|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 7227
|
الإنتساب : Jul 2007
|
المشاركات : 329
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
خادم نصر الله
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 10-01-2008 الساعة : 12:34 PM
وكيف لا يكون كذلك .. وهو ابن أمير المؤمنين ، صاحب لواء رسولاللّه (ص) والأسد الغالب علي بن أبي طالب (ع) فكشفهم عن المشرعة ، ودخل الماء واغترف من الماء ليشرب، فتذّكر عطش أخيه الحسين،فرمى الماءعلى الماء وقال :
يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنت أو تكوني
هذا الحسين وارد المنون وتشربيـن بـارد المعيـن
تاللّه ما هذا فعال دينـي ولا فعـال صـادق اليقيـن
ثم ملأ القربة وتوجه نحو المخيم ، فقُطِع عليه الطريق ، وجعل يضرب فيهم ،
حتى أكثر القتل فيهم ، وهو يقول :
لا أرهب الموت إذا الموت زقا حتى أوارى في المصاليت لقى
إنّي أنا العباس أغدوا بالسقا ولا أهاب المـوت يـوم الملتقـى
فكَمنَ له زيد بن الرّقاد من رواء نخلة ، فضربه على يمينه فبراها ، فأخذ
السيف بشماله ... وحمل عليهم وهو يقول :
واللّه إن قطعتمُ يميني إنّي أُحامي أبداًَ عن دينـي
وعن إمام صادق اليقين نجل النبي الطاهر الأمين
فَكَمنَ له حكيم بن الطفيل من وراء نخلة ، فلمّا مرّ به ضربه على شماله فقطعها فضم اللواء الى صدره ، وهو يقول :
يا نفس لا تخشي من الكفّار وابشري برحمة الجبّار
مع النبي السيّد المختار قد قطعوا ببغيهـم يسـاري
فاصـلـهـم يـــارب حــــرّ الــنــار
فوقف بطل العلقمي متحيراً همه إيصال الماء إلى الأطفال ، وهو قطيع الكفين ، فتكاثروا عليه ، وأتته السهام كالمطر ، فأصاب القربة سهم وأُريق ماؤها ، وسهم أصاب صدره ، وسهم أصاب عينه ، وضربه لعين بالعمود على رأسه ففلق هامته
وهوى قمر العشيرة إلى الأرض مناديا : عليك مني السلام أخي أبا عبد اللّه .
فأسرع اليه الحسين صلوات اللّه عليه ، ورآه مقطوع اليمين واليسار ..
والسهم نابت في نحره ... انحنى عليه وبكى بكاءً عالياً
فبينا إمامنا عند أبي الفضل، وإذا بأبي الفضل انتبه وقال : سيدي ما تريد أن تصنع قال الحسين(ع) أريد حملك إلى المخيم
وبعد هنيئة فاضت روح أبي الفضل سلام عليه ، ورأسه في حجر أبي عبد اللّه الحسين(ع) فتركه في محله تلبيةً لرغبته وقام من عنده حزيناً ...
نادى أخي عباس : الآن انكسر ظهري ، وقلّت حيلتي ، وشمت بي عدوي ،
ثم حمل على الأعداء يضرب فيهم ، وهم يفرون من بين يديه منادياً :
أين تفرون ، وقد فتتم عضدي ، فقتل منهم جمعاً كثيراً ...
