|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 20
|
الإنتساب : Jul 2006
|
المشاركات : 13,004
|
بمعدل : 1.91 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عاشقة النجف
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 10-09-2006 الساعة : 05:18 PM
5 ـ عظمة الإمامة:
كرم الله تعالى الإمام وأعطاه منزلة لا يبلغها أي أحد من عباده وقد تحدث الإمام الباقر (عليه السلام): عن عظمة الإمامة في أحاديث كثيرة منها قوله (عليه السلام): لجابر بن يزيد الجعفي: (إن الله اتخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتخذه نبياً، واتخذه نبياً قبل أن يتخذه رسولاً، واتخذه رسولاً قبل أن يتخذه خليلاً، واتخذه خليلاً قبل أن يتخذه إماماً، فلما جمع له هذه الأشياء وقبض يده قال له: يا إبراهيم (إني جاعلك للناس إماماً) ومن عظمها في عين إبراهيم قال: يا رب ومن ذريتي؟ قال: لا ينال عهدي الظالمين)(15) يتوضح من هذا الحديث أن الإمام أرقى منزلة عند الله، ولا يصل إليها من الأنبياء والمرسلين إلا من خصهم سبحانه وتعالى كخليل الله، نبي الله إبراهيم الذي خصه تعالى بها وجعل الإمامة من مكملات ذاتياته المباركة.
كما خص بها عز وجل عترة النبي (صلّى الله عليه وآله) أهل البيت الذين أرسلهم أبواب هداية وعوامل رحمة وسدنة الوحي للأمة الإسلامية ولمن اتبعها بإحسان من الأمم الأخرى.
تحدث الإمام الباقر في كثير من أحاديثه عن الأئمة الأطهار وأشاد بسمو منزلتهم لأنهم كانوا مستودع مواريث الأنبياء، وحبل الله المتين. قال (عليه السلام): (نحن ولاة أمر الله، وخزان علم الله، وورثة وحي الله، وحملة كتاب الله، طاعتنا فريضة، وحبنا إيمان، وبغضنا كفر، محبنا في الجنة ومبغضنا في النار)(16).
وقال (عليه السلام): (نحن خزان علم الله، ونحن تراجمة وحي الله، ونحن الحجة البالغة على من دون السماء ومن فوق الأرض)(17).
وقال (عليه السلام): (والله إنا لخزان الله في سمائه وأرضه لا على ذهب ولا على فضة إلا على علمه)(18).
إن من راجع سيرة الأئمة وما أثر عنهم من الهدى والصلاح وسائر الكمالات النفسية والاجتماعية والخلقية يؤمن بأنهم سادات الخلق وأوصياء النبي (صلّى الله عليه وآله) وحملة علومه، وليس في هذا القول أي غلو، فقد وهب الله أنبياءه العلم والحكمة وفصل الخطاب، ووهب أوصياءه الطاهرين المزيد من العلم والفضل والحكمة، وخصهم بالكرامة، وجعلهم ينابيع الحكمة وورثة علوم الأنبياء. وقد أخلصوا لله سراً وعلانية، وقدموا في سبيل طاعته ودينه من التضحيات ما لم يقدمه أي مصلح في الأرض. ولهذا كله وجبت الولاية لهم (عليهم السلام).
7 ـ الولاية لأهل البيت:
إن الولاية لأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، عنوان للإيمان، وجزء من الإسلام. وقد أذاع الرسول الأعظم هذا الفرض الديني المقدس بين أمته، وألزمها به: قال الإمام الباقر:
(بني الإسلام على خمس: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والولاية ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه يعني الولاية)(19).
وروى الحسين بن محمد الأشعري عن أبي الصباح قال: أشهد أني سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أشهد أن علياً إمام فرض الله طاعته وأن الحسن إمام فرض الله طاعته، وأن الحسين إمام فرض الله طاعته، وأن علي بن الحسين إمام فرض الله طاعته وأن محمد بن علي إمام فرض الله طاعته)(20).
وقال سعيد بن جبير: (سألت الإمام زين العابدين (عليه السلام) عن القربى في الآية الكريمة: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)(21). هي قرابتنا أهل البيت)(22) فالله تعالى قربهم منه لأنه يعلم أين يضع رسالته. نخلص من هذا أن محبة أهل البيت واجب شرعي لكل مؤمن ومؤمنة والولاية لهم مفروضة من رب العالمين جل وعلا، لأنهم خزان علمه وورثة وحيه وحملة كتابه، وهم نبراس هداية ونور الإسلام والسلام.
الهوامش:
1- سورة الأنفال، الآية 33.
2- سورة النساء، الآية 59.
3- علل الشرائع ص 123.
4- أصول الكافي ج1 ص181.
5- أصول الكافي ج1 ص183ـ 184، وشانئ: مبغض، فهجمت، أي دخلت في السعي بلا روية. وجنَّها الليل: أحاطت بها ظلمة الليل. واغترت بها: أي خافت.
6- سورة البقرة، الآية 273.
7- أصول الكافي ج1 ص185.
8- سورة النساء، الآية 59.
9- أصول الكافي ج1 ص186 وصفو المال: خالص كل شيء ما اختاره الرئيس لنفسه قبل القسمة والآية 58 من سورة النساء.
10- أصول الكافي ج1 ص186، والآية 83 من سورة النساء.
11- سورة التوبة، الآية 71.
12- أصول الكافي ج1 ص405.
13- نفسه ج1 ص200.
14- نفسه ج1 ص407.
15- أصول الكافي ج1 ص175 والآية 124 من سورة البقرة.
16- مناقب آل أبي طالب ج2 ص336.
17- أصول الكافي ج1 ص192.
18- نفسه ج1 ص192.
19- أصول الكافي ج1 ص183.
20- أصول الكافي ج1 ص186.
21- سورة الشورى، الآية 42.
22- أحكام القرآن ج3 ص475.
تحياااااتي
|
|
|
|
|