[حيدر الموسوي]

وقد احتجت الجمعيات الفلكية في البلدان الاسلامية وفي امريكا الشمالية ايضا على الاسلوب الخاطيء المتبع في تقويم ام القرى .
وقد وجه احتجاج صدر عن رئيس الجمعية الفلكية الاردنية الاستاذ حايم ممدوح ابو زيد في شهر رمضان لسنة 1418 هجرية الموافق 1998 ميلادية الى مجلس الافتاء الاعلى في الرياض حول الاعلان عن ولادة هلال شوال قبل موعده الطبيعي بيوم كامل اي 24 ساعة .وقد اجابه احد المسؤولين المدعو محمد بن احيمد بما يلي ان تعيين مواقيت بداية اول الشهر الاسلامي هي كتعيين مواقيت الصلاة وان الحكمة الالهية من هذه المواقيت هي العلم بعدم جواز اتخاذها كطقس عبادي لان العبادة لله وحده وليست للمواقيت ) . وكما هو واضح ان هكذا اجابة هي احجية تحتاج هي الاخرى الى سؤال عنها واجابة .
ولم تتعرض رسالة مجلس الافتاء الاعلى السعودي لا بقليل ولا بكثير الى موضوع الرؤية والشهود بل ذكر طريقة حسابية قمرية في تعيين الشهر الهجري بالنص التالي حسب قولهم يعتبر تقويم ام القرى ان اذا كان عمر القمر عند مغيب الشمس مقدار 12 ساعة فما فوق فعندئذ يكون اليوم السابق هو اول ايام الشهر الاسلامي لان اليوم الاسلامي يبدا عند مغيب الشمس) انتهت احجية اخرى من احاجي مجلس الافتاء الموقر !! والان من يقول انه يقدر على تفسير هذا الكلام !!
ان مع هذا التصريح الوارد في بيان الملاك لتقويم ام القرى ومع هذه الفوضى والاحتجاجات والعبارات الغامضة في تعيين اوائل الشهور لا يبقى مجال الا لجريان الكلام بان تقويم ام القرى غير مبريء للذمة لمن تبعه وعمل به سواء كان داخل السعودية ام خارجها ,فان تجربة السنين الماضية تذكرنا بان هذا التقويم اعلن عن اوائل الشهور مرات عدة كان فيها القمر بعمر اكثر من 12 ساعة ,لكن في نفس الوقت اعلنت المراكز الفلكية العالمية من طوكيو وبكين وموسكو وباريس ولندن وكندا وامريكا واستراليا بان القمر لم يولد لو لم يخرج من المحاق بعد !ومع هذه التجربة من تخالف تقويم ام القرى مع المراكز الفلكية العالمية هل من اعتمد عليه او من تبع السعودية يعتبر ان عمله الديني كان مبريء للذمة ؟ علما ان المراكز العالمية خبرتها اكثر واجهزتها احدث (ولا نسى نواياها اطيب طبعا !) .
اذن حتى لو كان الامر في تعيين اوائل الشهور حسابيا فحسابات السعودية غير مؤهلة لثقة بل ووقائع الاحداث واحتجاجات المحتجين من كل مكان (من غير دفع الكفارات!) اكبر برهان على ما نقول .
فهل نصدق فتاوى السعودية بعد اليوم حتى لو كان عدد الشهود مئة ؟!!!!
من يدري انهم ليسوا مثل مئة عام 1998 !!!!
لا كلامهم عن ان الرؤية تمت شرعا ثقة ولا حتى حسابهم ثقة !!
انني انصح من يتبع السعودية ان يحضر كفارته من الان اذا قبل الله كفارة من مؤمن يلدغ مرتين من الجحر نفسه وبكل بساطة وخاصة اذا كان جحر ال سعود . ولم يحصل في تاريخ الاتحاد العالمي لعلماء الفلك الذي يضم في عضويته الاف العلماء اي اختلاف حسابي ولم يحصل ان شكك احد بنتائجهم او شكك واحد منهم بنتائج الاخر فالقراءات من جامعة تورنتو نفسها تقريبا من جامعة باريس الا في ثوان معدوة ربما .
اذن علماء الغرب يوثق بعضهم بعضا ويشد بعضهم بعضا (مثل البنيان المرصوص الذي امرنا به نبينا محمد(صلى الله عليه واله وسلم) !!
لكن هنا دول المسلمين لا احد يوثق الاخر على الاطلاق !

