|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 14431
|
الإنتساب : Dec 2007
|
المشاركات : 783
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
سلام امين تامول
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 11-01-2008 الساعة : 02:50 AM
الجزء الثالث
4 ـ ما تقدم في فرار سعد. 5 ـ عن كليب قال: خطبنا عمر، فكان يقرأ على المنبر آل عمران، ويقول: إنها أُحُدِية. ثم قال: تفرقنا عن رسول الله (ص) يوم أحد؛ فصعدت الجبل، فسمعت يهوديا يقول: قتل محمد. فقلت: لا أسمع أحدا يقول: قتل محمد، إلا ضربت عنقه. فنظرت، فإذا رسول الله (ص)، والناس يتراجعون إليه، فنزلت: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) (1). وفي نص آخر: لما كان يوم أحد هزمناهم (2)، ففررت حتى صعدت الجبل، فلقد رأيتني: أنزو كأنني أروى (3). وفي لفظ الواقدي: إن عمر كان يحدث، فيقول: لما صاح الشيطان: قتل محمد، قلت: أرقى الجبل كأنني أروية (4). ونحن هنا لا ندري من أين جاء ذلك اليهودي الملعون، الذي نقل عنه عمر قوله: قتل محمد!! مع أنه (ص) قد رفض مشاركة اليهود في هذه الحرب، كما رفض ذلك في غيرها. كما أننا لا ندري كيف نفسر تهديد عمر لهذا اليهودي بالقتل، مع
ـــــــــــــــ
(1) الدر المنثور ج 2 ص 80، ودلائل الصدق ج 2 ص 358، وكنز العمال ج 2 ص 242 عن ابن المنذر، وحياة الصحابة ج 3 ص 497 عن الكنز ج 1 ص 238، وفتح القدير ج 1 ص 388. (2) لعل الصحيح: هزمنا ففررت. كما يقتضيه سياق الكلام. (3) الدر المنثور ج 2 ص 88 عن ابن جرير، وكنز العمال ج 2 ص 242، ودلائل الصدق ج 2 ص 358، وحياة الصحابة ج 3 ص 497، وكنز العمال ج 2 ص 242، وجامع البيان ج 4 ص 95، والتبيان ج 3 ص 25/26. (4) شرح النهج ج 15 ص 22. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 188/ أنه هو نفسه قد فر عن رسول الله (ص)، وأسلمه لأعدائه، فأين كان حماس عمر عنه في الدفاع عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ضد المشركين؟! ولم لم يقتل أحدا منهم؟ ولا حتى طيلة السنوات العشر، في عشرات الغزوات والسرايا التي اشترك فيها؟!. إن ذلك لعجيب حقا، وأي عجيب!!. 6 ـ قال المعتزلي: قال الواقدي: لما صاح إبليس: إن محمداً قد قتل، تفرق الناس. إلى أن قال: وممن فر عمر وعثمان (1). لكن يلاحظ أن اسم عمر قد حذف من المطبوع من مغازي الواقدي، وأثبته المعلق في هامش الصفحة على أنه قد ورد في بعض نسخ المغازي دون بعض (2). فليراجع ذلك بدقة، فقد تعودنا منهم مثل هذا الشيء الكثير!! 7 ـ وبعد أن ذكر الواقدي اعتراض عمر على رسول الله (ص) في قضية الحديبية، قال عن النبي (ص): (ثم أقبل على عمر، فقال: أنسيتم يوم أحد؛ إذ تصعدون ولا تلوون على أحد، وأنا أدعوكم في أخراكم) (3)؟!. 8 ـ ما سيأتي من عدم قتل خالد لعمر، حينما كان عمر منهزما. 9 ـ وجاءته امرأة أيام خلافته، تطلب بردا من برد كانت بين يديه، وجاءت معها بنت لعمر، فأعطى المرأة، ورد ابنته. فقيل له في ذلك،
ـــــــــــــــ
