|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 5107
|
الإنتساب : May 2007
|
المشاركات : 283
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
العـراقي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 30-11-2007 الساعة : 09:40 PM
قيل : قال علي بن أبي طالب إن أكذب الناس على رسول الله لأبو هريرة ، كما قالت فيه عائشة بنت أبي بكر نفس الكلام .
وقال : فما قال علي هذا ، ولا قالت عائشة ، ولذا لم يذكر القائل مصدر فريته هذه .
نقول : وأما تكذيب علي بن أبي طالب (ع) لأبي هريرة فقد نقل ابن أبي الحديد كلام شيخه أبو جعفر الإسكافي : " قال أبو جعفر : وأبو هريرة مدخول من شيوخنا غير مرض الرواية ضربه عمر بالدرة وقال : قد أكثرت من الرواية وأحر بك أن تكون كاذبا على رسول الله (ص) … وقد روى عن علي (ع) أنه قال : ألا إن أكذب الناس أو قال أكذب الأحياء على رسول الله (ص) أبو هريرة الدوسي .
... قلت قد ذكر ابن قتيبة هذا كله في كتاب ( المعارف ) في ترجمة أبي هريرة ، وقوله فيه حجة لأنه غير متهم عليه " (1) .
وأما ما قاله ابن قتيبة في ذلك فتجده في كتابه ( تأويل مختلف الحديث ) ردا على النظّام : " وأما طعنه على أبي هريرة بتكذيب عمر وعثمان وعائشة له ، فإن أبا هريرة صحب رسول الله (ص) نحوا من ثلاث سنين وأكثر الرواية عنه ، وعمّر بعده نحوا من 50 سنة ، وكانت وفاته سنة 59 هـ وفيها توفيت أم سلمة زوج النبي (ص) وتوفيت عائشة قبلهما بسنة ، فلما أتى بالرواية عنه ما لم يأت بمثله من صحبه من
(1) شرح نهج البلاغة ج4 ص 67 - 69 .
- ج 2 ص 434 -
أجلة أصحابه السابقين الأولين إليه اتهموه وأنكروا عليه ، وقالوا : كيف سمعت هذا وحدك ومن سمعه معك وكانت عائشة (رض) أشدهم إنكارا عليه وتطاول الأيام به وبها " .
نعم لم ينف ابن قتيبة تكذيب الصحابة لأبي هريرة ، ولكن حاول تبرير ذلك بأنه أمر تراجع عنه الصحابة فقال : " فلما أخبرهم بأنه كان ألزمهم لرسول الله (ص) لخدمته وشبع بطنه وكان فقيرا معدما وأنه لم يكن ليشغله عن رسول الله (ص) غرس الودي ... فعرف ما لم يعرفوا وحفظ ما لم يحفظوا أمسكوا عنه " .
وأما عن تكذيب علي (ع) له فقد قال ابن قتيبة : " فلما سمع علي أبا هريرة يقول : قال خليلي وسمعت خليلي ، وكان سيء الرأي فيه ، قال : متى كان خليلك " (1) .
ويدل على صحة ذلك ما رواه العقيلي عن الوراميني قال :
" حدثنا يحيى بن المغيرة قال حدثنا أبو زهير قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح وأبي رزين عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : من أحدث حدثا أو آوى محدثا ، وذكر الحديث وذكر في آخره كلاما لأبي هريرة في علي وكلاما لعلي في أبي هريرة ، قال أبو زهير فحدث الأعمش بهذا الحديث وعنده المغيرة بن سعيد فلما بلغ قول أبي هريرة في علي قال : كذب أبو هريرة ، فلما بلغ قول علي في أبي هريرة قال : صدق علي ، قال : فقال الأعمش : صدق علي وكذب أبو هريرة لا ، ولكن غضب هذا فقال ، وغضب هذا فقاله " (2) .
(1) تأويل مختلف الحديث ص 48- 49 .