ثم رجع الحسين(ع) إلى المخيم منكسراً حزيناً ، يكفكف دموعه بكمه ،
وقد تدافعت الرجال على مخيمه فصاح :
(أما من مغيث يغيثنا ، أما من مجير يجيرنا) ؟ أما من طالب حق ينصرنا ؟
أما من خائف من النار فيذب عنّا ؟ فأتته ابنته سكينة وسألته عن عمّها ؟
فأخبرها بقتله ! وسمعته زينب فصاحت وااخاه ! واعبّاساه ! واضيعتنا بعدك أبا الفضل ! فنادى(ع) وا ضيعتنا بعدك أخي ، وبكين النسوة وبكى الحسين معهن
ولمّا قتل العباس(ع) التفت ريحانة رسول اللّه ، وسيد شباب أهل الجنّة ،
وخامس أهل الكساء... فلم ير أحداً ينصره !! ونظر إلى أهله وصحبه مجزرين كالأضاحي، وهو يسمع عويل الأيامى ، وصراخ الأطفال ، صاح بأعلى صوته :
هل من ذاب يذب عن حرم رسول اللّه ؟ هل من موحّد يخاف اللّه فينا ؟
هل من مغيث يرجو اللّه في إغاثتنا ؟ !! فارتفعت أصوات النساء بالبكاء،
فنهض الأمام علي بن الحسين زينالعابدين يتوكأ على عصاه ، ويجر سيفه
لأنّه مريض لا يستطيع النهوض ، فسأله الحسين (ع) ماذا تريد أن تصنع ؟
فقال زين العابدين : أريد أن أجاهد بين يديك ، هؤلاء الكفرة الفجرة..
فصاح الحسين سلام اللّه عليه بأُم كلثوم : احبسيه لئلا تخلو الأرض من نسل آل محمد فأرجعته إلى الخيمة ودموعه جاريه
ثم إنه عليه السلام دعا بولده الرضيع يودعه
فأتته زينب بابنه عبد اللّه وأُمه الرباب ، فأجلسه في حجره يقبله ويقول : بعداً لهؤلاء القوم إذا كان جدك المصطفى خصمهم ،
ثم أتى به نحو القوم يطلب له الماء،نادى بأعلى صوته يا قوم قتلتم إخوتي وأهل بيتي وأولادي ولم يبقى عندي سوى هذا الطفل يا قوم اسقوه جرعة من الماء
فاختلف العسكر وخاف ابن سعد من وقوع الفتنة ... التفت إلى حرملة قال له : ويحك اقطع نزاع القوم ... فرماه حرملة بسهم ، فذبحه من الوريد الى الوريد . فتلقى الحسين الدم بكفه، ورمى به نحو السماء ، فلم يسقط منه قطرة !
وقال عليه السلام : هَونَ عليَّ ما نَزل بي أنّهُ بعين اللّه . إلهي إن كنت حبست عنّا النصر ، فاجعله لما هو خير منه ، وأنتقم لنا من الظالمين ، واجعل ما حل بنا في العاجل ، ذخيرة لنا في الآجل ، اللّهم أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الناس برسولك محمد(ص) وسمع عليه السلام قائلاً يقول : دعه يا حسين ، فإنّ له مرضعاً في الجنة ، فجاء به يحمله
الى خيمة العقيلة زينب : وما رجع به إلى أُمه ، لأنّ الاُم لا تتمكن أن ترى ولدها مقتولاً أمامها ، فخرجت إليه العقيلة ، فلمّا نظرت الى الطفل واذا به مذبوحاً من الوريد الى الوريد ، والسهم نابت في نحره ، ودمه مسفوح على صدره
فأتت به العقيلة إلى أُمه :
فحفر له الحسين سلام اللّه عليه بجفن سيفه ودفنه مرملاً بدمه ،
وقيل وضعه مع قتلاه من أهل بيته ،
وتقدّم الحسين سلام اللّه عليه نحو القوم مصلتاً سيفه ، آيساً من الحياة ، ودعا الناس إلى البراز ، فلم يزل يَقتل كل من برز إليه ، حتى قَتل جمعاً كثيراً ، ثم حمل على الميمنة وهو يقول : الموت أولى من ركوب العارِ والعار أولى من دخول النارِ
وحمل على الميسرة وهو يقول :
أنا الحسين بن علي آليـت أن لا أنثنـي
أحمي عيالات أبي أمضي على دين النبي
واللّه لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أفر فرار العبيد.
فهو عليه السلام لا يتفق معهم ولا يخضع لهم بيد أو يقرّ لهم بلسان .