(1) شرح النهج للمعتزلي ج 15 ص 24، ودلائل الصدق ج 2 ص 358، وراجع: غرائب القرآن (مطبوع بهامش جامع البيان) ج 4 ص 113. (2) راجع: مغازي الواقدي ج 1 ص 277. (3) شرح النهج للمعتزلي ج 15 ص 24، ودلائل الصدق ج 2 ص 358، ومغازي الواقدي ج 2 ص 609. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 189/ فقال: إن أب هذه ثبت يوم أحد، وأب هذه فر يوم أحد، ولم يثبت (1). 10 ـ وقد اعترف عمر برعبه من علي (عليه السلام)، حينما تبع الفارين وهو يقول لهم: شاهت الوجوه، وقطت، وبطت، ولطت، إلى أين تفرون؟ إلى النار؟ ويقول: بايعتم، ثم نكثتم؟ فوالله لأنتم أولى بالقتل ممن أقتل الخ.. (2). وقد اعترف الجاحظ بفرار عمر في عثمانيته أيضاً فراجع (3). 11 ـ وعلى كل حال، فإن فرار عمر من الزحف يوم أحد، وحنين، وخيبر، معروف، ويعده العلماء من جملة المطاعن عليه؛ لأن الفرار من الزحف من جملة الكبائر الموبقة، ولم يستطع المعتزلي أن يجيب على ذلك، بل اعترف به، واكتفى بالقول: (وأما الفرار من الزحف، فإنه لم يفر إلا متحيزا إلى فئة، وقد استثنى الله تعالى ذلك؛ فخرج به عن الإثم) (4). ولكن قد فات المعتزلي: أن ما جرى يوم أحد، لا يمكن الاعتذار عنه بما ذكر، لعدم وجود فئة لهم إلا الرسول (ص) نفسه، وقد تركوه، وفروا عنه، ولأن الله تعالى قد ذمهم على هذا الفرار، وعلله بأن الشيطان قد استزلهم ببعض ما كسبوا، ثم عفا عنهم، ولو كان لا إثم في هذا الفرار؛ فلا حاجة إلى هذا العفو. هذا، وقد حقق العلامة الطباطبائي: أن المراد بالعفو هنا معنى عام، يشمل العفو عن المنافقين أيضاً، فراجع (5).
ـــــــــــــــ
(1) شرح النهج للمعتزلي ج 15 ص 22. (2) البحار ج 20 ص 53، وتفسير القمي ج 1 ص 114/115. (3) العثمانية ص 169. (4) شرح النهج للمعتزلي ج 12 ص 179/180. (5) راجع تفسير الميزان ج 4 ص 51. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 190/ وقد كان ثمة حاجة إلى التسامح في هذا الفرار، لأنه الأول من نوعه، ويأتي في وقت يواجه الإسلام فيه أعظم الأخطار داخلياً وخارجياً، مع عدم وجود إمكانات كافية لمواجهتها، ومواجهة آثار مؤاخذتهم بما اقترفوا. واستمع أخيراً إلى ترقيع الرازي الذي يقول: (ومن المنهزمين عمر، إلا أنه لم يكن في أوائل المنهزمين ولم يُبعِد، بل ثبت على الجبل إلى أن صعد النبي (ص) ) (1). بارك الله في هذا الثبات، لكن لا في ساحة المعركة، بل فوق الجبل (!!). ثم إننا لا ندري ما الفرق بين أن يكون المنهزم في أول الناس أو في وسطهم، أو في آخرهم؟! وما الفرق بين أن يُبعِد في هزيمته وبين أن لا يُبعِد!!.
فرار الزبير:
وبعد هذا فلا نرى حاجة لإثبات فرار الزبير في أحد. بعد أن عرفنا أنه لم يثبت سوى أمير المؤمنين (عليه السلام). أو علي وأبو دجانة، وغير ذلك من نصوص تقدمت مع مصادرها. وإن كان ثمة محاولات لإظهار الزبير على أنه فارس الإسلام، ورجل الحرب الذي لا يبارى ولا يجارى، حتى إننا لنجد عمر بن الخطاب يعتبره يعدل ألف فارس. وعند مصعب الزبيري!!: أنه أشجع الفرسان، وعلي أشجع الرجالة. بل ويدعون: أنه قد افتتح إفريقية وحده (2).