(2) الضعفاء ج4 ص 179 ، وقد ذكر ابن أبي الحديد الخبر في ( الشرح ) ج4 ص 76 عن شيخه الأسكافي قال : وروى الأعمش قال : لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة جاء إلى مسجد الكوفة ، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه ، ثم ضرب صلعته مرارا ، وقال : يا أهل العراق ، أتزعمون أني أكذب على الله وعلى رسوله ، وأحرق نفسي بالنار ، والله لقد سمعت رسول الله (ص) يقول : إن لكل نبي حرما وإن حرمي بالمدينة ما بين عير إلى ثور فمنا حدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وأشهد بالله أن عليا أحدث فيها ، فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاه إمارة المدينة " .
- ج 2 ص 435 -
وأما تكذيب عائشة لأبي هريرة فقد اعترف به ابن قتيبة قبل قليل بل قال إنها كانت أشدهم إنكارا عليه ، وقد روى خبرًا فيه تصريح بتكذيب عائشة لأبي هريرة قال : " عن أبي الحسان الأعرج أن رجلين دخلا على عائشة فقالا : إن أبا هريرة يحدث عن رسول الله (ص)إنه قال : إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار ، فطارت شفقا ثم قالت :كذب والذي أنزل القرآن على أبي القاسم من حدث بهذا " (1) .
وذكر الخبر ابن حجر في ( الفتح ) : " روى أحمد وابن خزيمة والحاكم من طريق قتادة عن أبي حسان أن رجلين من بني عامر دخلا على عائشة فقالا : إن أبا هريرة قال : إن الطيرة في الفرس والمرأة والدار ، فغضبت غضبا شديدا وقالت : ما قاله ، وإنما قال : إن أهل الجاهلية كانوا يتطيرون من ذلك " (2) .
وروى البخاري عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت : ألا يعجبك أبو فلان جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله (ص) يسمعني ذلك وكنت أسبح ، فقام قبل أن أقضي سبحتي ، ولو أدركته لرددت عليه ، إن رسول الله (ص) لم يكن يسرد الحديث كسردكم " (3) .
قال ابن حجر : " وتبين من رواية مسلم وأبي داود إنه هو أبو هريرة " (4) ، وبطيبعة الحال لرددت عليه لايفسر برد الحديث ومتنه ، وإنما رد سرده دون الترتيل فيه ، مع تكرر الأمثلة في رد أحاديثه وإنه إما لم يسمعها أو أخطأ في سمعه .
منها ما في صحيح مسلم عن أبي بكر قال : سمعت أبا هريرة (رض)يقص يقول في قصصه : من أدركه الفجر جنبا فلا يصم ، فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث
(1) تأويل مختلف الحديث ص 82 .
(2) فتح الباري ج6 ص 61 ، ذكره أحمد ج42 ص 88
قال المحقق : إسناده صحيح على شرط مسلم . (3) صحيح البخاري ج4 ص231 .
(4) فتح الباري ج6 ص 578 . - ج 2 ص 436 -
( لأبيه ) ، فأنكر ذلك ، فانطلق عبد الرحمن وانطلقت معه حتى دخلنا على عائشة وأم سلمة ، فسألهما عبد الرحمن عن ذلك قال : فكلتاهما قالت : كان النبي (ص) يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم ، قال : فانطلقنا حتى دخلنا على مروان ، فذكر ذلك له عبد الرحمن ، فقال : مروان عزمت عليك إلا ما ذهبت إلى أبي هريرة فرددت عليه ما يقول " (1) ، فماذا تعني كلمة رددت عليه في الروايات ؟!
وروى مسلم نحو خبر البخاري عن عروة قال : " كان أبو هريرة يحدث ويقول : اسمعي يا ربة الحجرة ! اسمعي يا ربة الحجرة ! وعائشة تصلي فلما قضت صلاتها قالت لعروة : ألا تسمع إلى هذا ومقالته آنفا ! إنما كان النبي (ص) يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه " (2) .
وهذا الغضب من أبي هريرة الواضح من قوله : اسمعي يا رب الحجرة ، فسر من قبلهم بأنه أراد أن تؤيده فيما يسرد .