قال عبد اللّه بن عمّار ، ما رأيت مكثوراً قط قد قُتِل ولده وأهل بيته وصحبه
أربط جأشاً منه ، ولا أمضى جناناً ، ولا أجرأ مُقدماً ، ولقد كانت الرجال تنكشف
من بين يديه إذا شدّ فيها ، ولم يثبت له أحد فصاح عمر بن سعد بالجمع :
هذا ابن الأنزع البطين ، هذا ابن قتّال العرب ، فأتته النبال ، وحال الأعداء
بينه وبين رحله ، فصاح بهم :
ياشيعة آل أبي سفيان ، إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم ، وأرجعوا إلى أحسابكم أن كنتم عُرباً كما تزعمون.
فناداه شمر : ما تقول يا ابن فاطمة ؟
قال : أنا الذي أُقاتلكم ، وأنتم تقاتلونني ، والنساء ليس عليهن جناح
فامنعوا عتاتكم وجهّالكم عن التعرض لحرمي ما دمت حياً .
قال: اقصدوني بنفسي واتركوا حرمي
قــــــــد حــــــان حيني وقـــد لاحتـــ لوائحـــــــه
فقال الشمر : لك ذلك وقصده القوم ، واشتد القتال ، وهو يصول صولة علي الكرار حتى قَتَل من القوم جمعاً كثيراً ، وقد اشتد به العطش ، فحمل من نحو الفرات ،
على عمرو بن الحجاج ، وكان في أربعة آلاف فارس ، فكشفهم عن الماء ؛
وأقحم الفرس الماء فلمّا ولغ الفرس ليشرب قال الحسين : (ع)
أنت عطشان وأنا عطشان فلا أشرب حتى تشرب !!
فرفع الفرس رأسه كأنّه فهم الكلام !!
ولمّا مدّ الحسين يده ليشرب ناداه رجل : أتلتذ بالماء وقد هُتِكت حرمك !!
فرمى الماء ولم يشرب ، وقصد الخيمة
إنّه عليه السلام أمر عياله بالصبر والتوكل على اللّه في تحمل المصائب والرزايا ، وأوصى أخته العقيلة زينب : »يا أختاه ، اتقّي اللّه وتعزيّ بعزاء اللّه ، وارضي بقضاء اللّه ... ياأختاه لا يذهبنّ حلمك الشيطان ... وأعلمي أنّ أهل الأرض يموتون ، وأن أهل السماء لا يبقون ، وأن كل شيء هالك إلّا وجه اللّه.
وطلب في ذلك الحال ثوباً لا يرغب فيه أحد يضعه تحت ثيابه ، لئلا يجردّ منه ،
فإنّه مقتول مسلوب ، فأتي إليه بذلك والتحف ببردة رسول اللّه(ص)
وتقلد بسيفه ... ثم قال : استعدوا للبلاء ، وأعلموا إنّ اللّه حاميكم وحافظكم ، وسينجيكم من شرّ الأعداء ، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير ، ويعذّب عدوكم
بأنواع العذاب ، ويعوّضكم عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة ...
ثم ركب جواده ، فأحطن النساء به كالحلقة ، هذه تقبّل يده ، وأُخرى تقبّل رجله فجعل يودعهنّ وهو يقول: اللّه خليفتي عليكن...فرأى أبنته سكينة باكية حزينة ، وهي تنظر إليه والدموع هوامع ... فوقف عندها يصبّرها ويمسح على رأسها ، ويقول :
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي منكِ البكاء إذا الحِمام دهاني
لا تحرقي قلبي بدمعكِ حسرة ما دام مني الروح في جثماني
فإذا قُتلت فأنت أولى بالـذي تأتينـه يـا خيـرة النسـوان
ثم توجه نحو الميدان ، وإذا بالنداء من خلفه : أخي حسين قف لي هنيئة ،
فالتفت إلى ورائه ، وإذا هي أخته زينب ، أُخيه ما تريدين ؟
قالت : أخي أنزل من على ظهر جوادك ، فنزل الحسين(ع)فدنت منه وقالت :
أخي اكشف لي عن نحرك وصدرك ، فكشف الحسين لها عن نحره وصدره ، فقبّلته في صدره ، وشمّته في نحره ، ثم حولّت وجهها إلى جهة المدينة ،
وصاحت : السلام عليكِ ياأُماه ، يازهراء ، لقد استرجعت الوديعة ، وأديت الأمانة ... فقال الحسين (ع) : أُخيه أية وديعة .. وأمانة ؟
قالت : أخي لمّا دنت الوفاة من أُمنّا الزهراء ، دعتني إليها
فقبّلتني في صدري ، وشمّتني في نحري ، ثم قالت : بُنية زينب هذه وديعتي عندكِ إذا رأيت أخاك الحسين بأرض كربلاء ، وحيداً ، فريداً ، فشميه في نحره فإنّه موضع السيوف ، وقبّليه في صدره ، فإنّه موضع حوافر الخيول... فلمّا سمع بذكر أُمه الزهراء هاج حنينه إليها . فقال : السلام عليكِ ياأُماه يافاطمة ..