رابعا :البعض يقول لك اهل بلد رؤيتهم :
نعم هذا الراي مطروح والبعض الاخر لا يزال مصرا على الصوم مع دولة اخرى غير دولته .
وعلى كل حال هل المسلم ملزم بالصوم مع دولة اذا كانت غير مؤهلة لاعلان هكذا مناسبات دينية وهل توزيع المسلمين السياسي ملزم لهم دينيا ايضا اذا لاحظوا من بلدانهم مفارقات لا يمكن للعاقل قبولها ؟ الا يحق لهم طلب العون من مرجعيات في بلدان اخرى موثوقة او ان تكون لهم مرجعية خاصة بهم تدير شؤونهم للتخلص من مفاجآت غير سارة ابدا عرضنا في فقرات سابقة بعضا منها .
وعلى هذا الطريق نلاحظ الفقرة الابرز ان احدى فئات المسلمين (الشيعة ) مرجعيتها موحدة سواء جمعتهم دولة واحدة او ميزت بينهم حدود او مهما انتشروا في الارض وهنا كل مسلم يقلد المرجع الذي يرى فيه الاعلمية والموثوقية فيرجع اليه في اموره ومنها الناسبات الدينية على اعتبار ان المسلمين لا تفرق بينهم حدود . اذن ممكن ان يصوم المسلم مع غير دولته .

ومهما يكن تبعية بناءا على اسس منطقية هي المطلوبة ,لكن ان نرى تبعيات غير مبررة بلا برهان مبين فهذا امر غير مقبول .
نلاحظ هنا بعض الامثلة :
تاخذ بعض الدول الاسلامية بمبدا التبعية الحكومية لدول اخرى(حكومية وليست بالضرورة تبعية شعبية ) مثال ذلك الاردن التي افطرت على راي السعودية عام 1992 وتبين ان الافطار كله خطا .
لكن في المقابل السعودية لا تاخذ بمبدا قبول الرؤية الا من داخل اراضيها ,فعند تحديد بداية شهر رمضان عام 1420 اعلنت اليمن ثبوت الرؤية يوم 7\12\1999 وعليه كان يوم 8\12\1999 اول ايام الشهر وذكر البيان الرسمي اسماء ووظائف الشهود وكان من بينهم شيوخ مساجد الا ان السعودية اهملت بيان ثبوت الرؤية من جارتها اليمن التي تاخذ ببياناتها وبدات الشهر يوم 9\12\1999 .
ومثال اخر شهر رمضان عام 1424 حيث اعلنت كل من اليمن والاردن وفلسطين ومصر ثبوت رؤية الهلال يوم 25\10\2003 وعليه بدات صيامها يوم 26\10\2003 لكن السعودية ابت الا ان تهمل بيانات جيرانها جميعا (الذين هم ياخذون ببياناتها ) وبدات صيامها يوم 27\10\2003 . فالى متى تبقى حالة انعدام الثقة بين المسلمين ؟

خامسا :وماذا عن هؤلاء المشككين بصومهم او افطارهم بسبب كبر الهلال بحجة (الهلال ابو ليلتين!!)اي ان صومهم او افطارهم يجب ان يكون قد بدا بالامس !؟
ان الانسان يبدا مناسباته في حالة وجود حجة اي مشاهدة شرعية لكن في حالة عدم وجود حجة فلا لوم عليه ,فالتكليف يبدا مع وجود حجة شرعية وبدونها لا تكليف الى ان تظهر ,اما نظرية صومي او عيدي فيه خطا لان الهلال كبير (نظرية ابو ليلتين!) فهذا كلام بعيد عن المنطق ,احيانا يكون القمر في وضع حرج قريب من الرؤية ولكن الرؤية لا تتم لذلك في الليلة التالية يكون الهلال كبيرا ,هذا تفسير هذه الحالة, لكن المكلف لا شيء عليه لانه لم تحصل عنده رؤية الليلة السابقة .