ـــــــــــــــ
(1) التفسير الكبير ج 9 ص 51. (2) راجع لباب الآداب لأسامة بن منقذ ص 173 ـ 175. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 191/
مع أن مما لاشك فيه: أن إفريقية قد فتحت على عهد عثمان في سنة سبع أو ثمان وعشرين على يد عبد الله بن سعد بن أبي سرح (1)!!. ونحن نعرف: أن الهدف هو إيجاد شخصيات بديلة، أو في قبال الإمام علي (عليه السلام)، الذي هو أشجع البشر، بعد ابن عمه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره، ويرد كيد الخائنين للحقيقة والتاريخ. فرار عثمان: وأما عثمان، فلا يختلف في فراره في أحد اثنان. وهو موضع إجماع المؤرخين، وكان يعير به. وقد رجع بعد ثلاثة أيام، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد ذهبتم فيها عريضة (2)!!. وعن ابن عباس وغيره: إن آية: (إن الذين تولوا منكم يوم التقى
ـــــــــــــــ
(1) راجع: تاريخ الطبري وفتوح البلدان. (2) راجع: تفسير المنار ج 4 ص 191، والجامع لأحكام القرآن ج 4 ص 244، وفتح القدير ج 1 ص 392، وتفسير القرآن العظيم ج 1 ص 414، وتفسير التبيان ج 3 ص 26، وتاريخ الأمم والملوك ج 2 ص 203، والارشاد للشيخ المفيد ص 50، والبحار ج 20 ص 84، والبداية والنهاية ج 4 ص 28، وشرح النهج للمعتزلي ج 15 ص 21 عن الواقدي لكن مغازي الواقدي المطبوع لم يصرح بالأسماء بل كنى عنها في ج 1 ص 277 لكن في الهامش قال: في (نسخة عمر وعثمان)، والكامل لابن الاثير ج 2 ص 158، والسيرة الحلبية ج 2 ص 227، والسيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 55، والدر المنثور ج 2 ص 88 و 89 عن ابن جرير وابن المنذر، وابن اسحاق وراجع: سيرة ابن اسحاق ص 332، وجامع البيان ج 4 ص 96، وغرائب القرآن (مطبوع بهامش جامع البيان) ج 4 ص 113، والتفسير الكبير للرازي ج 9 ص 50 و 51، وأنساب الاشراف ج 1 ص 326. وراجع عن فراره يوم أحد وتخلفه يوم بدر: محاضرات الراغب ج 3 ص 184، ومسند أحمد ج 2 ص 101 وج 1 ص 68، والصراط المستقيم للبياضي ج 1 ص 91. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 192/
الجمعان) نزلت بعثمان (1). بل في بعض النصوص: أن طلحة أراد أن يتنصّر، وعثمان أراد أن يتهود (2).
لم يثبت من المهاجرين سوى علي (ع):
يقول حسان بن ثابت عن الأنصار؛ مشيرا إلى فرار المهاجرين: سماهم الله أنصارا لنصرهم دين الهدى، وعوان الحرب يسـتعر وجاهدوا في سبيل الله واعترفوا للنائبات فمـا خـافوا ولا ضجروا والناس إلب علينا ثم ليس لناإلا السيوف وأطراف القــنا وزر ولا يهرّ جناب الحرب مجلسنا ونحن حين تـلظى نـارها سـعر وكم رددنا ببدر دونما طلبوا أهـل النفاق وفيـنا أنـزل الظـفر ونحن جندك يوم النعف من أحد إذ حـزبت بطراً أشيـاعها مـضر فما ونينا وما خمنا، وما خبروا منا عثارا وجل ال؟ـقوم قد عثـروا (3)
وأخيراً فقد تقدم: أن أبا بكر، وسعدا، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير كلهم من المهاجرين. وهناك نص يقول: إنه لم يثبت أحد من المهاجرين إلا رجل واحد، وسبعة من الأنصار قتلوا كلهم. ولاريب في أن هذا المهاجري هو علي (ع)، للإجماع. والنص هو: أخرج الإمام أحمد، عن أنس: أن المشركين لما رهقوا النبي (ص) يوم أحد ـ وهو في سبعة من الأنصار، ورجل من
ـــــــــــــــ
(1) الدر المنثور ج 2 ص 88، وفتح القدير ج 1 ص 392، وراجع: جامع البيان ج 4 ص 96. (2) قاموس الرجال ج 5 ص 169. (3) ديوان حسان بن ثابت ص 57. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 193/ قريش ـ قال: من يردهم عنا، وهو رفيقي في الجنة؟ فجاء رجل من الأنصار؛ فقاتل حتى قتل. فلما رهقوه أيضاً قال: من يردهم عنا، وهو رفيقي في الجنة؟.. فأجابه أنصاري آخر، وهكذا، حتى قتل السبعة. فقال رسول الله (ص): ما أنصفنا أصحابنا (1).
سر الاختلاف في من ثبت:
وبعد، فإننا يمكن أن نفهم: أن رجعة المسلمين إلى المعركة بعد هزيمتهم لم تكن دفعة واحدة، وإنما رجع الأول فرأى علياً. ثم يرجع آخر؛ فيرى علياً وأبا دجانة مثلاً، ثم يرجع آخر فيرى خمسة، وهكذا؛ فكل منهم ينقل ما رآه. حتى وصل العدد لدى بعض الناقلين إلى ثلاثين. كما أن ما يؤثر عن بعض الصحابة من مواقف نضالية؛ لعله قد كان بعد عودتهم إلى ساحة القتال.