وهناك صحابة آخرون كذبوا أبا هريرة منهم عمر فقد نقل ابن عساكر في تاريخ دمشق قال :
عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال : اتهمني عمر بن الخطاب قال : إنك تحدث عن رسول الله ما لم تسمع منه " (3) .
نعم في آخر الخبر إن عمر أذن له في الحديث ، ولكن تعارضه عدة روايات منها أن أبا هريرة كان يقول : " إني لأحدث أحاديث لو تكلمت بها في زمان عمر – أو عند عمر – لشج رأسي " ، وعن أبي سلمة قال : " سمعت أبا هريرة يقول : ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله (ص) حتى قبض عمر قال أبو سلمة فسألته بم قال :
(1) صحيح مسلم ج2 ص 779 .
(2) المصدر السابق ج4 ص 2298 .(3) تاريخ دمشق ج67 ص344 . - ج 2 ص 437 -
كنا نخاف السياط ، وأومأ بيده إلى ظهره " ، وروى الزهري عن أبي هريرة : " أفأنا كنت محدثكم بهذه الأحاديث وعمر حي ، أما والله إذا لا بقيت عن المخففة ستباشر ظهري " (1) .
وقد ثبت صحة نهي عمر له عن الرواية قال : " لتتركن الحديث عن رسول الله (ص) أو لألحقنك بأرض دوس وقال لكعب : لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة " (2) .
واتهام الناس أبا هريرة بالكذب واضح فيما رواه مسلم عن أبي رزين قال خرج إلينا أبو هريرة فضرب بيده على جبهته ، فقال : ألا إنكم تحدثون أني أكذب على رسول الله (ص) لتهتدوا وأضل … " (3) ، والظاهر إنها الواقعة التي قال فيها عن علي ما قال ، فأبو رزين أسدي كوفي " .
وقد نقل ابن عساكر رد سعد بن أبي وقاص لروايته قال : حدث أبو هريرة ، فرد عليه سعد فتواثبا حتى قامت الحجزة ، وأرتجت الأبواب بينهما " (4)
وقد كذبه ابن عمر صريحا فيما نقله عنه ابن عبد البر قال : عن طاووس قال : " كنت جالسا عند ابن عمر فأتاه رجل فقال : إن أبي هريرة يقول : إن الوتر ليس بحتم فخذوا منه ودعوا ، فقال ابن عمر : كذب أبو هريرة جاء رجل إلى رسول الله (ص) فسأله عن صلاة الليل فقال : مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح فواحدة " (5) .
(1) تاريخ دمشق ج67ص 343 -344 .
(2) سير أعلام النبلاء ج2 ص600 ، قال شعيب الأرناؤوط محقق الكتاب عن هذه الرواية : أخرجه أبو زرعة المشقي في تاريخه من طريق محمد بن زرعة الرعيني …وهذا إسناد صحيح .
(3) صحيح مسلم ج3 ص1660 .
(4) تاريخ دمشق ج67 ص 346 .
(5) جامع بيان العلم وفضله ج2ص 1101 ، قال محقق الكتاب أبو الأشبال الزهيري : إسناده صحيح ، ومن هذا الوجه أخرجه النسائي في ( الكبرى ) كما في التحفة (5/ 238) .
- ج 2 ص 438 -
وقد رد ابن عمر حديثه في فضل اتباع الجنائز كما عند البخاري قال : " حُدث ابن عمر أن أبا هريرة (رض) يقول : من تبع جنازة فله قيراط ، فقال : أكثر أبو هريرة علينا ، فصدّقت يعني عائشة أبا هريرة ، وقالت : سمعت رسول الله يقوله " (1) .
فحينما يقال : صدّقت عائشة ، فهذا يعني أن الطرف الآخر أي ابن عمر كذّب .
(1) صحيح البخاري ج2 ص110 .
إن شاء الله مانكون ازعجناك يالرقيم بهذا الكلامsmilies/007.gifمنقوووول
|
|
|
|
|