|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 14431
|
الإنتساب : Dec 2007
|
المشاركات : 783
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو شهاب
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 31-01-2008 الساعة : 09:30 PM
إن عدالة الصحابي أو عدمها تتبع أعماله وتصرفاته في حياته , فلا أصل في المقام لعدالتهم بدون قيد أو شرط , بل يدخل جميعهم في دائرة التعديل والتجريح .ثم إن تصرفات كل شخص وتقلباته في مختلف شؤون حياته خير دليل على الحكم عليه , وفي مورد السؤال نذكر لك سيئةً واحدة ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ تكفي في معرفة الرجل , وهي شربه للخمر بعد تحريمه ورثائه قتلى المشركين في بدر [ فتح الباري 10/37 , عمدة القاري 21/168 , ومصادر أخرى ] .نعم , قد حاول البعض تبرير هذا العمل بأنه كان قبل نزول التحريم .ولكن يرده أولاً : أن التحقيق يدلنا على أن التحريم قد نزل قبله بمدة , فإن عملية شرب الخمر قد حصلت في عام الفتح ـ سنة ثمانية من الهجرة ـ باتفاق أهل الحديث والسير , والتحريم قد نزل : إما في أوائل البعثة أو الهجرة [ المعجم الكبير للطبراني 20/83 ـ ح 157 , تاريخ الخطيب 8/358 , الدر المنثور 1/252 (606) , الجامع لاحكام القرآن للقرطبي 3/41 (60) , احكام القرآن للجصاص 1/322 , التفسير الكبير للرازي 6/41 ـ 44 ] .وإما في سنة أربع من الهجرة [ الامتاع للمقريزي 193 , فتح الباري 10/24 (31) , عمدة القاري 10/82 (21/166) , سيرة ابن هشام 2/192 ( 3/200 ) , عيون الاثر لابن سيد الناس 2/24 (48) , تفسير الشوكاني 2/71 (75) ] .وإما في سنة الحديبية سنة ست من الهجرة [ فتح الباري 10/24 (31) , عمدة القاري 10/82 (21/166) ] .وأما القول بنزول التحريم في سنة الفتح عام ثمانية من الهجرة يوم الشرب المذكور , فلا يدعمه ـ على قول البعض ـ إلا حديث أحمد [ مسند أحمد 1/381 ـ ح 2042 ] الذي جاء فيه أن رسول الله (ص) قد اعرض على شخص كان بصدد إهداء الخمر أو بيعه .وقصارى ما يستفاد من هذا الحديث أن التحريم بلغ هذا الرجل عام الفتح , لا أن التحريم قد نزل فيه , فلا يعارض الاقوال التي تصرح بنزول التحريم قبله , خصوصاً أن الرجل المذكور ـ على ما في حديث احمد ـ كان من أعراب البوادي , فيحتمل قوياً عدم وصول التحريم اليه .ثانياً ان ذيل رواية شرب الخمر المذكورة خير شاهد على نزول التحريم قبل تلك الواقعة , إذ جاء فيه أن الأمر قد بلغ رسول الله (ص) , فقام يجر إزاره حتى دخل عليهم مغضباً وهمّ أن يضرب بعضهم .وهنا نتسائل بأن التحريم لولم يسبق هذه الواقعة , فما هو معنى غضب الرسول (ص) في المسألة ؟ إذ لو كان مباحاً لم يتأثر النبي (ص) بهذا الشكل .وبالجملة , فلا ينبغي التأمل في صدق ارتكاب الفواحش والموبقات بالنسبة إليه في حياة الرسول (ص) .وأما بعد الرسول (ص) , فمخالفته الوصية بإمامة وخلافة امير المؤمنين علي (ع) لهو دليل واضح لانحراف الشخص وعدوله عن الخط المستقيم , ومن ثم زلة لا تغتفر , أضف إلى ذلك مبادرته وتأييده الاعتداء على بيت الزهراء ( عليها السلام ) وضربها وكسر ضلعها وإسقاط جنينها خير شاهد على فسق الرجل , مما أدى ذلك الى غضب فاطمة ( عليها السلام ) عليه ـ بصريح البخاري وغيره ـ .فمن مجموع هذه الموارد ـ وموارد أخرى لم يسعنا التطرق اليها في هذا المختصر ـ لا يبقى لدينا أي شكّ أو ريب في ثبوت عدم عدالته
|
|
|
|
|