فقال عمر بن سعد : ويحكم أهجموا عليه ما دام مشغولاً بنفسه وحرمه ... ،
واللّه إن فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم !!
فحملوا عليه يرمونه بالسهام ، حتى تخالفت السهام بين أطناب المخيم ، فدهشنّ النساء وأرعبنّ وصحنّ ... ودخلنّ الخيمة ينظرن الى الحسين كيف يصنع
فحمل عليهم كالليث الغضبان ، فلا يلحق أحداً إلّا بعجه بسيفه فيقتله ، والسهام تأخذه من كل ناحية ، وهو يتقيها بصدره ونحره ... ويرجع الى مركزه ، وهو يكثر قول : لا حول ولا قوة إلّا باللّه العلي العظيم
وقد اشتد به العطش ، فطلب في هذا الحال ماءاً
فقال الشمر : لا تذوقه حتى ترد النار !
وناداه رجل من الأعداء يا حسين ألا ترى الفرات يجري كأنّه بطون الحيّات ؟
فلا تشرب منه حتى تموت عطشاً ...
فقال الحسين(ع) : اللّهم أمته عطشاً ... فكان ذلك الرجل يطلب الماء فيُؤتى به فيشرب ، حتى يخرج مِن فيه ، وما زال كذلك عطشاناً إلى أن مات ... وهو يطلب الماء . فبينا هو(ع) بتلك الحالة رماه أبوالحتوف الجعفي بسهم وقع في جبهته ، فنزعه وسالت الدماء على وجهه الكريم .. فقال(ع) : اللّهم إنّك ترى ما أنا فيه من عبادك هؤلاء العصاة ... أللّهم أحصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تذر على وجه الأرض منهم أحداً ولا تغفر لهم أبداً وصاح بصوت عال :
يا أُمة السوء ، بئسما خلّفتم محمداً في عترته ، أما أنّكم لا تقتلون رجلاً بعدي فتهابون قتله ، بل يهون عليكم ذلك أياي ، وأيم اللّه إنّي لأرجو أن يكرمني اللّه بالشهادة ، ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون .
قال الحصين : وبماذا ينتقم لك منّا يا ابن فاطمة ؟
قال عليه السلام : يلقي بأسكم بينكم ، ثم يصب عليكم العذاب صباً...
ولمّا ضَعُف(ع) عن القتال ، وقف يستريح ، فرماه لعين بحجر على جبهته ، فسال الدم على وجهه ، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن عينيه ، رماه لعين آخر بسهم محدد له ثلاث شعب وقع في صدره وقِيل على قلبِه ...
فقال عليه السلام : بسم اللّه وباللّه ، وعلى ملّة رسول اللّه ... ورفع رأسه إلى السماء وقال : إلهي إنّك تعلم إنّهم يقتلون رجل ليس على وجه الأرض ابن نبي غيري ...
