1990 ).

ونذكر بما قلنا عن عام 1990 حين قلنا في فقرة سابقة اننا سمعنا باعلان مفاجيء لقدوم شهر رمضان من السعودية لكن ما قدرنا على الاعتراض حينها لاسباب سياسية وامنية من ملاحقة ومطاردة لكل من يقول كلمة الحق فهل تبين الحق الان لمن كانت على عينيه غشاوة!