ثبات أبي دجانة:
ولعل ذكر أبي دجانة في بعض الأخبار، مرجعه ذلك. وإلا، فإننا نجد ابن مسعود ينكر ثباته، فقد قال: انهزم الناس إلا علي وحده. وثاب إلى النبي (ص) نفر، وكان أولهم: عاصم بن ثابت، وأبو دجانة (2). ولكن يعكر؛ على هذه الرواية: أنه قد جاء في المطبوع من كتاب الإرشاد للمفيد: أن أبا دجانة قد ثبت هو وسهل بن حنيف، كانا قائمين
ـــــــــــــــ
(1) البداية والنهاية ج 4 ص 26، وحياة الصحابة ج 1 ص 533، وتقدمت الرواية عن صحيح مسلم ج 5 ص 178 إلا أن فيه: رجلين من قريش. وكذا في تاريخ الخميس أيضاً. (2) قاموس الرجال ج 5 ص 7. ولكن يبدو أن في الارشاد تحريفا، فراجع ص 50 منه، وقارنها مع ما نقله عنه في البحار ج 20، وقاموس الرجال. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 194/ على رأسه، بيد كل واحد منهما سيف ليذب عنه (1). وثاب إليه من أصحابه المنهزمين أربعة عشر رجلاً (2). ونحن لا نستبعد: أن يكون أبو دجانة قد ثبت، ولكن لا كثبات علي (عليه السلام). وإنما حارب أولاً بسيفه، ثم لما فر المسلمون صار يقي النبي (ص) بنفسه، ويترّس عليه (3)، كما تقدم عن سلمة بن كهيل أيضاً؛ حيث كان علي (ع) يصد الكتائب، ويجندل الأبطال، حتى نزل في حقه: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي أو أن أول عائد إليه (ص) هو عاصم بن ثابت كما تقدم، فصار هو وسهل بن حنيف يذبان عن رسول الله (ص) إلى أن كثر المسلمون. وبعد عودة المسلمين من فرارهم أعطاه (صلى الله عليه وآله وسلم) السيف بحقه، ومنعه عمر، والزبير، وأبا بكر، عقابا لهم، وتقديرا واهتماما في عودة أبي دجانة إلى ساحة الحرب، ومجال الطعن والضرب معززا ومكرما. إلا أن يقال: إن أبا بكر وعمر لم يعودا إلى الحرب بعد فرارهما أصلا، فلا بد أن يكون عرض السيف على أبي دجانة وعليهم قد كان في المواجهة الأولى.
نحن، وشعر حسان المتقدم
وأمام تصريحات المؤرخين الكثيرة جداً، والمقطوع بصحتها
ـــــــــــــــ
(1) وفي ربيع الأبرار ص 833/834: أن عمارا كان بين يدي النبي (ص) يذب عنه، والمقداد كان عن يمينه (ص). (2) البحار ج 20 ص 83، والارشاد للمفيد ص 50. (3) تفسير فرات ص 24/25، والبحار ج 20 ص 104/105. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ /صفحة 195/ وتواترها، لا يسعنا قبول قول حسان المتقدم، الذي يقول فيه: إن الأنصار قد ثبتوا، وينسب الفرار إلى خصوص المهاجرين. إلا أن يكون مراده: أن المهاجرين أو أكثرهم لم يرجعوا إلى ساحة القتال، واستمروا فوق الجبل، والذين ثابوا إلى الحرب هم خصوص الأنصار. ولعل كرة العدو عليهم؛ قد ضعضعتهم، فانهزموا، ثم لما علموا بحياة الرسول كروا على عدوهممن دون أن يصعدوا الجبل، ولعل هذا هو الأقرب والأظهر.
تأويلات سقيمة للفرار:
ويقول البعض هنا ما ملخصه: إن فرقة استمروا في الهزيمة حتى المدينة، فما رجعوا حتى انقضى القتال. وفرقة صاروا حيارى حينما سمعوا بقتل النبي (ص)؛ فصار همّ الواحد منهم: أن يذب عن نفسه، ويستمر في القتال إلى أن يقتل. وفرقة بقيت مع النبي (ص)، ثم تراجعت إليهم الفرقة الثانية شيئاً فشيئا لما عرفوا أنه حي. وما ورد في الاختلاف في العدد، فمحمول على تعدد المواطن في القصة؛ فقولهم: (فروا) أي بعضهم، أو أطلق ذلك باعتبار تفرقهم (1). ونحن لا نريد أن نطيل في الرد على ذلك؛ فإن ما تقدم مما دل على أنه لم يثبت إلا فلان، أو فلان وفلان، وأن هذا قد فر، وذاك كذلك، وهكذا، يدفعه. وإلا لكان الفرار منحصرا في الثلاثة، بعثمان وصاحبيه. كما أنه لو صح ما ذكره فلا يبقى لعتاب الله لهم جميعاً بقوله: (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم)، معنى ولا فائدة. منقول عن كتاب الصحيح من سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم
انتهى
|
|
|
|
|