ثم أخرج السهم من قفاه ، وانبعث الدم كالميزاب ، فوضع يده ، فلمّا امتلأت
رمى به نحو السماء ... وقال : هون عليَّ ما نزل بي إنّه بعين الله ،
إنّ هذا فيك قليل . فلم يسقط من ذلك الدم قطرة الى الأرض ! ثم وضعها ثانياً فلمّا امتلأت لطّخ به رأسه ووجهه ولحيته ، وقال) : هكذا أكون حتى ألقى اللّه وجدي رسول اللّه وأنا مخضّب بدمي« ، وأعياه نزف الدم ، فجلس على الأرض ينوء برقبته ... فانتهى إليه في هذا الحال مالك بن اليسر فشتمه ، ثم ضربه بالسيف على رأسه ، وكان عليه بُرنُس فأمتلأ البرنس دماً .
فقال الحسين(ع) لا أكلت بيمينك ولا شربت ... وحشرك اللّه مع الظالمين .
ثم ألقى البرنس ، وأعتم على القلنسوة .
قال هاني بن ثبيت الحضرمي : إنّي لواقف عاشر عشرة لمّا صُرِع الحسين ، إذ نظرت إلى غلام من آل الحسين ، هو محمد بن أبي سعيد ابن عقيل بن أبي طالب وعليه إزار وقميص ، وفي أذنيه درتان ، وبيده عمود ، وهو مذعور يتلفت يميناً وشمالاً ، فأقبل إلى الحسين(ع) ليدفع عنه السوء ، فأقبل أحد الأعداء حتى إذا دنا مال عن فرسه
وعلاه بالسيف فصُرِع رضوان اللّه عليه ، وكانت أُمه تنظر إليه وهي مدهوشة ،
فنظر عبد اللّه بن الحسن السبط وله إحدى عشر سنة إلى عمه الحسين(ع)
وقد أحدق به القوم ، فأقبل يشتد نحو عمه وأرادت زينب حبسه ، فأفلت منها ،
وجاء إلى عمه ، وأهوى أبجر بن كعب بالسيف ليضرب الحسين به ، فصاح الغلام : ويلك يابن الخبيثة أتضرب عمي الحسين ؟ فغضب اللعين من كلامه فضربه
أبجر بسيفه فاتقاها الغلام بيده فأطنها إلى الجلد ، فإذا هي معلّقة ، فنادى الغلام يا عماه لقد قطعوا يدي ووقع في حجر الحسين(ع) فضمه الحسين(ع) إليه
وقال له : يا ابن أخي أصبر على ما نزل بك ، واحتسب في ذلك الخير ، فإنّ اللّه تعالى يلحقك بآبائك الصالحين ، ورفع يديه قائلاً : اللّهم إن متعتهم إلى حين ، ففرقهم تفريقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترضي الولاة عنهم أبداً ، فإنّهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا يقاتلوننا، ورمى الغلام حرملة بن كاهل بسهم فذبحه وهو في حجر عمه ، رضوان اللّه عليه
وبقي الحسين(ع) مطروحاً على الأرض ملياً ، وأقبل فرسه يدور حوله ويلطخ ناصيته بدمه ! فصاح ابن سعد : دونكم الفرس ، فإنّه من جياد خيل رسول اللّه فأحاطت به الخيل ، فجعل يرفس برجليه ، حتى قَتَل جماعة !
فقال ابن سعد : دعوه لننظر ما يصنع ، فلمّا أمن الجواد الطلب ، أقبل نحو الحسين(ع) يمرغ ناصيته بدمه ويشمه ويصهل صهيلاً عالياً .
قال أبو جعفر الباقر(ع) كان يقول : »الظليمة الظليمة من أُمة
قتلت ابن بنت نبيها
وتوجه نحو المخيم بذلك الصهيل ،وأسرع فرسك شارداً إلى خيامك قاصداً ، مهمهماً باكياً ،
فلمّا رأين النساء جوادك مخزياً ، ونظرنّ سرجك عليه ملويّاً برزن من الخدور ناشرات الشعور ، على الخدود لاطِمات ، وعن الوحوه سافرات ، وبالعويل داعيات وبعد العز مذلّلات ، والى مصرعك مبادرات
ونادت العقيلة زينب وا محمداه ! وا علياه ، هذا حُسينك بالعراء،
صريع بكربلاء ‘ ليت السماء أطبقت على الأرض،وليت الجبال تدك دكت على السهل !
وانتهت نحو أخيها الحسين سلام اللّه عليه ، والحسين يجود بنفسه ، ولو شاؤوا أن يقتلوه لفعلوا ، إلّا أن كل قبيلة تتكل على غيرها وتكره الإقدام ،
وقد دنا منه عمر بن سعد في جماعة من أصحابه .
فصاحت العقيلة زينب : أي عمر أيَقُتل أبو عبد اللّه وأنت تنظر إليه ؟!
فصرف بوجهه عنها ، فصاحت : ويحكم أما فيكم مسلم ؟
فصاح الشمر : ما وقوفكم ، وما تنتظرون بالرجل ، وقد أثخنته السهام والرماح ، أحملوا عليه ... فحملوا عليه وأحاطوا به ، فضربه اللعين زرعة بن شريك على كتفه الأيسر ! ورماه الحصين في حلقه ! وضربه لعين آخر على عاتقه !
وطعنه سنان بن أنس في ترقوته ، ! !
ورماه بسهم في نحره ،ثم في بواني صدره ! !
ثم طعنه صالح بن وهب في جنبه !!
ثم صاح عمر بن سعد بالناس، أنزلوا إليه وأريحوه !! فبدر إليه شمر اللعين
وهو يقول :
أقتُلُك َ اليومَ ونفسي تعلَمُ عِلْماً يَقيناً ليسَ فيهِ مَزْعَـمُ
ولا مَجالَ لا ولا تَكَتُّمُ إنَّ أبـاكَ خيـرُ مَـنْ يُكَلِّـم
بعدَ النَبِيِّ المصطفى المُعَظَّمُ أقتُلُكَ اليومَ و سوفَ أَندَمُ
وإنَّ مَثوايَ غَداً جَهَنَّمُ أفيضُ دَمْـكَ بالتُّـرابِ بِقَّـمُ
ولا لأولاد الــنــبـــي أَرحَــــــــمُ
فرفسه برجله !! وجلس على صدره !! وقبض على شيبته المقدّسة !! وضربه بالسيف !! اثني عشر ضربة واحتز رأسه المقدّس !! أي واحسيناه ! واسيداه ، أي وا إماماه
طأطؤا الرؤوس إنّ رأسَ حسينٍ رفعوه فوق القَنا الخطّـارِ
لا تذوقوا المعين واقضوا ضمايا بعد ضامٍ قضى بحدِّ الغرارِ
لا تمُدوا لكم عن الشمس ظِلاً إنَّ في الشمسِ مُهجة المختارِ
حقَّ ألا تكفّنوا هاشمِيّاً بعـد مـا كفّـنَ الحُسيـنُ الـذاري
رأت الرمح زينب حين مالا وعليه رأس الحسين تـلالا
خاطبته مذ راح يزهو هلالاً يا هلالاً لمّا استتـم كمـالا
ما توهمت يا شقيق فؤادي كان هـذا مقـدّراً مكتوبـا
جاؤا برأسك يابن بنت محمدٍ مترمـلاً بدمائـه ترميـلا
وكأنمّا بك يا ابن بنت محمدٍ قتلوا جهاراً عامدين رسولا
قتلوك عطشاناً ولمّا يرقبوا في قتلك التنزيل والتأويـلا
ويكبرون بأنك قُتِلت وإنمّا قتلوا بك التكبيـر والتهليـلا
عظم الله اجورنا واجوركم اخوتي الكرام بهذا المصاب الجلل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ونسأل الله سيحانه وتعالى أن يعجل فرج صاحب الزمان روحي لتراب نعليه الفداء لنثأر معه لجده وابيه الحسين عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام ولتهتف كلنا تحت لؤاءه انشاء الله تعالى قريباً
يالا ثارات الحسين .
نسألكم الدعاء
وللامانه منقووووول
وتقبلو تحياتي
اخوكم خادم نصر الله
|
|
|
|
|